人民网 أرشيف | من نحن 2022:12:19.17:39:19
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة: بكين.. اللؤلؤة المضيئة والمدينة الملهمة

2022:12:19.15:28    حجم الخط    اطبع

بقلم فيصل السعدي، صحفي عماني

بكين من المدن النموذجية في مختلف الجوانب، الشوارع والمباني والنظام المتبع في الإشارات المرورية رغم الزحام الشديد ومحطات الحافلات والتخطيط الهندسي للأبراج الشاهقة وغير ذلك من الأمور التي تخطف الأنظار عند زيارة هذه المدينة الملهمة.

لايزال شريط الذكريات يُعيدني إلى الماضي، إلى ذكريات 6 أشهر قضيتها في العاصمة الصينية بكين، والتي كانت نقطة فارقة على المستوى الشخصي والمعني، فكنت أرى المدينة بعين الصحفي الشغوف وليس بعين الزائر العابر. تلقت جريدة الرؤية دعوة للمشاركة في المركز الصيني الدولي للتبادل الصحفي، وكنت ممثلاً للجريدة ومراسلا لها لتغطية مجموعة من الأحداث، أبرزها الانتخابات الصينية وتجديد الثقة في الرئيس الصيني شي جين بينج والتي استمرت قرابة الأسبوع.

وخلال تواجدي في الصين بين كوكبة من الصحفيين والمراسلين من مختلف القنوات الإخبارية العالمية، ساهمت بيئة العمل في تبادل الخبرات الصحفية، كما كنت فخورا لحضوري مؤتمر الحزب الوطني الحاكم الـ20، بحضور مئات القنوات الإخبارية وآلاف الصحفيين لتغطية هذا الحدث الكبير الذي تم تنظيمه بشكل دقيق وبتوقيتات منضبطة، يوضح قدرة وإمكانيات الإعلام والحكومة الصينية. تعرفت خلال هذه الأيام على مزيد من الأصدقاء، كما أن الصينيين يتميزون بصفة الود والابتسامة التي تعلو وجوههم باستمرار، خاصة لو كنت زائرا من دولة عربية، حينها يطلقون عليك "عربو" والتي ترمز إلى الصداقة التي تتكون مع شخص عربي.

تتزين شوارع بكين ومبانيها العالية بلافتات إعلانية كبيرة وشعارات شركات رائدة، تظهر بصورة ذكية تلفت الأنظار إليها، كما أن الشوارع ضخمة وبها الكثير من الإشارات الضوئية ليتمكن الملايين من العبور في نظام محكم ودقيق حتى لا تظهر أي اختناقات مرورية، فهناك يوجد مسار خاص للمشاة ومسار للدراجات وأماكن لوقوف الحافلات التي تنقل الركاب، كل ذلك يشير إلى حسن التخطيط والبناء والهندسة والتطوير، ناهيك عن شبكة تصريف المياه في كل ضواحي بكين، والتي تخفي وجود أي آثار للأمطار في وقت قصير حتى لا تتأثر حركة المرور أو النمو الاقتصادي للدولة، وحتى يتمكن الأفراد من التنقل بشكل مريح وطبيعي.

مدينة بكين ليلا تشبه اللؤلؤة المضيئة بشوارعها النظيفة والمنظمة والكبيرة، وللتجول بالدراجة الهوائية متعة خاصة، حيث تتمكن من التقاط الصور في مختلف الزوايا، في ظل ما تتمتع به المدينة من مستوى عال من الأمن، فقد حققت الصين الوصول لأعلى مستويات الأمن باستخدام الكاميرات والأجهزة الذكية لتوفر حرية تامة للناس. إنني أتعجب من التحول الرقمي الذي وصلت له الصين، حيث يمكنك إنجاز معظم الاحتياجات الحياتية عن طريق برنامج مربوط بحسابك البنكي، لتتمكن من استعماله في طلب وجبات الطعام أو البضائع عن طريق البرامج المتاحة، أو استخدامه في جميع وسائل المواصلات، وهذه الطريقة أكثر آمانا وسهولة من عمليات التداول النقدي.

