الجزائر 6 يوليو 2022 (شينخوا) بهتافات "واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر"، قضى الجزائريون ليلة الخامس من يوليو الجاري ينشدون ويرقصون تحت سماء أضاءتها الألعاب النارية الصينية بفرح وابتهاج، إحياء للذكرى الـ60 لاستقلال البلاد.
وأطلقت الألعاب النارية الصينية لتشكل لوحة رائعة وكأنها أمطار ونجوم وزهور، ما زاد من حماس الجزائريين بهذه الذكرى العزيزة في كل مناطق البلاد، سواء على البحر المتوسط أو الصحراء الكبرى أو جبال الأطلس المنحدرة أو البلدات الأمازيغية القديمة، حيث أضاءت سماء الولايات الـ 58، التي تتشكل منها الجمهورية الجزائرية.
وكان صانع هذه الأجواء ومبدعها شركة تشاينا نورث للصناعات (نوريكو)، وأبطالها 127 خبيرا في الألعاب النارية، وهم جميعا من مقاطعة هونان الصينية، أشرفوا على إطلاق 760 ألف لعبة نارية من مختلف الأنواع.
وقال لي وي، الذي ولد ونشأ في مدينة ليويانغ المشهورة بالألعاب النارية بمقاطعة هونان، وهو مدير إحدى شركات صنع الألعاب النارية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني فخور جدا بهذا الإنجاز الكبير".
اختار لي وي، وهو شاب تخرج من جامعة بكين للطيران الجوي والطيران الفضائي قبل عشر سنوات، العودة إلى مسقط رأسه لتطوير صناعة الألعاب النارية. وهذه المرة أتيحت له الفرصة لإظهار مهاراته في الجزائر وأصبح بذلك شاهدا ومساهما في توطيد الصداقة بين الصين والجزائر.
وصل لي وي، إلى الجزائر يوم 30 إبريل الماضي، وبدأ بالعمل مباشرة بعد أن وقع الاختيار على شركته، فقد شعر بثقل المسؤولية التي ألقيت على عاتقه... وكان ذلك حافزا للبدء في الاستعدادات الأولية الحقيقية، التي بدأت قبل عيد الربيع الصيني التقليدي لهذا العام.
وأوضح لي قائلا "عندما تلقيت المهمة، شعرت بتوتر الأعصاب ولم أستطع النوم جيدا بسبب أن صناعة ونقل الألعاب النارية عبر الحدود تواجه تحديات كبيرة بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 العالمية."
ومن أجل إنجاز المهمة، عمل خبراء شركة ((نوريكو)) باجتهاد كبير مع شركة شحن في ظل تداعيات "كوفيد-19"، والتي وافقت أخيرا على فتح خط جديد تم من خلاله نقل 20 حاوية ضخمة للألعاب النارية من ليويانغ، حيث غادرت ميناء شنغهاي، إلى أن وصلت مدينة وهران في شمال غرب الجزائر، في رحلة استغرقت شهرا أقل مما كان متوقعا.
وأضاف لي، أنه على الرغم من الأعمال الجادة في الأشهر الستة الماضية والتحديات المزدوجة للجائحة وكون العمل بعيدًا عن الوطن، تحول التعب إلى سعادة غامرة في اللحظة التي رأيت فيها النتائج.
ومضى قائلا "أتشرف بالمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر وأشعر باعتزاز كبير، وأنا أضيء بالألعاب النارية سماء القارة الإفريقية".
وبالرغم من أن عروض الألعاب النارية التي جاءت من دولة بعيدة وعبرت المحيطات، استمرت لمدة 15 دقيقة فقط، غير أن الأمر كان في غاية الروعة، حيث أن هذه اللحظة بين بلدين شقيقين تعود علاقاتهما الدبلوماسية إلى 64 سنة مضت، تحولت إلى ذكرى لا تنسى. وأصبحت هذه اللحظات بمثابة قوة دفع للصداقة المتينة بين البلدين.
وبتكليف من وزارة الدفاع الجزائرية بتنفيذ مشروع عروض الألعاب النارية، وعت شركة ((نوريكو)) جيدا بأهميته التاريخية.
وقال لي جين شينغ، مدير المشروع "إن التعاون بين شركة ((نوريكو)) والجزائر بدأ في عام 1983. وفي غضون الأربعين سنة الماضية، أقام الجانبان شراكة غير قابلة للكسر، ونأمل تعزيز العلاقة بين الصين والجزائر في العهد الجديد من خلال تقديم مزيد من عروض الألعاب النارية كهذه".
وشاهدت الجزائرية فاطمة وشقيقتها عرض الألعاب النارية بجانب الجامع الكبير بالعاصمة الجزائر، وهتفت بصدق عندما علمت أن هذه الألعاب تم جلبها من الصين، قائلة "تحيا الصداقة بين الجزائر والصين!"