الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

شي يقدم مقترحا من ثلاث نقاط بشأن بناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي عالي المستوى بين الصين وماليزيا

/مصدر: شينخوا/   2025:04:17.09:24
شي يقدم مقترحا من ثلاث نقاط بشأن بناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي عالي المستوى بين الصين وماليزيا

بوتراجايا، ماليزيا 16 أبريل 2025 (شينخوا) قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) اقتراحا من ثلاث نقاط بشأن بناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي عالي المستوى بين الصين وماليزيا.

أدلى شي بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.

أولا، حث شي البلدين على الالتزام بالاستقلال الاستراتيجي وتنفيذ التنسيق الاستراتيجي عالي المستوى.

أكد شي أن الصين وماليزيا تتمسكان بالاعتماد على الذات والقوة، وتعارضان بشدة التدخل الخارجي.

وأضاف أنه يتعين على البلدين مواصلة العمل يدا بيد لمتابعة مسارات التنمية التي تناسب ظروفهما الوطنية، والدعم الثابت لبعضهما البعض في حماية السيادة والأمن ومصالح التنمية، والحفاظ على مستقبلهما بأيديهما.

ودعا شي الجانبين إلى إقامة آلية حوار "2+2" في الدبلوماسية والدفاع الوطني لتعميق التبادلات والتعاون في الأمن الوطني والدفاع وإنفاذ القانون.

ثانيا، قال شي إنه يتعين على البلدين بناء التضافر من أجل التنمية وتقديم نموذج للتعاون التنموي عالي الجودة.

وقال شي إن الصين ملتزمة بتعزيز التحديث في جميع المجالات من خلال تنمية عالية الجودة، ما يتماشى مع إطار "اقتصاد مدني" الماليزي.

وقال شي إنه ينبغي على البلدين التعاون في تعزيز النمو في المجالات المتطورة مثل الاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الأزرق، والذكاء الاصطناعي، وفي تعزيز التنمية المتكاملة عبر سلاسل الصناعة، وسلاسل الإمداد، وسلاسل القيمة، وسلاسل البيانات، وشبكات المواهب.

وأضاف شي أنه ينبغي على الجانبين الارتقاء بمجالات التعاون التقليدية وتعزيز الاستثمار المتبادل، مضيفا أنه ينبغي بذل الجهود لتطوير النقل متعدد الوسائط عبر البحر والسكك الحديد، وتعزيز برنامج "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمان"، والارتقاء بموانئ ماليزيا الرئيسية لتصبح مراكز محورية للممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد.

ثالثا، دعا شي الجانبين إلى مواصلة تعزيز صداقتهما من جيل إلى جيل وتعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين.

قال شي إنه ينبغي على الصين وماليزيا التعاون في الحوار الحضاري الكونفوشيوسي-الإسلامي لبناء منصة مشتركة للتبادلات الثقافية على المستويين الثنائي والإقليمي.

وأضاف أنه مع اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات، يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في قطاعات السياحة والشباب والتبادلات المحلية بقوة، وتعميق التعاون في الثقافة والتعليم والرياضة والسينما والإعلام لتعزيز الروابط الشعبية ودفع الصداقة التقليدية إلى الأمام.

وأكد شي استعداد الصين لمواصلة البحوث المشتركة مع ماليزيا في مجال حماية الباندا.

وأشار إلى أن الصداقة التقليدية بين الصين وماليزيا تمتد لألف عام. وأضاف أن هذه الصداقة، التي نشأت عبر تاريخ طويل وغني، نمت من خلال التبادلات الثقافية، وتوطدت من خلال المنفعة المتبادلة، وارتقت من خلال التضامن في مواجهة التحديات.

وأضاف الرئيس الصيني أن هذه الصداقة تظهر السعي وراء القيم المشتركة، وتتميز بالتفاعلات الصادقة والأمانة والالتزام بالصواب واحترام السلام.

