الرياض 9 نوفمبر 2021 (شينخوا) كشف وزير التعليم السعودي حمد بن محمد آل الشيخ عن خطط المملكة للتوسع في تعليم اللغة الصينية للاستفادة من الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية التي تمثلها الصين في العالم حاليا، من خلال مبادرة مراجعة وتحديث المناهج الدراسية لتعزيز المهارات الأساسية ومهارات المستقبل التابعة لبرنامج تنمية القدرات البشرية ضمن برامج رؤية المملكة 2030.
وأكد الوزير حمد آل الشيخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) على توجه الوزارة لتعزيز خطط التوسع في تدريس اللغة الصينية عبر الزيادة في إرسال الطلاب والطالبات على مستوى التعليم العالي لدراسة التخصصات المختلفة في الجامعات الصينية الرائدة، وإنشاء معاهد لتعليم اللغة الصينية في المملكة.
وتابع بأنه سيتزامن مع التوسع إعداد برنامج مكثف لتأهيل عدد من المعلمين لكي يكونوا معلمي ومعلمات لغة صينية للمراحل المستهدفة.
وقد تم تطبيق برنامج تعليم اللغة الصينية كمرحلة أولى في 8 مدارس للمرحلة الثانوية في كل من الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.
وتربط المملكة تعليم اللغة الصينية مع رؤيتها الاقتصادية 2030، من خلال زيادة مهارات وقدرات المواطنين السعوديين مما يزيد من قدراتهم التنافسية في سوق العمل.
وتطرق الوزير إلى جهود المملكة لاستمرارية التعليم رغم تحديات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، موضحا نجاح نموذج التعليم عن بعد الذي يعد من ضمن نجاحات المملكة في مواجهة انتشار المرض على كافة المستويات.
وقال "أثبتت المنظومة التعليمية قدرتها على التحول السريع من التعليم الحضوري مكانيا إلى التعليم الحضوري "عن بعد" من دون انقطاع ليوم واحد، مع ضمان جودة مخرجات التعليم، وتوفير الأنظمة والتشريعات وفق أفضل الممارسات العالمية، مع تحقيق تكافؤ الفرص للجميع".
وأضاف استطاعت المملكة توفير بدائل تعليمية متعددة لاستمرار العملية التعليمية "عن بعد"، من خلال منصة تسمى مدرستي التي تقدم المنهج المدرسي يوميا لـ 6 ملايين طالب وطالبة من قبل أكثر من 420 ألف معلم ومعلمة، إلى جانب توفير 24 قناة فضائية تعليمية تستهدف كافة المراحل التعليمية، منها ثلاث قنوات للتربية الخاصة، إضافة إلى قناة عين على "اليوتيوب"، وبوابة عين الوطنية الإثرائية، ومنصة روضتي، وهو ما أسهم في نجاح العملية التعليمية عن بعد أثناء أنتشار المرض.
وشدد على أن نجاح التعليم "عن بعد" يظهر جوانب القوة في تجربة المملكة من خلال سرعة الاستجابة، وتنوع الخيارات، والتحسين المستمر في العملية التعليمية.
وأدى انحسار انتشار (كوفيد-19) إلى قرار المملكة للرجوع للدراسة التقليدية الحضورية للفئات التي شملتهم اللقاحات المضادة لمرض (كوفيد-19) من العام الدراسي الحالي الذي بدأ في نهاية أغسطس الماضي، بينما تم تأجيل عودة الطلبة لمن أقل من 12 عاما والذي كان مخططا أن يعودوا لمقاعد الدراسة في نهاية أكتوبر الماضي لحين استكمال الدراسات العالمية المتعلقة بمخاطر الفيروس لهذه الفئة.
وعن جهود المملكة لتوفير منح تعليمية للطلاب من جميع أنجاء العالم، خاصة الدول النامية، قال الوزير آل الشيخ: " قيادة المملكة العربية السعودية تؤمن بأهمية المساهمة والمشاركة مع المجتمع الدولي في تحقيق التنمية والازدهار والسلام لشعوب العالم، من خلال تسخير كافة إمكانياتها في دعم القضايا العالمية المتعلقة ببناء الإنسان وتنميته، ومن بينها دعم قطاع التعليم في الدول النامية".
وكشف بأن المملكة تقدم مساهمات مستمرة لدعم الدول النامية ورفع جودة التعليم فيها، ومن ذلك ما قدمته المملكة مؤخراً من تبرعً بقيمة 38 مليون دولار لدعم استراتيجية الشراكة العالمية من أجل التعليم 2025.
وفيما يتعلق بالمنح الدراسية، أوضح إن المملكة تقدم سنوياً نحو 22 ألف منحة دراسية في المجالات ذات الأولوية لأكثر من 170 دولة شقيقة وصديقة، حيث يبلغ عدد المقيدين حاليا في منح الجامعات السعودية نحو 20676 من 163 دولة.
وقد قدمت المملكة خلال الأعوام العشرة الماضية منح دراسية بنحو 79180 مقعدا، بهدف تبادل المعارف وتحقيق التواصل الحضاري والثقافي بين الدول الصديقة، وتحقيقا لرؤية المملكة 2030 في تعزيز مكانة السعودية الإقليمية والدولية، ومواقع الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية، وتنمية الموارد الذاتية للجامعات، وترسيخ العمق العربي والإسلامي للمملكة من خلال الإسهام في تعليم اللغة العربية.