الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

مقالة: متاجر التجزئة ذات العلامات التجارية القديمة في الصين تتحول إلى ملاذ حضري جديد وسط تحفيز الاستهلاك

/مصدر: شينخوا/   2025:04:09.15:19

بكين 9 أبريل 2025 (شينخوا) يسترخي الناس في منطقة ترفيهية في موقع مخيم، بينما يتنافس آخرون في لعبة تنس الطاولة في فترة ما بعد الظهيرة المشمسة. قد يعتقد البعض أن هذا مكان وجهة لقضاء العطلات، بينما هو في الواقع مركز تسوق مزدحم في وسط مدينة بكين.

يمثل المشهد المذكور في مركز هانقوانغ للتسوق في منطقة شيدان التجارية ديناميكية أوسع لصناعة التجزئة في الصين، حيث توفر مراكز التسوق ذات العلامات التجارية القديمة الآن لسكان المدن فرصة جديدة للاسترخاء.

في عام 2024، بلغ إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين قرابة 48.79 تريليون يوان (حوالي 6.79 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 3.5 في المائة عن العام الأسبق. ومع ذلك، انخفضت مبيعات التجزئة في مراكز التسوق الكبرى، ما دفع كثير منها إلى إجراء تعديلات.

بالنسبة للمستهلكين اليوم، التسوق لا يقتصر فقط على متعة التسوق، إذ يجب أن يلبي أيضا حاجة الجمهور المتزايدة للتفاعل الاجتماعي والتجربة الاجتماعية. ألهمت هذه الظاهرة، إلى جانب التحديات المتزايدة للتسوق عبر الإنترنت، مزيدا من تجار التجزئة للتكيف مع الاتجاه المتغير وتحفيز الاستهلاك.

ومن جانبه، خضع مركز هانقوانغ لعملية تجديد شاملة في العام الماضي، حيث تم إنشاء مكان ترفيهي يجذب الآن المزيد من الناس لزيارته والإنفاق به.

ولتحسين ديكوراته الداخلية التي كانت خانقة في السابق، تم تحويل فناءين إلى ساحة مفتوحة في الهواء الطلق، حيث تتوفر طاولات ومضارب تنس الطاولة للجمهور.

وبدوره، قال بو جيا جيا، مدير عام مركز التسوق، إنه بعد التجديد، أصبحت مناطق العمل أصغر، لكن قنوات البيع العامة توسعت، ما جلب للعملاء تجربة تسوق أفضل، مضيفا أن مبيعات المتجر ارتفعت بنحو 5 في المائة بعد التجديد.

وأصدرت الصين خطة عمل خاصة لتحفيز الاستهلاك في شهر مارس الماضي، حيث اقترحت تطوير مناطق الأعمال الذكية ومساحات التجارب الغامرة بنشاط، مع تعزيز تحويل مراكز التسوق التقليدية إلى أماكن تجارية جديدة.

واكتسبت العديد من مراكز التسوق التقليدية الآن مظهرا جديدا، إذ أصبحت تحتضن بازارات مبهرة وحفلات موسيقية في الهواء الطلق ومعارض فنية.

هذا تصطحب سيدة لقبها فانغ، وهي إحدى سكان بكين وأم لطفلة في المرحلة الابتدائية، ابنتها إلى مركز تشانغآن للتسوق، وهو متجر متعدد الأقسام كبير يقع على بعد 3 كيلومترات من منطقة شيدان، صباح كل سبت.

أصبح الآن مركز التسوق الذي تم تحديثه حديثا بالقرب من منزل فانغ وجهة منتظمة لعائلتها في عطلات نهاية الأسبوع. وقالت فانغ إن ابنتها تحضر دروسا في الخط الصيني والتزلج على الجليد في مركز التسوق، بينما تفضل هي قضاء الوقت في استكشاف المكتبات والبازارات والمقاهي.

وفي هذا السياق، صرح شي شو فنغ، مساعد المدير العام لمركز التسوق، أنه منذ بدء مشروع التجديد في عام 2019، قدم مركز التسوق خدمات موجهة نحو التجربة، بما في ذلك برامج التعليم والصحة والبازارات ومقاهي الحيوانات الأليفة.

علاوة على ذلك، قام مركز التسوق بتوسيع نطاق خدماته في مجالات المطاعم ونمط الحياة، وسجل تدفق ما يقرب من 18 ألف زائر يوميا في عام 2024، بزيادة 70 بالمائة مقارنة بعام 2018.

ومن جانبه، يرى يي شاو هوا، باحث في الأكاديمية الوطنية للاستراتيجيات الاقتصادية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن تحول المتاجر التقليدية هو اتجاه سائد.

وأشار يي إلى أن مراكز التسوق كانت في السابق أماكن لبيع السلع، ولكنها الآن تركز أكثر على الخدمات.

واقترح وانغ نينغ، الرئيس التنفيذي لكلية إدارة الأعمال بجامعة تشنغتشو، أن تحول مراكز التسوق التقليدية يجب أن يركز على احتياجات المستهلكين، مع تنويع خيارات السلع وتحسين خدماتها.

وتلبية لرغبات المستهلكين الشباب، وخاصة "الجيل زد" والأصغر سنا، بادر بعض تجار التجزئة بإدخال الرسوم المتحركة والقصص المصورة والألعاب.

في مركز تسوق أعيد بناؤه في مدينة خفي بمقاطعة آنهوي بشرقي الصين، توجد مساحة في الطابق الأول مخصصة لمعارض الرسوم المتحركة. وتنفذ بضائع الرسوم المتحركة والقصص المصورة والألعاب مثل الشارات وحاملات المجسمات الأكريليك والبطاقات بسرعة من على الرفوف، بينما يتجول وسطها زوار يرتدون أزياء شخصيات خيالية.

وقالت ليو، وهي طالبة جامعية وعاشقة للأزياء التنكرية، إنها وجدت طريقة جديدة للاسترخاء من ضغوط الدراسة وإنها اكتسبت أصدقاء جدد لهم نفس اهتماماتها بالأزياء التنكرية.

واستطردت ليو قائلة إن الرحلة إلى مركز التسوق الآن غالبا ما تبدأ بممارسة الألعاب، قبل أن تستكشف عروض الطعام، ثم التجول في المركز طابقا تلو الآخر.

وأضافت المتسوقة الشابة إن الذهاب للتسوق اليوم يبدو وكأنه مغامرة أكثر من كونه بسبب الملل.

صور ساخنة