بكين 27 سبتمبر 2024 (شينخوا) شنّت الشرطة في حيّ هايديان ببلدية بكين مؤخرا حملة على "المضاربين في المستشفيات" الذين يحصلون على مواعيد في العيادات الخارجية المطلوبة في المستشفيات الكبرى، ما أسفر عن احتجاز 33 مشتبها بهم بتهم جنائية.
ويمكن للمرضى في الصين حجز مواعيد للعيادات الخارجية في المستشفيات العامة إما في مواقع المستشفيات المذكورة أو عبر الإنترنت. وتجذب مستشفيات الدرجة الأولى في بكين المرضى من جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى حدوث الاكتظاظ وجعل الحصول على موعد أكثر صعوبة.
يستغل السماسرة هذا الوضع ويزيدون الأمور سوءا. في جميع أنحاء الصين، يقع الراغبون بالحصول على المواعيد المطلوبة لرعاية المرضى الخارجيين، وزيارات المتاحف، وجولات الحرم الجامعي في الجامعات المرموقة، وتذاكر الحفلات الموسيقية وتذاكر القطارات خلال مواسم العطلات، يقعون فريسة للمضاربين. وبناء على ذلك، اشتدت المعركة ضد السماسرة.
لا تشكل هذا الجرائم تعدّيا على الموارد العامة فحسب، بل تحرم العامة من التمتع بفوائد التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي، فإن معالجة هذه الممارسات الخاطئة يعتبر جزءا من تدابير الإصلاح التي تركز على الناس في البلاد.
وفي هذا السياق، ذكر بيان رسمي أن شرطة حيّ هايديان وجدت أن خانات المواعيد عبر الإنترنت لمراجعة الأطباء المشهورين في المستشفيات التابعة لولاية شرطة هايديان كانت دائما غير متاحة. ومع ذلك، لوحظ قيام بعض منتهكي القانون بإعادة بيع المواعيد المرغوبة بشدة عبر مجموعات الدردشة على الإنترنت وبأسعار تتجاوز بكثير التكاليف الأصلية.
ولاحظت الشرطة أيضا أن هؤلاء "المضاربين في المستشفيات" كانوا يستخدمون برامج الغش لاقتناص خانات المواعيد المتاحة في وقت محدد كل يوم - يختلف الوقت من مستشفى إلى آخر.
وخلال مداهمة قامت بها الشرطة، تمت مصادرة عدد كبير من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأدوات الغش الأخرى. وينقر برنامج الغش المثبت على الأجهزة على زر حجز المواعيد نحو 100 مرة في الثانية، ما يزيد من فرص المجرم في تأمين المواعيد على مقدم الطلب العادي.
وتعهدت شرطة هايديان بالحفاظ على نهج "الضغط العالي" واتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذه الأنشطة غير القانونية.
وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة الصينية في شهر مايو الماضي حملة وطنية لتصحيح أخطاء سوء الاستخدام في الخدمات الطبية بالبلاد، بما في ذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد "المضاربين في المستشفيات".
وفي القطاعات الأخرى المعرضة لممارسات المضاربة، تصاعدت أيضا الحملة على مثل هذه الجرائم.
فخلال العطلة الصيفية، شكلت شرطة بكين فرقة عمل خاصة للتصدي للأنشطة غير القانونية للمضاربين الذين يستولون على تذاكر المواقع ذات المناظر الخلابة ونوافذ المواعيد للجامعات الشعبية ويعيدون بيعها، حيث احتجزت نحو 180 شخصا بتهم جنائية وإدارية على التوالي.
وبدوره، كثّف المتحف الوطني الصيني بالتعاون مع شرطة بكين، جهوده لمكافحة هذه الأنشطة المخالفة للقانون التي أدت خلال العطلة الصيفية إلى خلق حالة من التنافس عند نحو 1.6 مليون شخص للحصول على 26 ألف تذكرة متاحة يوميا.
وتشمل التدابير الرئيسية تنفيذ سياسة تتمثل بعدم إعادة إصدار التذاكر المرتجعة في مجموعة التذاكر، وتعزيز التحقق من الهوية لمنع الحجوزات الاحتيالية، فضلا عن حظر أرقام الهواتف الافتراضية وعناوين "آي بي" عالية التردد.
وبالانتقال إلى مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، يحظى متحف "سانشينغدوي" الذي يعرض القطع الأثرية المكتشفة من أطلال سانشينغدوي بشعبية كبيرة بين السياح، إلا أن التذاكر المرغوبة للغاية تقع أيضا فريسة للمضاربين.
وقال تشانغ سونغ المسؤول التنفيذي التقني في المتحف إنه وبصرف النظر عن استخدام برامج المضاربة للتذاكر، يستخدم المضاربون عناوين محاكاة "آي بي" لخداع نظام التذاكر، لافتا إلى أن حسابا غير قانوني تمكن من الاستيلاء على أكثر من 7000 تذكرة في ما يزيد قليلا عن شهر.
وعلى ضوء ذلك، اتخذ المتحف تدابير مضادة مختلفة، حيث دأب على سبيل المثال بترقية نظام التذاكر، بما في ذلك حظر الوصول إلى حسابات معينة، وإدخال نظام مضاد للمضاربة، واعتراض المضاربين من خلال الخوارزميات، والحد من عدد عمليات شراء التذاكر بنفس بطاقة الهوية.
وبالإضافة إلى ذلك، افتتح المتحف منذ أبريل الماضي قناة حجز لوكالات السفر ومدد ساعات زيارته.