الحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني تشهد تزايد عدد الأنواع المهدّدة بالانقراض (3)

3 مارس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أعلنت الصين في أكتوبر 2021 رسميا عن تأسيس أول دفعة من الحدائق الوطنية بما في ذلك حديقة سان جيانغيوان الوطنية، والحديقة الوطنية للباندا العملاقة، والحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني. واليوم، في جبال وغابات شاسعة بالحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني، تعيش العديد من الحيوانات النادرة بأمان وسط الجبال الخضراء والمياه الصافية، على غرار النمور والفهود. حيث تتكشف داخل المحمية صورة جميلة للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.

نظرًا لعدة أسباب تاريخية مثل إزالة الغابات والتعدين واستغلال المحاجر، تضررت موائل النمور السيبيرية البرية، وبحلول نهاية التسعينيات، اختفت هذه الحيوانات التي كانت تتحرك على نطاق واسع في شمال شرق الصين تقريبًا.

وفي يناير 2017، تم إصدار "برنامج تجريبي لإنشاء الحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني". وتمتد الحديقة الوطنية على مقاطعتي جيلين وهيلونغجيانغ، وتبلغ مساحتها 14065 كيلومترًا مربعًا.

"في العام الماضي، تم رسميا إنشاء الحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني. وتشهد بيئة الحديقة في الوقت الحالي تحسّنا، وهو ما انعكس ايجابا على أعداد النمور التي ازدادت بشكل ملحوظ، حيث بلغ عددهل في البرية قرابة 50 نمرا، كما تم رصد ولادة 10 أشبال جديدة. وبلغ عدد الفهود قرابة 60 رأسا، وتم رصد ولادة 7 أشبال جديدة." قال تشاو لي، مدير الحديقة الوطنية للنمر السيبيري والفهد الصيني.

ومع التقدم التقني، باتت التكنولوجيا بامكانها مساعدة الإنسان على متابعة النمور من مسافات بعيدة. وفي هذا الصدد، قال فنغ ليمين، نائب مدير مركز مراقبة نمر سيبيري التابع لإدارة الدولة للغابات والعشب، أنه عندما تمر النمور والفهود، تلتقط كاميرات الأشعة تحت الحمراء في أعماق الغابة مقاطع فيديو، ويتم نقلها إلى المركز في الوقت الفعلي عبر الإنترنت، ويقوم الذكاء الاصطناعي تلقائيًا بتحديد وتحليل معلومات الصورة، والتي يمكن عرضها على الهاتف المحمول بعد بضع ثوانٍ.

وتقم الحديقة باستخدام عدد كبير من كاميرات الأشعة تحت الحمراء على الأرض لرصد تحركات الحيوانات ليلًا نهارًا، بمساعدة الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد والاستطلاعات الجوية بالطائرات دون طيار. بما يحقق نظام مراقبة متكامل يجمع بين الأرض والسماء. ويوفر أساسا علميا متينا لحماية الحيوانات البرية. وقد حقق نظام الرصد ما يزيد عن 20 ألف عملية رصد للنمور الفهود.

"حماية النمور والفهود مثل حمل مظلة كبيرة، والمحافظة عليها تساعد على حماية التنوع البيولوجي للنظام البيئي بأكمله." وقال فنغ ليمين إنه من خلال حماية النمور والفهود السيبيرية، تم توفير الحماية للنظام البيئي في الحديقة الوطنية بشكل فعال، وإلى جانب التغطية الغابية التي وصلت إلى 97.74٪ زاد حجم المخزون إلى 223 مليون متر مكعب، ووصل إجمالي مساحة التعافي البيئي إلى أكثر من 40 ألف هكتار.