人民网 2022:05:06.15:32:06
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق :لا تتجاهلوا " صمت " الدول الافريقية في الصراع الروسي الاوكراني

2022:05:06.15:31    حجم الخط    اطبع

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته إلى داكار، عاصمة السنغال الواقعة غرب إفريقيا في الأول من مايو بالتوقيت المحلي: "يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى تفاقم الأزمة الثلاثية للغذاء والطاقة والتمويل في جميع أنحاء إفريقيا". ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، قد يؤدي تأثير الصراع في أوكرانيا الى دفع 2.5 مليار شخص الى هوة الفقر المدقع هذا العام.

تتقاتل الأفيال ويعاني العشب .. مقولة ينطبق معناها على الوضع الحقيقي في أفريقيا في الوقت الحاضر، حيث مارست الولايات المتحدة منذ إندلاع الصراع الروسي الأوكراني ، ضغوطًا عمياء على الدول الأفريقية، وطالبتهم بالانحياز إلى جانب واحد، متجاهلة التأثير الخطير للأزمة على الشعوب الأفريقية، والإضرار بالمصالح الحيوية للشعوب الأفريقية. وفي 2 مارس، صوتت 28 دولة من أصل 54 في إفريقيا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين روسيا، وعارضت واحدة، وامتنعت 25 عن التصويت أو لم تصوت.

يعتبر "صمت" الدول الافريقية إحتجاجا صامتا ضد الولايات المتحدة والغرب. وفي هذا الصدد، صرحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفليد، علناً أنه لا يوجد موقف محايد بشأن قضية "الغزو" الروسي لأكرانيا، ويجب على الدول الافريقية أن تفهم الوضع. كما أعربت سفيرة الولايات المتحدة بالإتحاد الإفريقي جيسيكا لابين، ببيان مباشر عن أملها في أن ترد أفريقيا " بقوة " على تصرفات روسيا.

يعتقد ما هانزي، باحث في معهد الصين للدراسات الدولية ، أن البلدان النامية والاقتصادات الناشئة، بما في ذلك إفريقيا، غير راغبة في إتباع الولايات المتحدة لفرض عقوبات على روسيا، ويعود ذلك بشكل اساسي لثلاثة أسباب: ـ

أولاً، تضغط واشنطن من أجل فرض عقوبات واسعة النطاق ضد روسيا من جهة، وتتجاهل الكارثة الخطيرة التي جلبتها العقوبات والصراع بين روسيا وأوكرانيا على الدول الأفريقية من جهة أخرى. حيث تواجه سلسلة الإمدادات الغذائية الاساسية في القارة الافريقية بعد الصراع الروسي الاوكراني أزمة غير مسبوقة. وتمثل صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا حوالي ربع صادرات القمح العالمية، وتعتمد العديد من الدول الأفريقية بشكل كبير على واردات الحبوب من روسيا وأوكرانيا ، على سبيل المثال، تستورد مصر 85٪ من احتياجاتها من القمح و 73٪ من زيت عباد الشمس من البلدين .وفي الوقت نفسه ، تشهد منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ عام 1981، حيث يواجه 13 مليون شخص جوعًا شديدًا. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لتقرير صادر عن برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 80٪ من دول جنوب إفريقيا تعتمد اعتمادًا كاملاً على واردات القمح ومنتجاته. وقد يؤدي ذلك إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية في المنطقة الأفريقية مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. وفي الوقت نفسه، تستخدم الولايات المتحدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، بينما تطالب الدول الأفريقية بابتلاع كل الثمار المرة والتضحية بحياتها لاتباع الولايات المتحدة.

ثانياً، لا تزال عواقب تدخل الناتو بقيادة الولايات المتحدة في الحرب الأهلية الليبية حية في ذاكرة الأفارقة. في عام 2011، استخدم الناتو القوة العسكرية للتدخل في الحرب الأهلية الليبية، مما تسبب في أكثر من عقد من الاضطرابات في المنطقة. وبعد الاطاحة بنظام القذافي، إحتدم الإرهاب في ليبيا وإنتشر بسرعة الى الدول المجاورة. كما ترتبط الانقلابات العسكرية المتكررة في مالي وبوركينا فاسو ودول أفريقية أخرى بعد انتشار كوفيد -19، ارتباطًا وثيقًا بنظام الأمن الإقليمي الخارج عن السيطرة الناجم عن تدخل الناتو. ومنذ الصراع الروسي الأوكراني ، قال رئيس جنوب إفريقيا رامافوزا بصراحة إنه كان من الممكن تجنب الحرب لو أن حلف شمال الأطلسي استجاب لسنوات من التحذيرات من القادة الأعضاء والمسؤولين بأن توسع الناتو باتجاه الشرق سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة .

ثالثًا ، تكره الدول الأفريقية المعايير المزدوجة طويلة الأمد والإكراه السياسي للولايات المتحدة والغرب. ومنذ الصراع الروسي الأوكراني، تعرض الأفارقة في أوكرانيا للتمييز العنصري والمعاملة بشكل مختلف أثناء عملية الإجلاء، وقد أدانت العديد من الدول الأفريقية بشدة تلك التصرفات العنصرية. وعندما سال مراسل من جنوب أفريقيا مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية مولي فاي عن سبب عدم إدانة إدارة بايدن علناً للعنصرية ضد الأفارقة في اوكرانيا وبولندا، اختارت فاي عدم الإجابة. بالإضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة والغرب منذ اندلاع كوفيد -19 بتخزين لقاحات تجاوزت بكثير احتياجاتهم الخاصة، مما تسبب في وقوع إفريقيا في حالة ركود في مكافحة الوباء. و في وقت لاحق، قاموا بتصديرها لقاحات منتهية الصلاحية، والتي تسببت في السخط في كثير من البلدان الأفريقية. كما وعدت الحكومة الامريكية شفهيًا بمساعدة إفريقيا بعد الصراع الروسي الأوكراني، لكنها كانت بطيئة في التحرك. وفي مواجهة نتائج تصويت الأمم المتحدة، زعمت الحكومة الأمريكية أنها لن تحلل كل صوت بالتفصيل، لكنها مارست ضغوطًا في ممارستها الدبلوماسية على الدول الأفريقية مثل الجزائر للابتعاد عن روسيا.

علاوة على ذلك، من خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، أصبحت تصرفات واشنطن التي تنطلق "من مكانة القوة" لخدمة مصلحتها السياسية لا تحظى بشعبية في المجتمع الدولي. في الواقع ، تظهر الاختلافات بين الدول النامية التي تمثلها الدول الأفريقية والولايات المتحدة حول أزمة أوكرانيا أن معظم الدول لا تريد أن ترى واشنطن وهي تحاول إعادتهم إلى النظام القديم، بل تفضل شق طريقها الخاص. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×