رام الله 22 ديسمبر 2021 (شينخوا) أكد مسئول فلسطيني أهمية مبادرة الصين لبناء مجتمع صيني - عربي ذى مصير مشترك، معربا عن أمله أن ينعكس ذلك على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات العربية والصين في الحركة عباس زكي، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء، أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت مهيأة ليكون المجتمع العربي الصيني له أفاق واسعة خاصة في ظل تعاظم دور الصين دوليا وأيضا حجم التبادل التجاري والاقتصادي والتنمية التي تكون بكين هي القائد المبدع في هذا المجال.
واعتبر المسئول في فتح أن مبادرات الصين سواء الحزام والطريق أو بناء مجتمع صيني-عربي ذى مصير مشترك التي مضي على طرحها عدة أعوام هي "حماية لمنطقة الشرق الأوسط من جشع المستعمرين الذين نهبوا ثروات الشعوب وقتلوا معنوياتها".
وأشار زكي إلى أن الصين برئاسة شي جين بينغ عملت في مقابل ذلك على تعديل كفة الميزان من خلال طرح المبادرات الرائدة والحكيمة التي تتطلع من خلالها إلى مستقبل رغيد ومزدهر لشعوب العالم بأسره.
وأضاف أن الصين استطاعت طيلة الأعوام الماضية تنمية وتطوير علاقاتها مع الدول العربية من خلال توقيع الاتفاقيات وتعزيز التجارة والصناعة والتكنولوجيا مما مكنها من الوصول إلى قلوب الشعوب بفعل إنجازاتها الكبيرة.
وأوضح زكي أن الصين الدولة الوحيدة في العالم التي أرسلت مساعدات طبية للدول كافة في آن واحد لمساعدتها من أجل إنقاذ شعوبها من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الخطير دون أن تضع أي اعتبار لمن يعاديها.
من جهة أخرى، اعتبر زكي أن السياسية الخارجية التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني تهدف إلى التعاون المشترك مع الدول العربية والحفاظ على ثرواتها ومقدراتها، داعيا الدول العربية للاستجابة إلى الصين ومبادراتها لما فيه خير لشعوبها والبشرية جمعاء.
وقال المسئول في فتح، والذى سبق أن زار الصين عدة مرات، إن خلق مجتمع تعاوني عربي صيني سيكون هو المستقبل الضامن لكل أوجه الحياة على كل صعيد لكافة الدول ولا بد من التمسك بذلك وتحقيقه.
ودعا كافة الأحزاب والقوى العربية إلى الوقوف خلف وإلى جانب الصين في اعتماد سياسات جديدة لمواجهة سياسة "الهيمنة والاحتكار والسيطرة على ثروات البلدان".
كما طالب الشعوب العربية بحث زعمائها على تعزيز تحالفها مع الصين وتقوية العلاقات لما فيه مصلحة للجميع والذهاب إلى مستقبل رغيد، معتبرا أن العلاقات الحميمة مع الصين تدفع الأمور نحو بناء مجتمع صيني عربي قوى ذى مصير مشترك.
وأشار زكي إلى أن الصين دولة لها مكانتها على الساحة الدولية باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، معربا عن أمله في زيادة التعاون العربي الصيني نحو بناء علاقات مشتركة تتميز بتبادلات اقتصاديات قوية تقود الشعوب إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية.
وقال زكي إن الشعب الفلسطيني يشكل رقما صعبا في معادلة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط وبالتالي آن الأوان لأن تتقدم الصين خطوات للأمام باعتبارها القيادة الرشيدة التي يتمناها العالم كهدية للبشرية المقهورة.
والجدير بالذكر انه منذ طرح مبادرة بناء مجتمع صينى-عربي ذى مصير مشترك، قد تعززت التبادلات بين الصين والدول العربية في شتى المجالات خاصة في مجال التجارة والزراعة والتعليم والتكنولوجيا حيث ظلت الصين أكبر شريك تجارى للدول العربية على مدى سنوات عديدة.
وبعد تفشي جائحة كورونا، مدت الصين يد المساعدة الى الدول العربية من خلال تقديم الاحتياجات الطبية اللازمة وبحلول منتصف عام 2021، قد قدمت الصين أكثر من 72 مليون جرعة لقاحات (كوفيد-19) الى 17 دولة عربية وجامعة الدول العربية، وتجرى تعاونا وثيقا مع الإمارات ومصر والجزائر في التجارب السريرية للقاحات الصينية المضادة وإنتاجها في هذه الدول.