تونس أول مايو 2022 (شينخوا) أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء اليوم (الأحد) سعيه لتأسيس جمهورية جديدة بدستور جديد، مُعتبرا في نفس الوقت أن بلاده تتعرض حاليا لـ"حرب استنزاف داخلية".
وقال الرئيس سعيد، في كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر وعيد العمال العالمي، بثتها القناة التلفزيونية الرسمية (الوطنية الأولى) إنه سيتم "تشكيل لجنة بهدف الإعداد لتأسيس جمهورية جديدة تُنهي أعمالها في ظرف أيام معدودات لأن القضايا واضحة والاختيارات واضحة".
وأوضح أن هيئتين ستنبثقان عن هذه اللجنة إحداهما للحوار الوطني، الذي "سيكون مفتوحا مع من انخرطوا في حركة التصحيح في 25 يوليو الماضي".
وأكد أن المنظمات الوطنية الكبرى ستشارك فيه، وأن "من خربوا وجوعوا ونكلوا بالشعب سيُستثنون منه".
والمنظمات الوطنية الكبرى هي الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة أرباب العمل)، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، ومنظمة المرأة التونسية.
وسبق للرئيس قيس سعيد، أن أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولي هذه المنظمات، وكذلك أيضا الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومع عمادة المحامين.
وكان الرئيس التونسي أعلن في السادس من أبريل الماضي، أن الحوار الوطني في بلاده قد انطلق، وذلك بعد عقده سلسلة اجتماعات مع مسؤولي المنظمات الوطنية الكبرى.
ولم يُحدد أهداف هذا الحوار، لكنه أكد في المقابل أن الاستفتاء الشعبي المُقرر تنظيمه في 25 يوليو القادم سيتناول نتائج هذا الحوار، وكذلك أيضا سيتطرق إلى الدستور.
وقبل ذلك، أعلنت الرئاسة التونسية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في (فيسبوك) أن الرئيس قيس سعيد، اجتمع اليوم مع الخبيرين في القانون الدستوري صادق بلعيد ومحمد صالح بن عيسى، وبحث معهما "الوضع القانوني وسبل تحقيق الإرادة الشعبية من أجل تأسيس جمهورية جديدة في تونس".
وأشارت في بيانها إلى أنه تم خلال هذا الاجتماع التطرق أيضا إلى "جملة من المحاور المتعلقة بالدستور القادم لتونس الذي سيتم إعداده ثم إقراره عن طريق الاستفتاء في 25 يوليو 2022".
إلى ذلك، اعتبر الرئيس التونسي أن بلاده تخوض حاليا حرب استنزاف داخلية، مُتهما في هذا السياق من وصفهم بـ "قوى الردة بالسعي إلى مزيد تعقيد الأوضاع لأهداف معلومة وهي تدعو إلى الردة وضرب الدولة"، على حد قوله.
وقال إن "قوى الردّة تختلق الأزمة تلو الأزمة لأن الأزمات وخطاب الأزمات الذي يردد يوميا هو أداة من أدوات الحكم عند من يحاولون إسقاط الدولة والعبث بمقدراتها وحرياتها".
وتابع "...يتباكون على الديمقراطية في حين أنهم يحاولون اغتيالها بكل الطرق ويتباكون على الثورة وقد حاولوا منذ الأيام الأولى بكل الوسائل تغيير مسارها واغتيالها، ولكن أن لهم ذلك، فإرادة الشعب هي التي ستنتصر دون شك".
وتعاني تونس من انسداد سياسي منذ إعلان الرئيس قيس سعيد عن تدابير استثنائية في 25 يوليو الماضي وما تلاها من إجراءات شملت حل البرلمان في نهاية شهر مارس الماضي.