الجماليات الشرقية في أعمال يي جينتيان .. من "النمر الرابض، التنين الخفي" إلى الزي الحائز على جائزة أولمبياد طوكيو

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:08:27.15:12

27 أغسطس 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ فاز فيلم "النمر الرابض، التنين الخفي" في عام 2001، بأول جائزة أوسكار كأفضل إخراج فني للصين. ويحترم الجمال المرئي الذي شيده يي جينتيان في أفلام " الأبطال"، " مأدبة ليلية"، " جرف الأحمر" التاريخ، والتقاليد، ويتمتع بالروعة والتغييرات التي تتجاوز الخيال. قال ذات مرة: "أحب أن ارتدي الأسود، فكل الألوان مخفية باللون الأسود، لكن الأسود مكشوف."

وفازت "بدلة تنين" باللونين الأحمر والأبيض، والبساطة، اللباس الذي صممه يي جينتيان للرياضيين الصينين الحائزين على جوائز رياضية في أولمبياد طوكيو2020، بمدح مستخدمي الانترنت.

يي جينتانغ وهو يقوم بصقل تفاصيل تصميم بدلة التنين

" أعمالي ليست رمزية"

تصور يي جينتيان، العديد من الاحتمالات في اتجاه تصميم الملابس الخاصة للأبطال الصينيين. ونظرًا لأنه لباس رياضي، يجب أن يكون مرتبطًا بالجسم، ويجب أن يعكس العلاقة الجسدية بين الملابس والجسد. وقال: " أعتقد، أن الشيء المختلف في الصين هو أن يكون لديك مستوى روحي من المشاركة على رأس هذه العلاقات الجسدية." مضيفا: "تمامًا مثل الكونغ فو الصيني، حيث أن الأخير لا يتعلق بالقتال فحسب، بل بفنون الدفاع عن النفس والروح الشجاعة ايضاً."

 يي جينتيان وهو يقوم بتصميم بدلة التنين

"الروح الأولمبية هي روح تلهم البشرية. آمل أن يتم التعبير عن الملابس الصينية التي صممتها هذه المرة للحائز على الميداليات بعناصر صينية مختلفة." قدم يي جينتيان، أنه يريد إعطاء الثقافة الصينية منظورًا جديدًا للعالم من خلال الملابس. لذلك، لم يستخدم عند تصميم الأزياء الصينية الحائزة على الميداليات عناصر رمزية محددة مثل التنانين، والجدران العظيمة، والباندا لتأطير خياله حول الصين، لكنه اختارت صورتين تمثلان الشرق، "بدلة تانغ بطوق الوقوف المستدير" و "الطائر".

يمتد خيوط طوق الوقوف المستدير لبدلة تانغ الصينية المصممة هذه المرة من الياقة إلى البطن، والذي يرمز إلى "هبوط النفس الى البطن" في الكونغ فو الصيني. والمساحة الكبيرة من اللون الأبيض النقي تبرز الزخرفة الحمراء، مما يعكس"الفراغ" في الحكمة الصينية. ويتبين الشكل العام للجسم بعد ارتدائه بالاستقامة والشد. "ترى أن اللون الأبيض هو السائد، والجزء العلوي عريض والجزء السفلي ضيق، بحيث تبدو الأرجل رفيعة، ويتم إغلاق خط الخصر، مما يبرز خط الكتف بشكل أوسع، ما يظهر القوة."

 يي جينتيان على اليسار، يساعد الممثلين على تعديل أزياء أثناء تصوير المسلسل التلفزيوني " قصر دامينغ"

مراهق مجنون بمي لانفانغ

في عام 1986، أوصى المخرج تسوي هارك لرسم لوحاته بيي جينتيان ، الذي خرج للتو من الحرم الجامعي للعمل كمصمم فني في فيلم" الألوان الحقيقية للأبطال". بعد ذلك، برز يي جينتيان في صناعة السينما في هونغ كونغ، وتعاون مع العديد من مديري هونغ كونغ المعروفين مثل تسوي هارك، تاركاً مجموعة من الأعمال الكلاسيكية مثل "النمر الرابض، التنين الخفي".

وفي الثمانينيات، " كانت الثقافة الغربية هي السائدة في هونغ كونغ في ذلك الوقت، وكان فهم الثقافة التقليدية ضعيفاً تقريبًا." لماذا كل شيء جديد وجيد يأتي من الغرب؟ بدأ يي جينتيان، الشاب غير الراضي عن الوضع بالبحث عن الأسباب وأخذ زمام المبادرة لاستكشاف الثقافات الشرقية والغربية، وشعر أنه "في يوم من الأيام، سأفعل أفضل منهم".

لقد أحب الفن الجريء والرائد في أوروبا، ولكن عندما التقى بأوبرا بكين والفنان مي لانفانغ، انبهر على الفور بالأشياء "الرائعة والصينية للغاية". " في ذلك الوقت، كنت مجنوناً، وبحثت الكتب مع أصدقائي في المكتبات وأكشاك، وفي جميع أنحاء العالم عن كل المحتوى حول "الممثلات الاربع"لأوبر بكين."

يي جينتيان (الثاني من اليسار) والمخرج وو يوسن (في الوسط) يتواصلان أثناء تصوير فيلم "جرف الاحمر"

كما أن التجول في ثقافات أخرى في العالم والتفاعل والتعاون مع العديد من الفنانين العالميين جعله أكثر وعيًا بالثقافة الصينية.

ويرى أن للثقافة الصينية قوة متأصلة غير ملموسة، وإنها ستصبح إمكانيات غير محدودة فيما يتعلق بالإبداع الفني، مما يسمح باستمرار الإبداع.

وفي الإبداع الفني ليي جينتيان، لطالما كان "كيفية سرد القصة الصينية" تشغل تفكيره. وقد ضرب أمثلة مثل "النمر الرابض، التنين الخفي"، حيث يعتقد الغربيون أنه من المستحيل أن يطير الإنسان إلى السماء، والقصص العاطفية للأبطال والبطلات الغامضة للغاية، ليست في ثقافتهم. ولكن عندما يتم تقديم أسلوب ولغة وسرد المسرحية بأكملها في نفس الوقت، يمكنهم فهم ما تريد التعبير عنه وتلقيه.

ومن وجهة نظر يي جينتيان، تتغير اتجاهات العالم دائمًا، لكن يجب على الفنانين الحفاظ على تركيزهم، "لدينا مجموعة من الأشخاص الذين يريدون القيام بشيء ما، من أجل الشيء الذي لا يتغير." 

 19 سبتمبر 1999، يي جينتيان في موقع تصوير فيلم "النمر الرابض، التنين الخفي"