الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقابلة: السفير الصيني لدى ماليزيا: عملية بناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك تتقدم بشكل مطرد

/مصدر: شينخوا/   2025:04:15.13:57

كوالامبور 14 أبريل 2025 (شينخوا) أكد السفير الصيني لدى ماليزيا أويانغ يوي جينغ في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن عملية بناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك تتقدم بشكل مطرد.

قال أويانغ إنه بتوجيه من قادة البلدين، ستظل الصين وماليزيا جارتين وثيقتين تربطهما صداقة راسخة، وشريكتين مخلصتين في التنمية المشتركة، وصديقتين شقيقتين، وقوة دافعة للسلام، ما يبشر بمستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الثنائية.

وذكر أن العلاقات الصينية الماليزية ظلت قوية ومتينة لأكثر من نصف قرن، لافتا إلى أنه في الأيام الأولى للعلاقات الدبلوماسية، شبّه القادة الماليزيون العلاقة الثنائية بـ"الشتلة التي غُرست حديثا"، ولكنها الآن، نمت وأصبحت شجرة شامخة ذات جذور عميقة وأغصان مزدهرة. وهذا يدل على أن البلدين يتخذان معا خطوات واسعة نحو المستقبل المشترك.

وفي الوقت نفسه، سلط الضوء على التبادلات رفيعة المستوى، وذلك لكونها المحرك الرئيسي لبناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك قائم على الثقة المتبادلة العميقة، لافتا إلى أنه في 2013، دفعت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ماليزيا إلى ارتقاء العلاقات الثنائية لشراكة استراتيجية شاملة. وأشار أيضا إلى أنه في 2023، التقى الرئيس شي رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في العاصمة الصينية بكين، حيث اتفق الجانبان على بناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك، ورسم ملامح العلاقات الثنائية.

وأكد أويانغ على أن التعاون العملي هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك يتميز بمنافع متبادلة ونتائج مربحة للجانبين. تجدر الإشارة إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري لماليزيا على مدى 16 عاما متتاليا، في حين أن ماليزيا ما زالت ثاني أكبر شريك تجاري للصين وأكبر مصدر للواردات داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). ففي 2024، بلغت التجارة الثنائية مستوى قياسيا، لتصل إلى 212.04 مليار دولار أمريكي، مسجلة زيادة قدرها 11.4 بالمائة على أساس سنوي.

ولفت السفير أيضا إلى أن المنتجات الماليزية تحظى بشعبية كبيرة في الصين، ولاسيما فاكهة الدوريان الطازجة.

وفي نفس الوقت، أكد أن ماليزيا من أهم وجهات الاستثمار المباشر للصين، وذلك لتمتعها بزخم قوي في التعاون بمجال القوى الإنتاجية الحديثة عالية الجودة، مستشهدا بأمثلة كالسيارات الكهربائية الصينية التي حظيت بإقبال كبير في ماليزيا، ومراكز البيانات التي أنشأتها الشركات الصينية.

وأشار أيضا إلى المصانع المحلية التي قام مُصنعو السيارات الصينيون كـ "جيلي" و"شيري" بإنشائها في ماليزيا، عززت التكامل بين سلاسل الإنتاج والتوريد في البلدين، مضيفا أن شركات كـ "جي دي إس القابضة" ومجموعة تشيناداتا تقوم بإنشاء مراكز بيانات في ماليزيا، ما يدعم التحول الرقمي للبلاد.

وفي السياق ذاته، أكد السفير على الدور الحيوي للتبادلات الشعبية في بناء مجتمع صيني-ماليزي ذي مستقبل مشترك قائم على التفاهم المتبادل. وقال إن الروابط التاريخية تربط الشعبين، لافتا إلى أن قصص الزيارات الخمسة التي قام بها الملاح الصيني تشنغ خه إلى ملقا خلال رحلاته البحرية السبع، مشهورة بشكل كبير في ماليزيا. جدير بالذكر أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقفا معا في وجه تحديات مثل تسونامي المحيط الهندي وزلزال ونتشوان وجائحة كوفيد-19، ما رسخ صداقتهما بشكل أكبر.

وأردف أنه عقب تطبيق سياسة الإعفاء المتبادل من التأشيرات في أواخر 2023، استقبلت ماليزيا حوالي 3.8 مليون سائح صيني في 2024، حيث تجاوز عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين 500 رحلة. وأشار أيضا إلى أنه في الشهر الماضي، حقق فيلم الرسوم المتحركة الصينية "نه تشا 2" الذي عُرض لأول مرة في ماليزيا، على الفور إيرادات قياسية جديدة في شباك التذاكر للأفلام الصينية في السوق.

وقال إن الصين ودول الآسيان جيران جيدون وأخوة مقربون وشركاء موثقون لا يمكن فصلهم. ومع تولي ماليزيا الرئاسة الدورية للآسيان لعام 2025، أعرب أويانغ عن أمله في أن تعمل الآسيان، التي طالما ناصرت التعددية والسياسات المنفتحة، جنبا إلى جنب مع الصين للمضي قدما على طريق صداقة حسن الجوار والازدهار المشترك.

وأكد على دعم الصين المستمر لدور ماليزيا كرئيسة للآسيان. وأكد أيضا على التزامها ببناء مجتمع صيني-آسيوي أوثق ذي مستقبل مشترك، وبناء بشكل مشترك وطن ينعم بالسلام والأمن والازدهار والجمال والود.

وأعرب أيضا عن ثقته بأنه من خلال الجهود المشتركة، ستواصل الصين ودول الآسيان تعزيز تعاونهما الودي، ما سيسهم بشكل أكبر في بناء منطقة وعالم أكثر ازدهارا وجمالا.

صور ساخنة