تعليق: كيف سيؤثر اليمين المتطرف على توجهات السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية؟

أعلن نتنياهو، زعيم حزب الليكود الإسرائيلي، مساء 21 ديسمبر الجاري، عن نجاحه في تشكيل حكومة جديدة، وبذلك عاد السياسي المخضرم من جديد إلى مركز السلطة في إسرائيل.

ويرى محللون أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتكون بشكل أساسي من أحزاب يمينية وأخرى يمينية متطرفة. وقد وصفتها وسائل الإعلام بأنها الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مما يعكس المخاوف التي تثيرها داخل وخارج إسرائيل. وقال غاييل تالشير، الباحث في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية، إن قبول الأحزاب اليمينية المتطرفة في مجلس الوزراء من المرجح أن يكون له تأثير على السياسة الخارجية لإسرائيل، وخاصة علاقاتها مع الولايات المتحدة.

فيما يعتقد المحللون أن الإطار العام للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية لن يتغير بعد تولي الحكومة الجديدة السلطة، وستظل الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفاً قوياً في الشرق الأوسط. لكن تقليديا، يوجد تباين كبير بين مواقف الحكومة التي يقودها الحزب الديمقراطي للولايات المتحدة والحكومة اليمينية في إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد، كتب الدبلوماسي الاسرائيلي ألون بينكاس، أنه على الرغم من أن نتنياهو يتمتع بعلاقة شخصية جيدة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن الأخير لا يلقي أية آمال على حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. ولذلك، قد تتزايد الخلافات بين حكومتي البلدين في الفترة القادمة.

وفي وقت سابق، أعلن حزب الصهيونية الدينية بأنه سيضغط من أجل ضم أجزاء من الضفة الغربية. ولذلك، يشعر العالم الخارجي بشكل عام بقلق من تصاعد حدّة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع احتلال شخصيات اليمين المتطرف مناصب مهمة في الحكومة الجديدة، مما سيؤثر بدوره على العلاقة بين إسرائيل والدول العربية. وقال ايتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يمسك حقيبة الأمن في حكومة نتنياهو، أنه مصمم على تغيير الوضع الراهن الذي يحظر على اليهود الصلاة في الحرم القدسي. والضغط من أجل سن قانون يعفي الجنود الإسرائيليين من عقوبة قتل الفلسطينيين رميا بالرصاص.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي ايمانويل نافون، إنه على الرغم من أن أحزاب اليمين المتطرف تتخذ نهجا متشدّدا تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنه من المتوقع أن يوازن نتنياهو "البراغماتي" المواقف الداخلية للائتلاف الحاكم ويبذل قصارى جهده للحفاظ على الوضع الراهن. لكن نافون يعتقد أيضًا أن إمكانية استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على المدى القصير تكاد تكون منعدمة.