قوانغتشو 14 فبراير 2023 (شينخوا) تمثل الطلبيات المتزايدة في أوائل عام 2023 انتعاشا قويا في التجارة الخارجية في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، التي تعد مركزا اقتصاديا رئيسيا في الصين، مما يضخ زخما جديدا في التعافي الاقتصادي العالمي.
مع تخفيف إجراءات السيطرة على الوباء واستئناف التبادلات الدولية، وخاصة استئناف التبادلات الاقتصادية والتجارية، تواجه بعض المصانع في مدينة هويتشو بمقاطعة قوانغدونغ زيادة في الطلبيات من الخارج وزيادة الطلب على العمال الصناعيين، وأصبح هناك منافسات شرسة بين الشركات الصينية من أجل الحصول على الطلبيات في السوق الخارجية الواسعة.
تشارك شركة قوانغدونغ وان نانو المحدودة للتكنولوجيا في منطقة تشونغكاي للتكنولوجيا العالية في مدينة هويتشو الآن بشكل كامل في حملة التوظيف الربيعية، وتخطط لمضاعفة حجم موظفيها في عام 2023، بعد أن شهدت زيادة بنسبة 279 بالمائة في إيراداتها في عام 2022، وازدحام جدول تسليم طلبياتها الزمني لمختلف المواد النانوية قبل الربع الثاني من عام 2023.
بدوره؛ قال تشانغ تشيان، مدير عام شركة هويتشو ماك المحدودة للإلكترونيات: "نحن واثقون ومتحمسون للغاية، ونريد أن نبدأ أعمالنا بشكل جيد في الربع الأول من العام، ونسعى جاهدين لزيادة قيمة إنتاجنا بنسبة 10 في المائة هذا العام"، مضيفا أن الشركة قد أرسلت فريق تسويق لزيارة العملاء للحصول على فرص للتعاون في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا.
بشكل عام، شهدت العملية الاقتصادية تعافيا ملحوظا مع تعزيز خدمات المنبع و المصب في السلسلة الصناعية وتحسن توقعات السوق. وتظهر الإحصاءات أن الشركات الصينية لديها ثقة قوية وآفاق متفائلة.
ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع الصيني بنسبة 3.1 في المائة عن الشهر الأسبق إلى 50.1 في المائة في يناير الماضي، بينما ارتفع مؤشر الطلبات الجديدة بواقع سبع نقاط مئوية إلى 50.9 في المائة، وفقا لبيانات أصدرها مؤخرا مركز مسح صناعة الخدمات التابع للهيئة الوطنية للإحصاء والاتحاد الصيني للخدمات اللوجستية والمشتريات.
يعد الأداء المتميز جزءا مهما من جهود الشركات الصينية المتعلقة بالتحول الرقمي وابتكار أشكال الأعمال.
بالاستفادة من توسيع خطوط إنتاج التصنيع الذكية وخطوط التجميع الآلية، بالإضافة إلى تحديث نظام إدارة المعلومات، تلقت شركة جالانز، وهي شركة مصنعة للأجهزة المنزلية مقرها مدينة فوشان في مقاطعة قوانغدونغ، العديد من الطلبيات الخارجية لأفران الميكروويف ومحمصات الخبز والأفران وغسالات الصحون.
وإلى جانب الإنتاج، تولي المؤسسات أيضا المزيد من الاهتمام للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، مما يسهل إلى حد كبير أعمالها التجارية الخارجية.
من جانبه؛ قال تشاو يون تشي، مدير عام شركة صن واي المحدودة للطاقة الشمسية: "كان مندوبي مبيعات شركتنا مشغولين بالطلبيات التي تلقوها خلال عطلة عيد الربيع"، مضيفا أن الشركة تعمل حاليا على توزيع أنظمتها الكهروضوئية على الأسطح إلى المستودعات الخارجية بسبب ارتفاع عدد الطلبيات.
أصبحت منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود مثل "Alibaba.com" محركا دافعا لتطوير الأعمال الجديدة، حيث يظهر المؤشر العابر للحدود على موقع Alibaba.com أن فرص الأعمال العالية الجودة في صناعة الطاقة الجديدة على المنصة قد زادت بنسبة 92 في المائة، مما يجعلها نقطة بارزة للصادرات.
كما تخطط المنصة لإطلاق 100 معرض رقمي لخدمة الأسواق في الخارج خلال هذا العام، بالإضافة إلى 30 ألف بث مباشر عبر الحدود و40 مؤتمرا صحفيا لإطلاق المنتجات الجديدة في مارس القادم.
على الرغم من التحديات مثل تزايد مخاطر الركود الاقتصادي العالمي وتباطؤ نمو طلب الأسواق الخارجية، فإن إمكانات الصين في الاستيراد والتصدير ومساهمتها في الاقتصاد العالمي لا تزال واعدة.
يمكن للانفتاح العميق للاقتصاد الصيني وتعافي الطلب المحلي الصيني أن يؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي العالمي بنسبة حوالي واحد في المائة في عام 2023، وفقا لتقرير أصدرته مجموعة جولدمان ساكس مؤخرا.
ستلتزم الصين بانفتاح رفيع المستوى لجعل التجارة الخارجية أكثر ملاءمة ومكافأة من خلال طرق متعددة، حيث ستُستأنف معارض التصدير المحلية خارج شبكة الإنترنت، وستحصل الشركات الصينية على الدعم الكامل للمشاركة في المعارض المهنية في الخارج.
بدوره؛ قال مسؤول بوزارة التجارة الصينية إن الصين ستعزز أيضا تعاونها مع شركائها التجاريين للاستفادة من مزايا سوقها الضخم وزيادة وارداتها من المنتجات العالية الجودة من الدول الأخرى وتحقيق الاستقرار في سلسلة التوريد التجارية العالمية.
هذا وستستأنف الدورة الـ133 من معرض الصين للاستيراد والتصدير، أو معرض كانتون، الذي من المقرر افتتاحه في 15 أبريل القادم، المعارض غير المتصلة الإنترنت بالكامل. كما قال تشو شي جيا، مدير مركز التجارة الخارجية الصيني، إن أكثر من 40 ألف شركة تقدمت بطلبات للمشاركة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد أكشاك المعرض في الموقع من 60 ألف إلى ما يقرب من 70 ألف.
وقال تشو: "إن وتيرة التعافي الكامل لصناعة المعارض ستتسارع، ومن المتوقع أن يتبع ذلك ازدهار في قطاعات التجارة والاستثمار والاستهلاك والسياحة والمطاعم وغيرها من الصناعات"، مشيرا إلى أن التطور والتحسن الملحوظين لمعرض كانتون سيعززان بشكل أفضل التنمية الاقتصادية العالية الجودة.