بكين 10 أبريل 2025 (شينخوا) طور باحثون صينيون نظام رؤية بحرية يوفر للسفن رؤية كاملة بزاوية 360 درجة، وهو ما يحسن سلامة الملاحة بشكل كبير في الظلام والضباب والظروف الصعبة الأخرى.
ومع اعتماد التجارة العالمية بشكل كبير على النقل البحري، أدى ازدحام ممرات الشحن بشكل متزايد إلى زيادة مخاطر الاصطدام. وتوفر أنظمة الرؤية التقليدية للسفن، المجهزة بكاميرتين أو ثلاث كاميرات فقط، تغطية بزاوية 120 درجة فقط، ما يترك نقاطا عمياء خطيرة.
وفي هذا السياق، قال تساي تشنغ تاو، عميد كلية علوم وهندسة النظم الذكية في جامعة هاربين الهندسية في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين:" إن الكشف الدقيق عن العوائق والوعي الموسع بالوضع أمران حاسمان لمنع الاصطدامات".
وأضاف تساي أن الطقس غير المتوقع، مثل الضباب والعواصف، غالبا ما يجبر السفن على وقف العمليات، ما يقلل الكفاءة ويزيد التكاليف.
ويمثل النظام المبتكر حديثا الذي تم تطويره على مدار 14 عاما من البحث في الجامعة، أول حل لرؤية بانورامية عالية الدقة في جميع الأحوال الجوية في الصين للتطبيقات البحرية.
وتتميز هذه التقنية بتصميم ثنائي الوحدة مع 8 إلى 12 كاميرا لكل وحدة، ما يدمج مستشعرات الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء البعيدة لضمان أداء موثوق به عبر ظروف الرؤية المختلفة.
وأوضح تساي أن" الابتكار الأساسي للنظام هو قدرته على التوليف البانورامي في الوقت الفعلي". وتجمع المعالجة المدمجة المتقدمة بسلاسة بين البيانات الواردة من أجهزة الكاميرا المتعددة في عرض موحد بزاوية 360 درجة لكل من أنظمة الملاحة على متن السفينة ومراكز المراقبة عن بعد.
وبدوره، قال تسنغ بوه ون، عضو هيئة التدريس في الجامعة وعضو فريق المشروع، إنه على مدار ثلاث سنوات من تطبيقه، نجح النظام في التنبؤ والتحذير من العديد من الاصطدامات المحتملة للسفن الناجمة عن النقاط العمياء، وهو ما يولد فوائد اقتصادية كبيرة.
وتعمل هذه التكنولوجيا حاليا على متن سفينة الأبحاث الذكية الصينية "هايتون 1"، كما تم تطبيقها في العمليات البحرية الهامة، بما في ذلك أنظمة مساعدة زوارق القطر ومراقبة الموانئ.
بالنظر إلى المستقبل، قد تتوسع تطبيقات النظام لتشمل السفن ذاتية القيادة وشبكات المراقبة البيئية والبنية التحتية الذكية للنقل، ما سيمثل قفزة إلى الأمام لأنظمة النقل الذكية في جميع أنحاء العالم.