الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

مقالة: المسافرون في الصين يفضلون بشكل متزايد القطارات عالية السرعة للراحة والتكلفة المعقولة

/مصدر: شينخوا/   2024:09:20.16:05

بكين 20 سبتمبر 2024 (شينخوا) خلال عطلة عيد منتصف الخريف التي اختتمت للتو، اضطر وانغ الذي يعيش في شانغهاي، إلى أخذ أيام إجازة إضافية من العمل لزيارة عائلته في مقاطعة جيانغسو المجاورة لأن شراء تذاكر القطار كان صعبا للغاية.

وقال وانغ لوكالة أنباء (شينخوا): "جربت جميع المنصات عبر الإنترنت لشراء تذاكر القطار لليوم السابق أو اليوم الأول من العطلة التي تستمر ثلاثة أيام، ولكن دون جدوى".

وأظهرت نتائج بيانات رسمية أصدرتها وزارة النقل يوم الأربعاء الماضي تعامل قطاع النقل مع نحو 629.56 مليون رحلة ركاب خلال العطلة التي استمرت ما بين يومي الأحد إلى الثلاثاء الماضيين، منها 42.57 مليون رحلة تمت عبر طريق السكك الحديد.

وتفخر الصين بامتلاكها أكبر شبكة للسكك الحديد عالية السرعة في العالم، حيث تشهد البلاد المزيد من المسافرين الذين يختارون سكك الحديد عالية السرعة كخيارهم الأول للتجول في جميع أنحاء البلاد الشاسعة والتنقل في جغرافيتها الصعبة من الجبال إلى الصحاري.

وفي هذا السياق، قالت شركة المجموعة الصينية المحدودة للسكك الحديد إنها تعاملت مع رقم قياسي بلغ 887 مليون رحلة ركاب خلال ذروة السفر الصيفية في العام الجاري خلال الفترة ما بين شهري يوليو -أغسطس الماضيين، بزيادة 6.7 في المائة عن العام السابق. وعادة ما تشهد العطلة المدرسية الصيفية اصطحاب العديد من الآباء الصينيين لأطفالهم لقضاء الإجازات.

وقالت ليانغ التي تُقيم في تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ في جنوبي البلاد إنها شعرت بالارتياح لأن رحلتها الصيفية مع طفلين صغيرين إلى مقاطعة قويتشو الجبلية في جنوب غربي الصين، كانت أكثر سلاسة مما كانت تتوقع بفضل القطارات فائقة السرعة.

وأضافت وانغ: "من مدينة قوييانغ حاضرة المقاطعة، ركبنا القطارات أولا ثم استخدمنا تطبيقات استدعاء سيارات الأجرة للوصول إلى المواقع الشهيرة ذات المناظر الخلابة المنتشرة عبر الجبال العميقة"، مستطردة بالقول: "على الرغم من أنه لا يزال متعبا، إلا أنه كان أفضل بكثير مما لو اخترنا السفر بالحافلة".

تشتهر قويتشو بتضاريسها الكارستية الرائعة ومناخها الصيفي اللطيف. ومع ذلك، لطالما كان النقل يمثل تحديا للعديد من المسافرين.

وفي هذا السياق، رحبّت منطقة ليبو ذات المناظر الخلابة إلى الجنوب الشرقي من قوييانغ، بزيادة أعداد السياح الوافدين إليها منذ أن ربطتها سكة حديد جديدة فائقة السرعة مع قوييانغ ومنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ المجاورة قبل عام.

وقال يوي جي جيون، رئيس محطة ليبو للسكك الحديد، إنهم يشغلون حاليا أكثر من 70 قطارا يوميا لنقل أكثر من 20 ألف راكب في وقت الذروة، مضيفا: "في البداية، لم يكن هناك سوى حوالي 20 قطارا تحمل حوالي 4000 راكب كل يوم".

وبدورها، أدرجت شركة سياحية بارزة عبر الإنترنت في الصين، سلسلة من الأسباب التي تدفع الناس في الصين لتفضيل السفر بالقطارات عالية السرعة، منوهة بدور هذه القطارات من حيث السرعة والدقة والموثوقية والأسعار المعقول والراحة والأمان.

تعمل القطارات عالية السرعة في الصين حاليا بسرعة تتراوح ما بين 200 و 350 كيلومترا في الساعة. وقد وصلت المسافة المُشغّلة إلى 46 ألف كيلومتر، لتحتل المرتبة الأولى في العالم وتغطي 99 في المائة من المدن التي يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة.

وشهد الشهر الماضي إطلاق قسم جديد للسكك الحديد في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، ما يتيح الوصول المباشر إلى وادي جيوتشاي المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عبر قطارات الرصاصة من مدينة تشنغدو حاضرة المقاطعة في غضون ساعتين. وفي السابق، كان بإمكان السياح الوصول إلى المنطقة الشهيرة ذات المناظر الخلابة فقط عبر خوض رحلة وعرة أو رحلات طويلة بالحافلة.

وفي المناطق الساحلية الأكثر تطورا، بدأت قطارات النوم عالية السرعة التي تربط بكين وشانغهاي بمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة عملياتها التشغيلية في شهر يونيو الماضي، ما قلل وقت السفر بين العاصمة الصينية وهونغ كونغ إلى 12 ساعة و34 دقيقة، وبين شانغهاي وهونغ كونغ إلى حوالي 11 ساعة. وعلى وجه الخصوص، يمكن للمسافرين بفضل الخدمات الجديدة السفر بين المدن بين عشية وضحاها.

بالإضافة إلى إمكانية الوصول، فإن تذاكر القطار عالي السرعة هي أيضا "أرخص من تذكرة الطيران في معظم الأوقات"، كما أن العربات مجهزة بشكل أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي لدرجة "تنافس مرافق الطائرة".

وفي سياق متصل، ذُهل المسافرون الأجانب من الدول المتقدمة من أسعار تذاكر القطارات عالية السرعة في الصين مقارنة بأوطانهم. فعلى سبيل المثال، تكلف تذاكر القطارات التي تقطع مسافة 100 كيلومتر تقريبا بين شانغهاي ومدينة سوتشو المجاورة لها أربعة دولارات أمريكية فقط.

حتى أن إميلي، وهي سائحة من فرنسا، غامرت بالدخول إلى قرية جبلية على بعد حوالي ساعة بالقطار من مدينة شيان حاضرة مقاطعة شنشي المعروفة بتماثيل المحاربين المصنوعة من الصلصال أو محاربي الـ"تيرا كوتا"، وقالت وهي تحتسي فنجانا من القهوة المثلجة في منتجع محلي قائم على أساس مزرعة: "القطارات فائقة السرعة تجعل من الممكن بالنسبة لنا أن نرى الصين المتنوعة".

صور ساخنة