الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تعليق: التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين يواصل فتح آفاق جديدة

نشرت صحيفة الشعب اليومية اليوم/14 ابريل/ مقالاً بتوقيع أوغوستو سوتو، مسؤول مشروع "الحوار مع الصين" الاسباني، بعنوان:" التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين يواصل فتح آفاق جديدة"، تناول أهم المحطات التي مرت بها العلاقات الإسبانية ـ الصينية، والتطلعات الى تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين. فيما يلي فحوى المقال: ـ

يصادف هذا العام الذكرى العشرين لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إسبانيا والصين. وقد قام رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بزيارة للصين مؤخرًا، والتي تعد الزيارة الثالثة التي يقوم بها الى الصين خلال ثلاث سنوات. وتعتقد وسائل الإعلام الإسبانية، أن إسبانيا تتطلع الى أن تدفع هذه الزيارة البلدين إلى استكشاف فرص تعاون جديدة في أطر ثنائية ومتعددة الأطراف.

وفي الوقت الحاضر، لا تعد إسبانيا نافذة مهمة لعرض إنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمي المتطورة فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تعميق التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين. وفي السنوات الأخيرة، أظهرت الشركات الصينية في معرض السيارات الدولي، وملتقى عالم الهاتف النقال اللذين أقيما في برشلونة، قوة شعار " التصنيع الذكي في الصين" للصناعة الأوروبية والجمهور. وملتقى عالم الهاتف النقال في مارس من هذا العام، فازت شركات صينية بما في ذلك تشاينا موبيل، وزيتيآي، وهواوي، وشياومي بجوائز متعددة في الدورة الثلاثين لجوائز الجوال العالمية.

يفتح "التصنيع الذكي في الصين" آفاقا جديدة للتعاون الثنائي بين إسبانيا والصين. وقعت إسبانيا والصين اتفاقيات مشاريع تعاون في مجالات الطاقة الخضراء والمركبات الكهربائية. ويتطلب تطوير هذه المشاريع الوصول إلى أحدث التقنيات الرائدة في العالم. ومع التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فتح التعاون بين إسبانيا والصين آفاقا جديدة. وقد جذبت ديبسيك (DeepSeek) انتباه المجتمع الدولي، حيث أظهرت مسارًا جديدًا للتنمية وآفاق تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كما أظهرت قدرات البحث والتطوير المستقلة للصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وتقوم وسائل الإعلام الدولية بتحليل أهمية هذا التطور التكنولوجي، على سبيل المثال، خصصت مجلة ناتشر (الطبيعة) البريطانية، مساحة كبيرة لشرح للقراء كيف سيساعد هذا الابتكار في التغلب على المزيد من الاختناقات في مجال البحث العلمي.

ومن "صنع في الصين" إلى "التصنيع الذكي في الصين"، تشعر الدول الأوروبية عمومًا بالزخم المتزايد للابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين. وأظهر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أن عدد طلبات براءات الاختراع في الصين بلغ 1.64 مليون في عام 2023، لتحتل المرتبة الأولى في العالم. وأعتقد أن الصين جيدة في صياغة الخطط المتوسطة والطويلة الأجل وتنفيذها فعليا، وتحويلها باستمرار إلى ما فيه رفاهية الشعب. وفي وقت مبكر من عام 2017، أصدر مجلس الدولة الصيني "خطة تطوير الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي"، مقترحاً أن تصبح الصين مركزاً عالمياً رئيسياً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. في الواقع، هذه النقطة الزمنية يتم تقديمها.

على مدى العقود القليلة الماضية، اكتسبت إسبانيا وأوروبا فهماً أعمق للصين، وأصبح لديهما فهم أفضل لتنمية الصين وتقدمها. وتتطلع إسبانيا حاليا إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الصين، ويأمل الاتحاد الأوروبي أيضا في تعميق علاقاته مع الصين، وتعزيز بناء عالم متعدد الأقطاب بشكل مشترك. وفي الآونة الأخيرة، قام مسؤولون أوروبيون كبار، من بينهم، وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي باولو رينجيل، ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بزيارة الصين. وإن الحفاظ على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى بين أوروبا والصين من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية.

انطلاقا من المشهد السياسي والاقتصادي العالمي، ستعمل أوروبا على إقامة علاقة تعاونية أوثق وأكثر براغماتية مع الصين في إطار استراتيجي طويل الأمد، مما سيساعد على تعزيز التقدم في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والمجتمع.

صور ساخنة