مقالة: الصين تحرز تقدما في الوقاية من التهاب الكبد ومكافحته

بكين 29 يوليو 2024 (شينخوا) بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الذي صادف يوم الأحد الماضي، سلط المسؤولون والخبراء الصينيون الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته البلاد في مجال الوقاية من التهاب الكبد ومكافحته.

انخفضت حالات الإصابة بالتهاب الكبد بشكل مطرد في الصين بفضل المراقبة المعززة والتدخلات الشاملة، حسبما قال تشانغ جي له، نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وأظهرت البيانات أن معدل انتشار المستضد السطحي لالتهاب الكبد بي انخفض بشكل مستمر في البلاد خاصة بين الأطفال دون سن 5 سنوات، حيث تم التحكم فيه إلى نسبة أقل من 1 في المائة.

هناك خمس سلالات رئيسية من فيروس التهاب الكبد وهي أيه وبي وسي ودي ويي.

انخفض معدل الإصابة بالتهاب الكبد أيه في الصين من 55.69 لكل 100 ألف فرد في عام 1991 إلى 1.06 لكل 100 ألف فرد في عام 2020، وظل معدل الإصابة بالتهاب الكبد يي منخفضا نسبيا، عند 1.85 لكل 100 ألف فرد في عام 2021، قال لي جيان، الخبير في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقال تشانغ إن علاج التهاب الكبد الفيروسي قد تحسن أيضا في الصين، حيث أصبح بإمكان المزيد من المرضى الآن تلقي العلاج القياسي. إذ تجاوز معدل شفاء مرضى التهاب الكبد الوبائي سي الذين تلقوا مضاد الفيروسات 95 بالمائة.

ووفقا للمركز الوطني للسرطان، سجلت الصين ما يقرب من 367700 حالة جديدة من سرطان الكبد في عام 2022، بمعدل حدوث حوالي 15.03 لكل 100 ألف فرد، مما يشير إلى اتجاه هبوطي.

تهدف الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن القضاء على التهاب الكبد إلى الحد من الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد الفيروسي بنسبة 90 في المائة والوفيات بنسبة 65 في المائة بين عامي 2016 و2030، مع زيادة معدل التشخيص إلى 90 في المائة ومعدل العلاج إلى 80 في المائة.

جهود الصين

وفي السنوات الأخيرة، تبنت الصين نهج الوقاية أولا، ودمج الوقاية والعلاج، مع تكاتف المجتمع بأكمله للقضاء على التهاب الكبد، حسبما قال تشانغ في مؤتمر عقد في وقت سابق من هذا الشهر للترويج لكل من اليوم العالمي لالتهاب الكبد والإجراءات المصممة للقضاء على التهاب الكبد.

تهدف البلاد إلى إنشاء نظام شامل لمكافحة الأمراض بحلول عام 2030، تكون فيه مؤسسات مكافحة الأمراض والوقاية منها بمثابة العمود الفقري، والمؤسسات الطبية كداعم، ومقدمي الخدمات الطبية والرعاية الصحية على مستوى المجتمع السكني كشبكة أمان نهائية، وفقا لوثيقة صدرت في ديسمبر 2023.

بالإضافة إلى ذلك، تم تخفيض أسعار الأدوية المضادة للفيروسات المخصصة لعلاج التهاب الكبد من خلال الشراء المجمع والمفاوضات. كما يغطي التأمين الطبي الأساسي في البلاد الآن الأدوية المضادة للفيروسات لالتهاب الكبد بي، وقد تمت إضافة الأدوية المضادة للفيروسات لالتهاب الكبد سي إلى القائمة الوطنية للأدوية الأساسية، مما يقلل بشكل كبير من العبء المالي على المرضى.

الفحص المحسن

على الرغم من هذا التقدم، لا يزال القضاء على فيروسات التهاب الكبد يمثل تحديا للصين. يعزو الخبراء ذلك إلى العدد الكبير من حاملي الفيروس والمرضى، وضعف قدرات الخدمات الطبية والرعاية الصحية على المستوى القاعدي، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض، وانخفاض الوعي العام بالوقاية من التهاب الكبد ومكافحته.

يعيش ما يقرب من 75 مليون شخص مع التهاب الكبد بي المزمن في الصين، وفقا لما قال يين تسون دونغ، باحث في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ودعا الخبراء إلى بذل جهود لتكثيف التشخيص والعلاج لتحديد أولئك الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم بسرعة أكبر، قائلين إن هذا أمر بالغ الأهمية للحد من الإصابة بأمراض الكبد الحادة.

وقال لي إن معدلي تشخيص وعلاج التهاب الكبد بي في الصين أقل بكثير من أهداف منظمة الصحة العالمية لعام 2030.

وشدد تشانغ ون هونغ، رئيس المركز الطبي الوطني للأمراض المعدية، على أهمية الخدمات الطبية على مستوى القاعدة، وتكامل المستشفيات مع مؤسسات الوقاية من الأمراض ومكافحتها، والتعاون متعدد التخصصات.

ودعا وانغ يوي، رئيس المؤسسة الصينية للوقاية من التهاب الكبد والسيطرة عليه، إلى تعزيز إدارة مرضى التهاب الكبد طوال فترة المرض، والمراقبة المبكرة لسرطان الكبد بين المصابين بالتهاب الكبد المزمن.

ووفقا لقرار الإصلاح الأخير الذي تم تبنيه في وقت سابق من هذا الشهر في الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، ستعمل الصين على تحسين نظام الصحة العامة في البلاد، وتعزيز التعاون والتكامل بين المستشفيات ومؤسسات الوقاية من الأمراض ومكافحتها.

كما ستعزز البلاد قدراتها على رصد الأمراض والإنذار المبكر بها، وتقييم المخاطر، والتحقيق الوبائي، والاختبار والتفتيش، والاستجابة لحالات الطوارئ، والعلاج الطبي.