اكتملت المرحلة الأولى من مشروع مقر الاتحاد الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بمساعدة الصين رسميًا قبل أيام قليلة ماضية، ليصبح علامة بارزة أخرى في الصداقة والتضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا. ويعتبر المقر مشروعا رائدا للتعاون مع إفريقيا الذي أعلنه الرئيس شي جين بينغ في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2018، وتسليمه الى الأصدقاء الافارقة في الوقت المخطط وبجودة عالية، يعكس المستوى العالي من التعاون الصيني الأفريقي، ويفسر النمط الصيني للوفاء بالوعود والكفاءة العلمية والعملية العالية.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق تجاه افريقيا ووجهة النظر الصحيحة للعدالة والمنفعة خلال زيارته الاولى لأفريقيا في عام 2013. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، حققت العلاقات الصينية ـ الأفريقية في ظل التوجيه المشترك وتعزيز القادة الصينيين والأفارقة، إنجازات تاريخية جذبت انتباه العالم، ودخلت حقبة جديدة من بناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك، وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين والدول الأفريقية سيظلان دائماً أشقاء جيدين يقفون معا في السراء والضراء.
تساعد الصين وأفريقيا بعضهما البعض على طريق التنمية الاقتصادية والنهوض الوطني، وتواصلان توسيع مجالات التعاون الجديدة. ويواكب التعاون الصيني الأفريقي العصر ويستمر في التعمق، من"خطط التعاون العشر الكبرى" لقمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2015، إلى "الإجراءات الثمانية" لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2018، و "تسعة مشاريع" في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2021. وقد ظلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 13 عامًا متتالية، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 260 مليار دولار أمريكي في عام 2022. كما وقعت 52 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي على وثائق تعاون مع الصين بشأن الحزام والطريق. وتنتج منها مشاريع بارزة مثل مركز مؤتمرات الاتحاد الأفريقي، وخط سكة حديد مومباسا -نيروبي، والسكك الحديدية تربط بين أثيوبيا وجيبوتي، ومشاريع التعاون في الطرق والكهرباء والاتصالات والموانئ في جميع أنحاء أفريقيا. وإن هذه الانجازات واقعية وملموسة، وقد لعبت دورًا مهمًا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا وتحسين معيشة الشعب، وأظهرت بشكل كامل جودة العلاقات الصينية ـ الأفريقية وأساس الصداقة الصينية ـ الأفريقية.
الصين هي أكبر دولة نامية، وأفريقيا هي القارة التي تضم معظم الدول النامية في العالم، وفي الوقت الذي يتغير فيه الأخير بطريقة غير مسبوقة، فإن أهمية تعزيز التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا أمر بديهي. قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن التعاون بين إثيوبيا والصين في مختلف المجالات مثل البنية التحتية، والاقتصاد الأخضر، والزراعة وبناء الحدائق الصناعية قد حقق نتائج ملحوظة وله أهمية نموذجية، مما ساعد إثيوبيا على ترتيب النمو الاقتصادي بين الأعلى في إفريقيا. ويعتقد الرئيس الأنغولي، جواو لورنسو أن بناء المطارات ومحطات الطاقة الكهرومائية والطرق والموانئ والعديد من المشاريع الكبرى الأخرى التي تدعمها الصين تتقدم بسلاسة في أنغولا، وتلعب دورًا لا غنى عنه في إعادة إعمار أنغولا بعد الحرب، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتأخذ الصين زمام المبادرة في دعم الاتحاد الأفريقي للانضمام إلى مجموعة العشرين، وتدعم تعزيز تمثيل وصوت الدول الأفريقية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، مما سيساعد في حماية المصالح المشتركة للبلدان النامية وتعزيز تطوير نظام الحوكمة العالمي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية. قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد: "إننا نقدر دعم الصين القوي للتكامل الأفريقي والربط وبناء منطقة التجارة الحرة، ونتطلع إلى العمل مع الصين من أجل التعزيز المشترك لبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد."
ولفترة من الزمن، تعمدت بعض الدول إثارة مواجهة المعسكرات في إفريقيا، في محاولة لإجبار الدول الأفريقية على الانحياز إلى جانب واحد، وهو ما يتعارض مع رغبات الدول الأفريقية وتوجهات العصر العام. ويجب أن تكون إفريقيا ساحة كبيرة للتعاون الدولي، وليست ساحة معركة لألعاب القوى العظمى. وإن البلدان التي تساعد إفريقيا بصدق في تحقيق السلام والتنمية، وتساعدها بصدق في السعي لتحقيق تمثيل وصوت أكبر في أجندة الحوكمة الدولية، هي فقط من ستحصل على دعم الدول الافريقية.
وضعت الصين إفريقيا كأولوية في دبلوماسيتها دائما، ويعتبر توريث الصداقة الصينية الأفريقية ودفعها إلى الأمام تقليد مجيد لدبلوماسية الصين. وستعمل الصين بثبات على تعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية، والمضي يدا بيد على طريق التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة، والعمل معا لبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك.