نيروبي 5 أغسطس 2021 (شينخوا) ذكر باحث كيني يوم الأربعاء أن أحدث محاولة من جانب منظمة الصحة العالمية لإعادة فتح التحقيقات في أصل كوفيد-19 يجب أن تكون خالية من المناورات الجيوسياسية التي تهدف إلى تشويه النتائج.
وقال كافينس أديري، خبير العلاقات الدولية، "يبدو أن هناك تصعيدا للأعمال السياسية من قبل بعض الدول على نحو يهدد الآن المكاسب التي تحققت في كل من تعقب مصدر الجائحة والاستجابة لها"، مضيفا أن تسييس التحقيق من قبل بعض القوى الغربية سيعرقل الجهود العالمية للحد من شدة الجائحة.
وينبغي على منظمة الصحة العالمية مقاومة الضغوط التي تمارسها بعض الدول الحريصة على استخدام تتبع أصل مرض فيروس كورونا الجديد لتحقيق أجندة ضيقة وحزبية.
فقد أعلنت هيئة الصحة العالمية في يوليو عن إنشاء مجموعة استشارية علمية لدراسة أصل كوفيد-19 من خلال عملية شفافة وعادلة. وقال أديري إن أحدث تحقيق من جانب منظمة الصحة العالمية يجب أن يقوم على أساس العلم وروح التعددية وليس المنافسة غير الصحية من قبل القوى الكبرى.
ففي تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في أواخر مارس بعد دراسة ميدانية في ووهان الصينية، تم الاستنتاج بأن تفسير التسرب المختبري لأصل مرض فيروس كورونا الجديد "مستبعد تماما".
وعلى الرغم من نصيحة خبرائها بأنه لا ينبغي إجراء مزيد من الدراسات حول التسريبات المختبرية، اقترحت منظمة الصحة العالمية مؤخرا خطة المرحلة الثانية من دراسة أصل مرض فيروس كورونا الجديد في الصين مع التركيز على نظرية التسرب المختبري.
وانتقد أديري الخطة الجديدة لتخليها عن نتائج الدراسة التي أُجريت في فبراير حول أصل مرض فيروس كورونا الجديد، قائلا إن "العديد من الأسئلة تثار الآن فيما يتعلق بحيادية ونزاهة وفائدة تحرك منظمة الصحة العالمية".
وذكر أديري أنه لا يوجد أساس علمي يجعل أمانة منظمة الصحة العالمية تستبعد نتائج الدراسة المشتركة التي أجراها خبراؤها، وأن القرار الأحادي بإعادة فتح مسألة تتبع أصل كوفيد-19 دون إجراء التشاور المطلوب مع الدول الأعضاء ينتهك القواعد الإجرائية المعمول بها التي تحكم ولايتها.
وشكك في قدرة منظمة الصحة العالمية على إجراء عمليات التدقيق في الصين دون تعاون الدولة، مضيفا أن الخطط الرامية إلى استبدال الخبراء في مهمة ووهان يمكن أن تضعف حيادية التحقيق.
وأشار الخبير إلى أن الشواغل المتعلقة بحيادية المرحلة الثانية من تتبع أصل كوفيد-19 قد أجبرت ما يقرب من 60 دولة على الكتابة إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، محذرة من تسييس هذه المسألة.
وقال أديري إنه "ينبغي لمنظمة الصحة العالمية، بصفتها وكالة تنسيق، أن تكون في طليعة الجهات التي تبنى توافقا في الآراء في مواجهة التحديات الصحية العالمية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال السعي الدؤوب نحو المهنية والاستقلالية والصالح العالمي".