人民网 2022:12:15.17:30:15
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

الأمين العام لجامعة الدول العربية: العلاقات العربية الصينية مقبلة على مستقبل واعد

2022:12:15.17:02    حجم الخط    اطبع

على هامش القمة العربية الصينية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في 9 ديسمبر الجاري، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، إن الصين تعدّ شريكاً فاعلاً للدول العربية، وأن لدى الطرفين تاريخ طويل من العلاقات الودية، يضرب جذوره إلى ماقبل آلاف السنين. وأشار إلى أن الجانبين تبادلا الدعم خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث دعمت الصين الدول العربية في نضالها من أجل الحصول على استقلالها، كما دعمت الدول العربية الصين في مسعاها للحصول على مقعدها في الأمم المتحدة.

وقال أبو الغيط إن الجانب العربي يقدر دعم الصين للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويقدر مبادرة الرئيس الصيني في هذا الإطار وهي مبادرة الأربع نقاط حول القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط والتي طرحت عام 2013، وتم تأكيدها في عام 2017. فيما يدعم الجانب العربي سيادة الصين ووحدة أراضيها ومبدأ الصين الواحدة. حيث يؤكد الجانبان على أهمية تعزيز الثقة المتبادلة، واحترام سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وقال أبو الغيط، إن العقدين الأخيرين قد شهدا نموا كبيرا في العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الدول العربية والصين، بحكم النمو الاقتصادي الكبير الذي تعرفه الصين، وبالنظر إلى ما تتوفر عليه الدول العربية من ثروات طبيعية هائلة، وإمكانيات بشرية كبيرة. وأكّد أبو الغيط على أن الدول العربية يمكنها تحقيق الإستفادة من التجربة الصينية في النمو ومن الإمكانيات الصينية في الاستثمار والتكنولوجيا.

وأشار أبو الغيط، إلى أنه منذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في 2004، شهد التعاون بين الجانبين طفرة حقيقية، وتم انشاء مايزيد عن 20 آلية للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والتنموية. كما تم التوقيع على مذكرات تفاهم لتفعيل التعاون في عدد من المجالات التي نصّت عليها البرامج التنفيذية للمنتدى، مما يعكس جدية هذا المنتدى، ونجاحه في تعزيز التنسيق والتعاون العربي الصيني في مختلف المجالات.

وخلال السنوات الأخيرة وعلى إثر انتشار جائحة كورونا، أقام الجانبان تعاونا مميزا في هذا الإطار، من خلال التضامن وتبادل الدعم للتصدي للجائحة. حيث أرسلت الدول العربية الى الصين في بداية الجائحة وسائل الدعم الممكنة، كما أرسلت الصين بعد ذلك لوازم طبية مختلفة الى الدول العربية وأيضاً الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، للمساعدة في التخفيف من اثار الجائحة.

وعن التحديات التي تواجهها الصين والدول العربية في ظل المناخ العالمي المتقلب. قال أبو الغيط أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوركرانية كان لهما تداعيات ثقيلة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، أدّت إلى انخفاض معدلات التنمية نتيجة لفترات الاغلاق، وتأثر سلاسل التوريد. مما أحدث حالة من الإضطراب في النظام الاقتصادي العالمي، وانعكاسات سلبية كبيرة على أمن الطاقة والأمن الغذائي العالمي.

وأكد أبو الغيط على أن هذه التحدّيات ذات طابع عالمي ولا يمكن مواجهتها الا بحلول عالمية وبشكل مشترك. مشدّدا على الحادة إلى مبادرات خلاقة للنمو وتخطي الأزمات، على غرار مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2021، والتي تنطوي على الكثير من العناصر الإيجابية، التي من شأنها أن تسهم في رفع التحديات التي يواجهها العالم في مجال التنمية، خاصة في الجوانب المتعلقة بتخفيض حدة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، ومواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاحات.. إضافة إلى الكثير من القضايا الأخرى مثل التمويل من أجل التنمية، وتغير المناخ والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والاتصال والبنية التحتية. منوّها بأن هذه المبادرة تشتمل عناصر كثيرة تتماشى مع احتياجات أغلب دول العالم في مواجهة التحديات التنموية في فترة ما بعد الجائحة.

وأشاد أبو الغيط بالزيارة التي أداها الرئيس الصيني شي جين بينغ الى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في يناير 2016، ووصفها بأنها زيارة تاريخية أكّدت على عمق العلاقات بين الجانبين وعلى الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لعلاقاتها مع الجامعة العربية ودولها الأعضاء.

وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق والتي طرحها الرئيس الصيني عام 2013، قال أبو الغيط، إنها مبادرة هامة بالفعل تستهدف إحياء طريق الحرير القديم، الذي نعرف تاريخياً أنه كان المسار الذي تحركت عبره النهضة من الشرق إلى الغرب، إذ لم ينقل البضائع، ولكن أيضاً الأفكار والمخترعات البارعة، ومن بينها مخترعات صينية غيرت العالم مثل الورق والبوصلة والبارود. ورأى أبو الغيط بأن هذه المبادرة سوف تسهم في تعزيز التعاون العربي الصيني في عدة مجالات كالتجارة والتنمية والبنى التحتية والتبادل الانساني والدفع أيضاً بحوار الحضارات، تماماً كما حدث مع طريق الحرير القديم. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن انضمام الدول العربية لهذه المبادرة يعكس الصدى الواسع الذي وجدته المبادرة لدى الدول العربية. منوها بأن التعاون العربي الصيني في ظل مبادرة الحزام والطريق، يمكن أن يساعد الجانببين على تحقيق الأهداف التنموية وتعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية لديهما. وأشار أبو الغيط إلى أن الدول العربية لديها أيضا استراتيجيات ورؤى تنموية هامة، تستند إلى الإمكانيات الهائلة ورأس المال البشري والمجتمعات الشابة. ومن ثمّ يمكن الاستفادة من مزج هذه الرؤى المختلفة من أجل تعزيز جهود التنمية، لدى الجانبين العربي والصيني، لما فيه خدمة مصلحة الشعوب.

وفي مستعرض حديثه عن القمة العربية الصينية الأولى التي عقدت مؤخرا بالرياض، قال أبو الغيط أن جامعة الدول العربية أولت أهمية خاصة لهذه القمة، وترى بأنها ستشكل محطة بارزة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والصيني.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربي أحمد أبو الغيط، أن العلاقات العربية الصينية مقبلة على آفاق واعدة من التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الدعم والتضامن في القضايا والشواغل الرئيسية بين الجانبين، هذا بالإضافة إلى زيادة المبادلات الثقافية والإنسانية بين الشعبين العربي والصيني. دون أن ننسى أن الصين والعالم العربي لديهما رؤية مشتركة في البعد عن الاستقطابات الضارة بالسلم العالمي، وبناء عالم متعدد الأقطاب يُعطي الفرصة لكافة الشعوب لتحقيق التنمية والإزدهار. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×