بكين 8 أبريل 2025 (شينخوا) قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خلال محادثة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم (الثلاثاء) إن الصين مستعدة للعمل مع الجانب الأوروبي لتعزيز التنمية السليمة والمستدامة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأضاف لي أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تشهد زخما للنمو المستقر، مشيرا إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، فيما تشهد تنمية العلاقات الثنائية فرصا مهمة.
وأوضح أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أجرى محادثة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في بداية العام الجاري، ما وضع الأساس ورسم المسار لتعميق العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال لي إن الصين والاتحاد الأوروبي شريكان تجاريان مهمان لبعضهما البعض، مضيفا أن الاقتصادين متكاملان بدرجة كبيرة ومصالحهما مترابطة بشكل وثيق.
وأعرب عن استعداد الصين للعمل مع الاتحاد الأوروبي للحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى سليمة وسلسة، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون العملي، وحل شواغل بعضهما البعض من خلال الحوار والمشاورات.
وأضاف لي أنه يتعين على الجانبين تعزيز عقد حوارات جديدة رفيعة المستوى بين الصين والاتحاد الأوروبي في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية والخضراء والرقمية في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت حديثا عن فرض تعريفات جمركية عشوائية على جميع شركائها التجاريين، بما فيهم الصين والاتحاد الأوروبي، تحت ذرائع مختلفة، واصفا هذه الخطوة بأنها حالة نموذجية للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي.
وقال إن الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الصين لا تهدف إلى حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية فحسب، وإنما تهدف أيضا إلى الدفاع عن قواعد التجارة الدولية والإنصاف والعدالة الدوليين، مشيرا إلى أن جميع البشر يعيشون في القرية العالمية نفسها ولا يمكن لأي دولة أن تزدهر في حالة من العزلة.
وأضاف أن الحمائية لن تفضي إلى شيء، وأن الانفتاح والتعاون هما السبيل الصحيح الذي يجب أن تتبعه البشرية.
وقال لي إنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما من المؤيدين بشدة للعولمة الاقتصادية وتحرير التجارة، فضلا عن كونهما من المدافعين والداعمين بشدة لمنظمة التجارة العالمية، تعزيز الاتصالات والتنسيق، وتوسيع الانفتاح المتبادل، والحماية المشتركة للتجارة والاستثمار على نحو حر ومفتوح، والحفاظ على التشغيل المستقر والسلس لسلاسل الصناعة والإمداد العالمية، من أجل ضخ المزيد من الاستقرار واليقين في الجانبين وأيضا في الاقتصاد العالمي.
وقال لي إن السياسة الكلية للصين هذا العام أخذت في الاعتبار بشكل كامل مختلف أوجه الشكوك وإن الصين لديها احتياطي كاف من أدوات السياسة للتحوط ضد التأثيرات الخارجية السلبية، مضيفا أن الصين واثقة تماما من الحفاظ على تنمية اقتصادية مستدامة وصحية.
وأضاف أن الصين ستواصل بثبات توسيع الانفتاح وتعزيز التعاون ومشاركة فرص التنمية مع دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
من جانبها، أشارت فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي يولي دائما أهمية كبيرة لعلاقاته مع الصين، وقالت إنه من الضروري للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين أن تحافظ على الاستمرارية والاستقرار في ظل الظروف الحالية.
وأضافت أن الجانب الأوروبي يتطلع إلى عقد اجتماع جديد على مستوى القادة بين الاتحاد الأوروبي والصين في وقت مناسب لمراجعة الماضي والتطلع إلى المستقبل والاحتفال بشكل مشترك بالذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وأضافت أن الجانب الأوروبي مستعد لتعزيز الحوار رفيع المستوى مع الصين في مختلف المجالات، وتعميق التعاون متبادل المنفعة في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاقتصاد الأخضر وتغير المناخ.
وأشارت إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة أثرت بشدة على التجارة الدولية، ما تسبب في تأثير كبير على أوروبا والصين والدول الضعيفة.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي والصين ملتزمان بدعم نظام تجاري متعدد الأطراف نزيه وحر، وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، وضمان التنمية السليمة والمطردة للعلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية، بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين والعالم أجمع.