الأمم المتحدة 23 يونيو 2022 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الخميس المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المقدم لأفغانستان.
وذكر تشانغ جيون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، أن أفغانستان تمر بمرحلة حرجة من الانتقال من الفوضى إلى الحوكمة. ومنذ تولي حركة "طالبان" السلطة في أغسطس 2021، ظل الوضع في أفغانستان مستقرا بشكل عام، بينما يواجه المجالان الإنساني والاقتصادي أكبر التحديات.
وقال لمجلس الأمن إنه لا يزال أمام أفغانستان طريق طويل لتحقيق السلام والتنمية. وينبغي ألا يترك الشعب الأفغاني للنسيان. ويتعين على المجتمع الدولي تقديم المزيد من الدعم والمساعدة.
وأشار إلى أنه من المهم تعزيز المشاركة البناءة لدعم أفغانستان في تحقيق حوكمة دولة مستقلة وفعالة.
وأفاد تشانغ أن الدروس المستفادة من السنوات الـ20 الماضية أثبتت أن التدخلات العسكرية والنماذج الأجنبية لن تنجح في أفغانستان. ويتعين على جميع الأطراف أن تتمسك بمبدأ العملية التي يملكها الأفغان ويقودها الأفغان، وأن تعزز المشاركة مع الحكومة الأفغانية المؤقتة بطريقة عملية، وأن توجه وتدعم بصبر المصالحة الوطنية والوحدة الداخلية في أفغانستان، وأن تستكشف نموذجا للحكم يناسب الظروف الوطنية الأفغانية. وهذه العملية يجب أن تكون مدفوعة داخليا وتقدمية تتطلب موقفا تطلعيا وصبرا ضروريا.
وأوضح أنه من الضروري زيادة مدخلات الموارد لمساعدة أفغانستان على الخروج من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية.
وقال تشانغ إن الوضع الإنساني والاقتصادي في أفغانستان اتخذ منعطفا مفاجئا نحو الأسوأ في أعقاب الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية، مبينا أنه حتى الآن، يتم تمويل 30 في المائة فقط من خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لأفغانستان -- حيث أدى نقص قدره 3 مليارات دولار أمريكي وتطورات جيوسياسية أخرى إلى تحويل انتباه الدول المانحة الرئيسية من أفغانستان.
وأفاد أن "هذا الاتجاه خطير للغاية، مما قد يحول الأزمة الحالية إلى كارثة أكبر".
ولفت تشانغ إلى أنه في أبريل، أصدر العشرات من خبراء الأمم المتحدة المستقلين في مجال حقوق الإنسان بيانا مشتركا، أشاروا فيه إلى أن تجميد أصول أفغانستان في الخارج من قبل الولايات المتحدة أدى إلى تفاقم محنة النساء والأطفال الأفغان، ودعوا إلى الإفراج عن الأموال. وللأسف لم يتم إحراز أي تقدم بشأن هذه المسألة.
وقال إنه "في وقت يكون فيه الشعب الأفغاني في أمس الحاجة إلى الموارد، من غير المعقول وغير المبرر وغير المقبول تجميد أصوله الكبيرة في الخارج. ويجب على الولايات المتحدة الاستجابة لنداءات الأمين العام للأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان والوكالات الإنسانية والأطراف الأخرى من خلال إعادة أصول أفغانستان في الخارج دون قيد أو شرط في أقرب وقت ممكن".
وأشار تشانغ إلى أن مشاكل الأمن ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات واللاجئين التي تواجهها أفغانستان متشابكة. ولذلك، هناك حاجة إلى نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية.
وأكد أن الصين، بوصفها جارة صديقة لأفغانستان، ملتزمة دائما بدعم السلام والاستقرار والتنمية فيها، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في مستقبل أكثر إشراقا لأفغانستان.