.بقلم: أحمد ردمان الشميري، صحفي يمني
في عالم مليء بالتحديات والمتغيرات المتسارعة، تظل العلاقة بين الصين والولايات المتحدة واحدة من أكثر القضايا حيوية وإثارة للجدل. خلال أقل من مئة عام تحولت الصين من بلد يعتمد على الزراعة إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية، وأصبحت اليوم هذه العلاقة تعكس صراع قيم اقتصادي عميق يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل التجارة العالمية والنظام الاقتصادي العالمي.
في عام 2001 انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية في حين يشهد العالم تحولًا ملحوظًا في ديناميكيات التجارة الدولية، ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا تتعزز القيمة التجارية لبكين كمحور أساسي هام للتجارة العالمية، ما يخلق توترات بين القوة الاقتصادية الصاعدة والقوة الاقتصادية الأولى، فالصين تتبنى سياسة تعكس طموحاتها في عالماً متعدد الأقطاب قائماً على الاحترام المتبادل والكسب المشترك بينما الولايات المتحدة تتبنى سياسة القطب الواحد.
في الآونة الأخيرة قامت الولايات المتحدة الامريكية باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه الصين بدءًا من الإعلان عن فرض تعريفات جمركية غير مسبوقة ومفاجئة على الواردات الصينية ، وهو ما يعتبر خطوة تصعيدية لمعركة تجارية بين القوتين ، واجهت بكين إعلان التعريفات الجمركية بدعوة إلى الحفاظ على العولمة الاقتصادية وحذرت من تأثيرها على النظام العالمي ولم تلق هذه الدعوة أي استجابة بل دخلت التعريفات الجمركية الامريكية حيز التنفيذ ، ما دفع بكين إلى فرض تعريفات جمركية "مضادة" على الواردات الامريكية لكن بوجهة نظري أن الصين فرضت التعريفات الجمركية من أجل تحقيق توازن وتسهيل الوصول إلى مفاوضات تسهم في الحفاظ على النظام التجاري العالمي وليس من أجل مكاسب اقتصادية وما يؤكد وجهة النظر هذه ما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه مع رئيس الوزراء الاسباني ببكين حين شدد على أهمية العمل معاً لحماية العولمة الاقتصادية والبيئة التجارية العالمية ، وهنا يتضح جلياً تمسك بكين بالقيم الاقتصادية والحفاظ على النظام التجاري العالمي.
وفي صعيد آخر تجلت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً توازن بين النقد والإشادة حيث وصف القيادة الصينية بالذكاء والحكمة، مشيراً أنه لا يعتبرها عدواً متغطرساً بل أن هناك إمكانية للاتفاق في المستقبل، وهي رسالة واعتراف من الرئيس ترامب رغم كل الإجراءات والتوترات الحالية إلا أنه يدرك جيداً بأن السياسة الصينية تتسم بالقيم والمبادئ وأنها هي سياسة تهتم بمصالح التجارة العالمية ككل ولا تنظر إلى مصالحها فقط.
ليبقى السؤال هل ستنتهي الحرب التجارية في المستقبل القريب ..!!
أم أننا أمام أربعة أعوام من التوترات التجارية.