الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

مقالة: العدد الإجمالي لمواقع التراث الطبيعي العالمي في الصين يحتل المرتبة الأولى في العالم

/مصدر: شينخوا/   2024:08:01.09:31

بكين 31 يوليو 2024 (شينخوا) صرحت الهيئة الوطنية الصينية للغابات والمراعي أن صحراء "باداين جاران" وخمسة مواقع مرشحة لمحميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر- خليج بوهاي اجتازت مؤخرا بنجاح عملية المراجعة لإدراجها في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصل بذلك عدد مواقع التراث الطبيعي العالمي في البلاد إلى 15 موقعا و4 مواقع للتراث الثقافي والطبيعي، ولا يزال العدد الإجمالي لمواقع التراث الطبيعي العالمي في الصين يحتل المرتبة الأولى في العالم حتى الآن.

تقع صحراء "باداين جاران" في هضبة "ألكسا"، وهي أراض صحراوية قاحلة تقع في منطقة شديدة الجفاف في شمال غربي الصين، وهي ثالث أكبر صحراء وثاني أكبر صحراء متحركة في الصين. وتشتهر المنطقة بتلالها الرملية الشاهقة والعديد من البحيرات بين التلال.

وتظهر الصحراء المعالم الجيولوجية والتضاريسية المتغيرة باستمرار للمناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة، ولا يوجد سوى قلة قليلة من الصحاري في العالم التي يمكن أن تضاهيها.

وتشمل السمات البارزة للصحراء أطول كثبان رملية ضخمة مستقرة في العالم، التي يصل ارتفاعها النسبي إلى 460 مترا، وأعلى تركيز للبحيرات بين الكثبان الرملية، وأكبر مساحة لما يسمى بالرمال الغنائية والتضاريس المتآكلة بفعل الرياح.

ويظهر هذا المشهد الفريد من نوعه القيمة الجمالية الطبيعية الاستثنائية لصحراء "باداين جاران"، وعملية التطور الهامة والنموذجية والمستمرة للتضاريس التي تآكلت بفعل الرياح على الأرض، كما أنها موائل مزدهرة للكائنات الحية على اليابسة.

وبدورها، قالت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو: " تتمتع مجموعة صحراء باداين جاران والكثبان الرملية والبحيرات بمناظر فريدة ونادرة ورائعة من الكثبان الرملية الشاهقة وعدد كبير من البحيرات الملونة المنتشرة بينها، ويعد ذلك مثالا بارزا على التطور المستمر للمناظر الطبيعية الصحراوية والتضاريس في المناخ الجاف للغاية في المنطقة المعتدلة، وهي أيضا واحدة من المناظر الطبيعية الصحراوية النادرة ذات الجمال الطبيعي على المستوى العالمي."

ومن ناحية أخرى، تقع "محميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر-خليج بوهاي الصيني (المرحلة الثانية)" في أكبر الأراضي الرطبة في منطقة المد والجزر في العالم، وهي موائل مهمة للطيور المهاجرة في مسار الهجرة بين شرقي آسيا وأستراليا.

يمتد مسار الهجرة المذكورة من منطقة سيبيريا-ألاسكا عبر شرقي آسيا وجنوب شرقي آسيا وجنوبي آسيا إلى أوقيانوسيا، ويمر عبر 22 دولة، وهو مسار الهجرة الذي يضم أغنى تنوع للطيور وأعلى نسبة من الأنواع المهددة بالانقراض في العالم، حيث توفر المحميات مكانا لا غنى عنه للتكاثر وللراحة في الشتاء لعشرات الملايين من الطيور المائية.

وفي عام 2019، تم إدراج "محميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر-خليج بوهاي الصيني (المرحلة الأولى)" بنجاح في قائمة التراث العالمي.

وأكدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو أن: "محميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر-خليج بوهاي الصيني لها وظائف فريدة للنظام الإيكولوجي، كما تتمتع مسطحات المد والجزر بها بأهمية خاصة لحماية الطيور المهاجرة من أنحاء العالم، حيث توفر موائل للغالبية العظمى من أنواع الطيور المهاجرة، بما في ذلك 45 نوعا من الطيور المهددة بالانقراض."

واستطردت اللجنة قائلة: "تقدم مرحلتا محميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر-خليج بوهاي الصيني ككل مساهمات لا يمكن الاستغناء عنها في حماية الطيور المائية المهاجرة في منطقة شرقي آسيا-أستراليا الكبرى للهجرة."

وأضافت اللجنة: "تعد منطقة الهجرة بين شرقي آسيا وأستراليا واحدة من أهم مناطق الهجرة في العالم وواحدة من المناطق التي يوجد بها أعلى تركيز للأنواع المهددة بالانقراض والنظم الإيكولوجية الأكثر ضعفا. لذلك يعد النجاح في إدراج هذه المحميات في قائمة التراث العالمي علامة بارزة لحماية التراث المشترك للبشرية ذي الأهمية العالمية".

الجدير بالذكر أن الصين قدمت مشروعي صحراء "باداين جاران" و"محميات الطيور المهاجرة على طول ساحل البحر الأصفر-خليج بوهاي الصيني (المرحلة الثانية)" رسميا كموقعين مرشحين للتراث العالمي في عامي 2020 و2022 على التوالي.

وخلال فترة التقديم، تغلبت الهيئة الوطنية الصينية للغابات والمراعي، جنبا إلى جنب مع الحكومات المحلية ذات الصلة، على الظروف الطبيعية القاسية وتأثير جائحة كوفيد-19، وتعاونت مع فريق فني لإجراء تحقيقات متعمقة في المناطق المذكورة. وبعد مناقشات متكررة، تم تحديد نطاق مواقع التراث المرشحة والمناطق العازلة المحيطة بها، ثم بذلت الجهود لتعزيز أعمال طلب إدراج المشروعين ضمن مواقع التراث الطبيعي العالمي.

وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين تعزيز جهودها في حماية التراث الطبيعي العالمي والتراث الثقافي والطبيعي. وبالاعتماد على بناء الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية والمواقع ذات المناظر الخلابة والمحميات الطبيعية الأخرى، أنشأت وحسنت البلاد باستمرار نظام إدارة الحماية، حيث رفعت مستوى الإدارة، وحققت حماية صارمة واستخداما مستداما لمواقع التراث.

أما في الخطوة التالية، فستغتنم الصين هذه الفرصة لتعزيز بناء نظام المحميات الطبيعية بشكل شامل من خلال إنشاء الحدائق الوطنية، وزيادة تحسين مستوى حماية وإدارة مواقع التراث الطبيعي، للمساعدة في بناء "الصين الجميلة"، ومواصلة تنفيذ الاتفاقيات الدولية، وتعزيز التعاون الدولي، ومشاركة تجربة الصين الناجحة، وتعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية العالمية، وزيادة التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة في العالم، بما يساهم بالحكمة الصينية والقوة الصينية في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

صور ساخنة