28 ديسمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بحسب إحصاءات شركة البنية التحتية السحابية "كلاود فلير"، المختصة في دراسة شبكة الإنترنت، أصبح موقع التواصل الاجتماعي تيك توك اسم نطاق الإنترنت الأكثر زيارة في العالم خلال عام 2021، متجاوزًا شركة غوغل متصدرة ترتيب العام الماضي.
وتعود ملكية تيك توك إلى شركة "بايت دانس" الصينية، وقد تم إطلاق نسخته العالمية في صيف عام 2017. وفي أغسطس 2018، تم دمجه رسميًا مع تطبيق فيديو قصير للموسيقى اسمه "ميوزيك لاي". وقد نجح تيك توك خلال السنوات الأخيرة، في تحقيق شعبية عالمية جارفة. ووفقًا لإحصاءات وكالة مراقبة البيانات "سانسور تاور" في يوليو العام الحالي، فقد تم تحميل تطبيق تيك توك أكثر من 3 مليارات مرة في مختلف أنحاء العالم.
لماذا حقق تيك توك هذا النجاح العالمي القياسي؟
أولا، اختارت تيك توك في البداية منطقة جنوب شرق آسيا كأول سوق خارجية لها، نظرًا لوجود العديد من السكان ذوي الأصول الصينية، وبسبب انخفاض مستوى الحواجز الثقافية مع الصين. وعلى هذا الأساس، توسع تيك توك في السوق الآسيوية. وفي عام 2019، تجاوزت تحميلات التطبيق في الهند 270 مليون مرة، مما جعلها الدولة الأسرع نموًا في أعمال تيك توك.
ثانيًا، تعتمد تيك توك محتويات مختلفة باختلاف الأقاليم. على سبيل المثال، تروج في منطقة جنوب شرق آسيا بشكل أساسي لمحتويات الرقص والمقاطع الهزلية، وتروج في اليابان وكوريا الجنوبية بشكل أساسي للمحتويات الكرتونية. وتروج في أوروبا والولايات المتحدة بشكل رئيسي للموضة. ومنذ بدء تطويره، أصبح محتوى الفيديو على تيك توك متنوع أكثر فأكثر، وبات يشمل الموسيقى والكوميديا والجمال والطبخ والسياسة والعديد من المجالات الأخرى. وخلال العامين الماضيين، شهد تيك توك ظهور العديد من المؤثرين المتخصصين.
ثالثًا، يتميز التطبيق ببساطته وسهولة استخدامه، حيث يمكن للأشخاص العاديين أيضًا إنشاء مقاطع فيديو أصلية خاصة بهم. ولا تتجاوز مقاطع فيديو تيك توك عمومًا 15 ثانية، وأطول مقاطع الفيديو التي ينتجها بعض المبدعين ذوي الجودة العالية تقل عن دقيقة واحدة. ويشير المطلعون على الصناعة إلى أن تيك توك توفر للمستخدمين مؤثرات خاصة وفلاتر وملصقات وأدوات أخرى سهلة التشغيل، والتي يمكنها تحويل المواد الأصلية إلى مقاطع فيديو سهلة التوزيع وذات مستوى احترافي.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن تيك توك توصف بأنها "المكان السعيد في عالم الإنترنت"، حيث توجد "سعادة بسيطة"، على عكس مواقع الفيديو الأخرى، حيث يكون المحتوى "أكثر قتامة".
التوسع والحدود
كيف سيكون مستقبل تيك توك مع هذا العدد الكبير من المستخدمين؟ يشير بعض المحللين إلى أن العديد من المجالات يمكن توسيعها على منصة تيك توك، مما يوفر أيضًا مساحة أكبر للتعاون وفرص العمل. كما يمكن ترقب الاقتصاد الإبداعي الذي ستجلبه تيك توك في المستقبل.
ووفقًا للتقارير، فقد توصلت تيك توك في أغسطس من هذا العام، إلى شراكة مع منصة "ويب فلونشل" الجنوب افريقية لإنتاج محتوى محلي أكثر حيوية والاستفادة من المواهب الفريدة للمبدعين الأفارقة.
وتشير إحصاءات "ويب فلونشل"، إلى وجود 500 مليون مستخدم في إفريقيا. ولذلك فإن هذا التعاون سيخلق فرصًا لأصحاب العلامات التجارية للاستفادة بشكل أكبر من الإمكانات الهائلة لأكثر من 1.2 مليار من الجمهور الإفريقي وتعزيز تنمية الاقتصاد الإبداعي في إفريقيا.
مع ذلك، فقد أثار تيك توك جدلا كبيرا حول تأثيره على الأطفال والمراهقين. وعلى سبيل المثال، اتهمت احدى المؤسسات التعليمية في ولاية تينيسي الأمريكية تيك توك بـ"تدمير" الحياة اليومية للمراهقين. وقالت "أن الأطفال يستخدمون تطبيق تيك توك في الفصول الدراسية والمراحيض والممرات." وتعتقد المدرسة أنه في حالة عدم وجود إرشادات صحيحة، فقد تؤدي بعض السلوكيات الخطيرة على المنصة إلى حوادث تمس المراهقين. وأشار محللو الصناعة إلى أنه مع تشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، ستواجه تيك توك أيضا سلسلة من المشكلات الإدارية والتنظيمية على غرار فيسبوك.
في العام الماضي، وخلال فترة رئاسة ترامب، واجهت تيك توك سلسلة من ضغوط الحظر في السوق الأمريكية. وتحت ذريعة "أمن البيانات الشخصية للمستخدمين"، أصدرت الحكومة الأمريكية حظرًا على تيك توك في أغسطس من عام 2020. مما أثار ردود فعل قوية من المستخدمين الأمريكيين، وبعد أن تولى الرئيس الأمريكي بايدن منصبه، تم رفع هذا الحظر في يونيو من العام الحالي.