تقرير إخباري: كيف تحمي الصين التنوع البيولوجي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:12:20.11:26

20 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يتزامن هذا العام مع الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي، وباعتبارها من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على هذه الاتفاقية، فقد استمرت الصين في اتخاذ تدابير مختلفة لحماية التنوع البيولوجي بكل حزم.

تولي الصين أهمية كبيرة لحماية التنوع البيولوجي، وقد رفعته إلى مستوى استراتيجية وطنية، واعتمدت سلسلة من تدابير الحماية، وحسنت باستمرار آلياتها المؤسسية وأنظمتها السياسية بهذا الشأن. وقد أنشأت في عام 2011 اللجنة الوطنية لحفظ التنوع البيولوجي لتنسيق العمل الوطني، وقد أصدرت 22 خطة استراتيجية وطنية وعملت على تنفيذها من أجل حفظ التنوع البيولوجي في البلاد.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أصدرت الصين أكثر من 20 قانونًا ولوائح ذات صلة بما في ذلك قانون الغابات وقانون الأراضي العشبية. وفي عام 2021 أصدرت وثيقة "آراء حول زيادة تعزيز حماية التنوع البيولوجي" والتي أصبحت وثيقة رسمية لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي في البلاد بشكل شامل. ووفقا لتقرير صادر عن محكمة الشعب العليا، فإنه ومنذ عام 2013 قامت المحاكم الصينية على جميع المستويات بالنظر في 182 ألف قضية ابتدائية تتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي، وعلى الأنواع المهددة بالانقراض سواء على مستوى البلاد أو حتى على المستوى العالمي والتي تشمل سمك الحفش الصيني والظباء التبتيّة وأشجارالطقسوس وبعض الحيوانات البرية الأخرى مثل البانجولين آكل الحشرات وأسماك القرش الأبيض والشعاب المرجانية إلى غير ذلك من الأنواع، والعمل على استكشاف مسار الحماية القضائية للتنوع البيولوجي ذي الخصائص الصينية.

تمثل المناطق الخاضعة للحماية الإيكولوجية في الصين اليوم أكثر من 30 ٪ من مساحة اليابسة للبلاد، وقد تمت حماية 90٪ من أنواع النظم الإيكولوجية الأرضية و74٪ من مجموعات الحيوانات والنباتات البرية الخاضعة للحماية الوطنية بشكل فعال. وفي نفس الوقت، قامت الصين بتشكيل شبكة مراقبة للتنوع البيولوجي تغطي البلاد كلها وأنشأت 749 منطقة للمراقبة، وأكملت تقييم الحالات المهددة بالانقراض للنباتات والفقاريات والفطريات الكبيرة في جميع أنحاء البلاد.

في أكتوبر 2021، انعقد الجزء الأول للاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي"كوب15" في كونمينغ. وقال تسوي شو هونغ مدير إدارة الحماية الطبيعية في وزارة الإيكولوجيا والبيئة: "في العام الماضي، خطت الصين خطوات جديدة في تعميم الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تم إنشاء الدفعة الأولى من الحدائق الوطنية رسميًا، والتي تغطي ما يقرب من 30 ٪ من أنواع الحياة البرية المحمية الوطنية الرئيسية في البلاد، كما تم إدراج حدائق بكين وقوانغتشو النباتية الوطنية وفتحها للجمهور، مما فتح مقدمة لبناء نظام الحدائق النباتية الوطنية."

في السنوات الأخيرة، تعاونت الصين مع العديد من البلدان في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحققت نتائج مثمرة: وصلت منطقة الحفاظ على التنوع البيولوجي عبر الحدود في الصين ولاوس إلى 200 ألف هكتار، مما يوفر حماية فعالة للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض مثل الأفيال الآسيوية وموائلها. كما قام مركز الأبحاث الصيني الأفريقي المشترك التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بتدريب أكثر من 200 طالب دراسات عليا من إفريقيا في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي واستخدامه، وتم تكوين فريق من المواهب للحفاظ على التنوع البيولوجي الأصلي في البلدان الأفريقية.

وفي مجال الاستثمار والتعاون الدولي، شجعت الحكومة الصينية دائمًا الشركات على التمسك بمفهوم التنمية الخضراء. وقد قامت الإدارات المعنية بإصدار وتنفيذ وثائق سياسة مشتركة مثل "آراء حول تعزيز التنمية الخضراء لمبادرة الحزام والطريق" والتي بها طرح واضح لحماية البيئة خلال تنفيذ المشاريع. وعلى سبيل المثال، على طول خط السكة الحديدية الرابط بين مومباسا ونيروبي في كينيا، أقيمت ممرات للحيوانات الكبيرة لضمان الهجرة الحرة للحيوانات البرية، وأثناء بناء ميناء كبير لمحطة الحاويات في غانا، تم خصيصا إنشاء "مركز لتربية السلاحف البحرية" لضمان فقس بيض السلاحف بأمان. ويمكن القول إن هذه المشاريع تعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية بالاضافة إلى حماية التنوع البيولوجي.

يعد التنوع البيولوجي أساسًا مهمًا لبقاء الإنسان وتنميته، وفي حمايته حماية لحياة الإنسان ورفاهيته. لقد انعقد الجزء الثاني من كوب 15 مؤخرا في مونتريال وأعلنت الصين أنها ستواصل لعب دورها القيادي والتنسيقي لرئاسة هذا الاجتماع، وستسعى جاهدة بشكل طموح وعملي لتعزيز "إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد 2020".