بغداد 29 أغسطس 2022 (شينخوا) أعلنت السلطات العراقية اليوم (الاثنين) حظرا للتجوال في بغداد اعتبارا من الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي، بعد تدفق أنصار التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء المحصنة، إثر إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الاعتزال النهائي للعمل السياسي.
وقالت قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان إنها "تعلن حظر التجوال الشامل في العاصمة بغداد ويشمل العجلات والمواطنين كافة اعتبارا من الساعة الثالثة والنصف من ظهر اليوم" (12:30 بتوقيت غرينتش).
وجاء هذا القرار على خلفية تدفق مئات المتظاهرين من أنصار التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد بعد إعلان زعيمهم مقتدى الصدر، الاعتزال النهائي للعمل السياسي.
وقال الصدر في تغريدة على ((تويتر)) في وقت سابق اليوم "كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام".
وعلى خلفية قرار الصدر، اقتحم أنصاره مبنى القصر الجمهوري في بغداد، فيما تحاول القوات الأمنية إخراجهم دون عنف، وفق مصدر في قيادة عمليات بغداد.
وكان المصدر قد قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق اليوم إن المئات من أتباع التيار الصدري عبروا جسر الجمهورية وتجمعوا أمام مبنى الأمانة العامة لرئاسة الوزراء والقصر الجمهوري في المنطقة الخضراء، مشيرا إلى أن القوات الأمنية عززت من إجراءاتها في عموم المنطقة الخضراء، داعية المتظاهرين إلى الانسحاب.
ودعت قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان سابق، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، مؤكدة أن قوات الأمن التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
لكنها أشارت إلى مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة، مشددة على أن "التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين، وستقوم القوات الأمنية بواجبها في حماية الأمن والاستقرار".
وفي السياق، أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، تعليق جلسات مجلس الوزراء حتى إشعار اخر، على خلفية دخول مجموعة من المتظاهرين إلى مقر مجلس الوزراء.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية في بيان "وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بتعليق مجلس الوزراء لجلساته إلى إشعار آخر وذلك بسبب دخول مجموعة من المتظاهرين لمقر مجلس الوزراء المتمثل بالقصر الحكومي".
ولاحقا، دعا الكاظمي، الصدر إلى المساعدة في دعوة انسحاب المتظاهرين من المؤسسات الحكومية، محذرا من تداعيات استمرار الخلافات السياسية في البلاد.
وقال الكاظمي في بيان "إن التطورات الخطيرة التي جرت في عراقنا العزيز اليوم من اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية إنما تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها".
وأضاف "إننا إذ نؤكد أن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية، فإننا ندعو سماحة السيد مقتدى الصدر الذي لطالما دعم الدولة وأكد الحرص على هيبتها واحترام القوى الأمنية للمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية".
ودعا الكاظمي الجميع إلى ضبط النفس، وحث المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات قوات الأمن المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية.
ودخل العراق في أزمة سياسية بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي وتصدرت نتائجها الكتلة الصدرية، بسبب خلافات مع الإطار التنسيقي الشيعي على شكل الحكومة المقبلة.
وكان الصدر قد أعلن سابقا عزمه تشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، فيما يصر الإطار التنسيقي على تشكيل "حكومة توافقية".
وينظم أنصار الصدر منذ 30 يوليو الماضي اعتصاما مفتوحا بمحيط البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء للمطالبة بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة والإصلاح السياسي ومحاكمة الفاسدين وإسقاط محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي الشيعي للحكومة المقبلة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية.
في المقابل، ينظم أنصار الإطار التنسيقي الشيعي اعتصاما عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء منذ 12 أغسطس الجاري.