لفت انتباهي أثناء زيارتي للصين، أن الشعب الصيني ملتزم بالقوانين والأنظمة التي تصدرها الحكومة ويعيش حالة من الجد والاجتهاد والمثابرة، وهناك تفاهم بين الشعب والحكومة إلى حد كبير، وهو ما ساهم في التغلب على جائحة كورونا، وخير مثال الفحص الخاص بكورونا بشكل شبه يومي في بعض الأحيان، وهو إجراء يتم في مختلف مقاطعات الصين دون تذمر ولا كسل.

من زاوية أخرى، يساهم كل فرد في الصين في الحد من تلوث المناخ، فلا تندهش عند رؤيتك مسؤولا أو مدير شركة ما يقود الدراجة الهوائية أو الكهربائية في الصباح الباكر ذاهبًا إلى مقر عمله، وتأتي هذه الإرادة من الحكومة الصينية لخلق بيئة نظيفة خالية من التلوث، وبالتالي تمكنت الصين من خلق بيئة نموذجية قليلة التلوث من خلال زيادة الرقعة الخضراء بين الشوارع الرئيسية وفي الضواحي البعيدة التي تجري بها الأنهارالطبيعية مما جعلها مزارا سياحيا ومكانا هادئا للاستجمام، كما توجهت الحكومة الصينية نحو استعمال السيارات الكهربائية والمترو السريع الذي يربط كل ضواحي بكين، لجعل المدينة تنعم بحياة سهلة وخالية من التلوث.

 وخلال تواجدي في العاصمة الصينية، زرت العديد من الشركات مثل هواوي وبايدو وغيرها الكثير، بالإضافة إلى زيارة عدة جهات إعلامية رسمية مثل صحيفة الشعب اليومية الصينية ووكالة الأنباء الصينية "شينخوا" والقناة العربية الصينية وغيرهم، وقد لاحظت تخصيص مكان جميل لراحة الموظفين وهو عبارة عن متنزه به أشجار وورود متنوعة وأحواض سمك، بهدف خلق بيئة عمل مناسبة للعاملين في المؤسسة، وللمساهمة في رفع إنتاجية الموظف، كما أن المتنزه يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية للمصنع أو الشركة.

ولقد أعطاني قربي من المجتمع الصيني صورة مغايرة عن النظرة السائدة بأنهم "شعب لايهمه سوى العمل فقط"، فما وجدته هو أن الصينيين رغم جديتهم في العمل ومثابرتهم، يستمتعون خارج أوقات العمل بالرفاهية والمرح، فتراهم يخرجون إلى المطاعم ويمارسون الرياضة والاسترخاء في الأماكن والحدائق العامة والمتنزهات المتواجدة بكثرة، فالحكومة الصينية تحرص على توفير كل سبل الرفاهية والخدمات التي يحتاجها الشعب الصيني لتحقيق التوفيق بين العمل بجد والاستمتاع بالحياة، وهي معادلة من الصعب التوفيق بينهما إذا لم يتوفر التكامل بين الشعب والحكومة والتوافق بينهما.

ومن الزيارات المهمة لي، زيارة المعلم الخالد من آلاف السنوات الواقف شامخا ضد عوامل التعرية، وهو سور الصين العظيم الذي يمتد بطول 21 ألف كيلومتر شمالي الصين، ليؤكد قوة الإنسان الصيني في ذاك الزمن الذي كان لا يمتهن سوى الزراعة، ولكن الحاجة لبناء ما يحمي مزارعه من غزو المغول جعلت منه مهندسا بارعا لإنجاز معلم دفاعي ناجح، وبالتالي يستطيع أي زائر للسور وملامسة حجارة الحائط أن يتخيل كمية الحروب التي شهدها السور والمعاناة والتحديات التي واجهت ملايين الجنود على مدار 1000عام بحسب ما تشير إليه التقديرات، ناهيك عن التضاريس البيئية الصعبة بين سهول ومنحدرات وسلاسل جبلية التي لم توقف عزيمة الجندي الصيني عن إنشاء أطول بناء صنعه الإنسان، ويتخلل جدار السور قرابة 7000 برج مراقبة والكثير من الفتحات والخدع لمواجهة أي غزو.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×