نانتشانغ 22 ديسمبر 2022 (شينخوا) أظهرت دراسة أثرية تكنولوجية مشتركة أجرتها جامعة بكين ومتحف الفرن الإمبراطوري في جينغدهتشن، أن الخزف الأزرق والأبيض الصيني المصنوع خلال فترة الامبراطور شيوانده (1426م - 1435م) خلال عهد أسرة مينغ الإمبراطورية استخدم صبغة الكوبالت الأزرق (الاسملت) المحلي والمستورد من مناطق البلاد العربية بشكل مركب، من أجل الحصول على لون أفضل وأكثر لمعاناً.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية (PNAS).
ويُعد الخزف الأزرق والأبيض منتجاً بفضل التبادلات الصينية العربية، ويرجع تاريخ أفضل أنواعه إلى عهود أسر يوان ومينغ وتشينغ الإمبراطورية. ويُعتقد أن الخزف الأزرق والأبيض المبكر استخدم الصبغة الزرقاء (الاسملت) المستورد، اختلافا عن طرق إنتاج الصناعات اليدوية القديمة باستخدام المواد المحلية.
وقام الفريق الأثري المشترك بقيادة الأستاذ تسوي جيان فنغ في جامعة بكين، باختيار 275 قطعة من شظايا الخزف الأزرق والأبيض صُنعت في مختلف عهود أسر يوان ومينغ وتشينغ الإمبراطورية، وقام بفحصها بواسطة تقنية الشعاع الأيوني المركز، وتقنية المجهر الإلكتروني النافذ، واكتشف لأول مرة وجوداً شائعاً لنوعين من الجسيمات المتبقية بحجم أقل من ميكرون في القطع الخزفية التابعة لعهد الامبراطور شيوانده حتى الفترة المتأخرة لأسرة مينغ الإمبراطورية. وبعد مقارنة السمات الهيكلية المجهرية للشظايا الخزفية من الفترات المختلفة المذكورة، تأكد الفريق من الاستخدام المركب لـ(الاسملت) المحلي والمستورد.
كما وجد الفريق دعماً في الوثائق لهذا الاكتشاف أيضاً.
وفي هذا الصدد، قال تشن ديان، مدير مركز علم الآثار الخزفية والبحوث الفنية بكلية التاريخ في جامعة بكين للمعلمين، إن الصبغة الزرقاء المستوردة تتميز بلون فاتح ولامع، بينما تكون المحلية منها أغمق في اللون وأكثر مناسبة لرسم الخطوط، مشيراً إلى أن هذه الوصفة المركبة التي تم اكتشافها هذه المرة تعد تقدماً مقارنة مع الطريقة المستخدمة في عهد أسرة يوان الإمبراطورية حيث تم استخدام صبغة واحدة فقط لإنتاج درجات الألوان.
وفي السياق ذاته؛ قال ونغ يان جيون، مدير متحف الفرن الإمبراطوري في جينغدهتشن، إن هذه الدراسة، أكدت للمرة الأولى من خلال التحقق العلمي بواسطة الأدوات الدقيقة، أنه تم تأسيس شبكة للتجارة العالمية والتعاون الصناعي عبر الأقاليم على نطاق واسع لصناعة الخزف الأزرق والأبيض في جينغدهتشن من القرن الـ14 إلى القرن الـ15.
يجدر بالذكر أن متحف الفرن الإمبراطوري في جينغدهتشن يعمل حالياً على بناء بنك الجينات للخزف القديم في جينغدهتشن على أساس العدد الضخم من القطع الخزفية القديمة في المتحف، من أجل اكتشاف المزيد من أسرار وصفات صناعة الخزف القديم.