إن الصين ومصر صديقتان حميمتان، وهما تشتركان في نفس الأهداف والثقة المتبادلة بينهما متينة للغاية، كما تربطهما شراكة جيدة وتعملان بشكل وثيق من أجل التنمية والرخاء المشترك. يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قاد رئيسا البلدين بشكل مشترك التنمية النشطة للعلاقات الثنائية. لقد أصبحت العلاقات الصينية المصرية صورة حية للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية.
تقع منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في العين السخنة بمحافظة السويس. وهي مشروع بارز للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق" وخطة تطوير ممر قناة السويس في مصر. وقد نجحت المئات من الشركات الممولة من الصين في هذه المنطقة من توليد عائدات ضريبية، وتحفيز تشغيل العمالة، وضخ زخم في التنمية الاقتصادية المحلية.
كانت مصر واحدة من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق. وحقق البلدان تعاونا مثمرا في إطار هذه المبادرة، وتم تنفيذ العديد من المشاريع التي تقوم بها الشركات الصينية بشكل مطرد في المنطقة المحلية، مما يعود بالنفع على الشعبين المصري والصيني.
كأول خط سكة حديد مكهرب في مصر، يربط خط سكة حديد العاشر من رمضان الخفيف وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان والمناطق التابعة لها على طول الطريق الشرقي من هذا الخط، ويستفيد منه أكثر من 5 ملايين ساكن. ومنذ الانتهاء من إنشاء مشروع طاقة بالتعاون الصيني المصري وتبلغ قدرته 500 كيلو فولت وتشغيله لأكثر من عام، ضمنت هذه المحطة استقرار وموثوقية شبكة الكهرباء وخففت من نقص الطاقة في المنطقة. وقد أدت مشاريع مثل المرحلة الثانية من محطة حاويات ميناء بور سعيد الشرقي والمرحلة الثانية من محطة حاويات العين السخنة إلى تحسين قدرة مناولة البضائع في الموانئ المصرية بشكل كبير وقدمت مساهمات مهمة في تطوير ممر قناة السويس، وقد أطلقت الصين بنجاح القمر الصناعي "مصر سات-2"، وساعدت مصر على أن تصبح أول دولة إفريقية تتمتع بقدرات كاملة على تجميع الأقمار الصناعية واختبار التكامل.
وقال ضياء حلمي، الأمين العام لغرفة التجارة المصرية الصينية في مصر، إنه في إطار البناء المشترك للحزام والطريق، استمر مستوى التعاون متبادل المنفعة بين مصر والصين في التحسن وقد عززت العديد من مشاريع التعاون التبادلات التجارية والترابط، مما ساهم في تحقيق آثار إيجابية على التنمية في البلدين.
تحتل الصين مكانة راسخة كأكبر شريك تجاري لمصر، كما أنها إحدى الدول التي تتمتع باستثمارات أكثر نشاطا في مصر وأسرع نمو في السنوات الأخيرة. وقد دخل البرتقال الطازج والعنب والفراولة المجمدة والتمر والرمان الطازج وغيرها من المنتجات الزراعية المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية على التوالي. وفي سبتمبر من العام الماضي، أصدرت الإدارة العامة للجمارك الصينية إعلانًا يسمح بتصدير المنجا المصرية الطازجة التي تلبي متطلبات الصحة النباتية إلى الصين. وتعمل الإدارات المعنية في كلا البلدين بنشاط على تعزيز تصدير الفلفل المجفف المصري إلى الصين.
لقد كانت مصر من بين ضيوف الشرف في معرض الصين الدولي الأول للواردات، وشاركت في هذا المعرض لمدة ست سنوات متتالية. كما انعقد المؤتمر الترويجي للمعرض السابع في القاهرة في شهر أبريل من هذا العام. وقال سياسيون ورجال أعمال مصريون حضروا هذا المؤتمر بأن معرض الصين الدولي للواردات يوفر فرصة جيدة للشركات المصرية لعرض وبيع المنتجات المصرية والترويج لشعار "صنع في مصر" على مستوى العالم. وتتطلع الشركات المصرية إلى مواصلة استكشاف السوق الصينية وتقاسم فوائد التنمية في الصين من خلال المشاركة في هذا المعرض.
وعلى بعد ساعة بالسيارة باتجاه الشمال الشرقي من القاهرة يمكن الوصول إلى حديقة هاير مصر البيئية الواقعة في مدينة العاشر من رمضان. في المصنع الفسيح والمشرق تتركز خطوط التجميع الثلاثة لمكيفات الهواء والغسالات وأجهزة التلفزيون في مساحة مفتوحة. يعمل العمال المحليون بمهارة تحت إشراف معلمين صينيين، ويتم ترتيب الدوائر الإلكترونية والأغلفة والمشتتات الحرارية ووصلات المعالجة الأخرى بطريقة منظمة.
في مايو من هذا العام، تم افتتاح هذه الحديقة رسميًا، حيث بدأت خطوط إنتاج مكيفات الهواء والتلفزيون الإنتاج التجريبي في شهر مارس من هذا العام، وذلك جنبا إلى جنب مع خط إنتاج الغسالات الذي تم تشغيله في مايو، هذا وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للأجهزة المنزلية ما يقرب من مليون وحدة. كما سيتم تضمين الثلاجات والمجمدات والفئات الأخرى في المرحلة الثانية من خطط المشروع. إن جميع عناصر وعمليات الحديقة مرئية ويمكن التحكم فيها، الأمر الذي لا يؤدي إلى تحسين قرارات تخصيص الموارد وإدارتها فحسب، بل يحلل أيضًا استهلاك الطاقة بدقة مثل الماء والكهرباء في الحديقة لتوفير الطاقة بشكل فعال. ويذكر أن الحديقة البيئية ستخلق أكثر من 3 آلاف فرصة عمل محلية.
كما تعمل الصين على تعميق التعاون مع مصر لإنشاء نقاط نمو جديدة في مجالات مثل الحوسبة السحابية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لمساعدة التحول الرقمي في مصر. وقد أطلقت شركة هواوي مؤخرا وبشكل رسمي منطقة سحابية جديدة لها هناك، وهي أول خدمة سحابية عامة في مصر وحتى في شمال إفريقيا حيث يمكنها تقديم أكثر من 200 خدمة سحابية بما في ذلك منصة الذكاء الاصطناعي ومنصة البيانات ومنصة التطوير. ووفقا لمصدر مطلع ستقوم هواوي بتدريب 10 آلاف مطور محلي و100 ألف متخصص رقمي في السنوات الخمس المقبلة لتعزيز التحول الرقمي المحلي.