وأكد أن هذه الصداقة تجسد الحكمة والشجاعة للشعبين على مر التاريخ، وهي كنز مشترك للبلدين.

وقال شي إن الجانبين احتفلا العام الماضي بالذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية. وإن العلاقات الصينية -الماليزية حققت نتائج مثمرة على مدى الأعوام الـ50 الماضية.

ودعا شي الجانبين إلى مواصلة اغتنام الفرص، والبقاء في طليعة العصر، وبناء مجتمع مصير مشترك استراتيجي عالي المستوى بين الصين وماليزيا، وتحقيق المزيد من المنافع للشعبين، ومواصلة الإسهام في ازدهار المنطقة واستقرارها، خلال الأعوام الـ50 المقبلة.

وأشار إلى أن ماليزيا حددت موضوع رئاسة الآسيان لهذا العام تحت عنوان "الشمول والاستدامة"، ما يعكس فهما عميقا للوضع الراهن.

وأكد شي أن الصين تدعم ماليزيا في لعب دورها كرئيس دوري للآسيان، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع دول المنطقة لتوقيع بروتوكول تحديث منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان في وقت مبكر.

وحث شي على بذل جهود مشتركة لمقاومة فك الارتباط وقطع سلاسل الإمداد ونهج "السياج العالي حول ساحة صغيرة" وفرض التعريفات الجمركية التعسفية، وذلك من خلال الانفتاح والشمول والوحدة والتعاون.

كما دعا إلى الاستجابة لقانون الغاب، حيث يفترس القوي الضعيف، من خلال القيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول، والاستجابة لعالم يسوده عدم الاستقرار والشكوك من خلال آسيا مستقرة ومتيقنة.

ورحب أنور بحرارة بزيارة شي إلى ماليزيا. وقال إن الصين دأبت على مساعدة ماليزيا بإخلاص منذ زمن طويل، وتقاسمت معها السراء والضراء خلال الأوقات الهادئة والعصيبة، وهي صديقة موثوقة لماليزيا.

وأشار إلى أن شي قائد بارز في عالم اليوم، يقود الصين نحو تنمية شاملة، ويقود جهود الشعب الصيني للقضاء على الفقر، ويدعم الرخاء المشترك والتعلم المتبادل بين الحضارات.

وقال أنور إن الشعب الماليزي يقدر جدا الصين والرئيس شي.

وأشار إلى أن نتائج التعاون القياسية التي حققها الرئيس شي خلال هذه الزيارة لها أهمية بالغة بالنسبة لماليزيا، وأن ماليزيا ملهَمة جدا، مضيفا أن ماليزيا تلتزم تماما بسياسة صين واحدة ولا تدعم أي تحركات تهدف إلى ما يسمى "استقلال تايوان".

وقال أنور إن ماليزيا على استعداد لتعميق التواصل الاستراتيجي مع الصين وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة.

وأعرب عن استعداد ماليزيا لتوسيع نطاق التجارة الثنائية، وقال إن الشركات الصينية مرحب بها للاستثمار في ماليزيا وممارسة الأعمال التجارية، بالإضافة إلى التعاون مع الجانب الماليزي في تطوير الاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من قطاعات التكنولوجيا الناشئة، ما يعزز التنمية في البلدين.

كما أشار إلى استعداد بلاده لتعزيز التبادلات الشعبية في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة لتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين، مضيفا أن ماليزيا تتطلع كذلك إلى إجراء حوار حضاري كونفوشيوسي-إسلامي للإسهام في تقدم الحضارة الإنسانية.

كما أكد أنور استعداد ماليزيا لتعزيز التعاون مع الصين لمواجهة المخاطر والتحديات بشكل مشترك، في ظل تصاعد الأحادية.

وأشار إلى أن الآسيان لن تؤيد أي تعريفات جمركية مفروضة من جانب واحد، وستعزز التقدم الجماعي من خلال التعاون للحفاظ على النمو الاقتصادي.

وقال أنور إن الجانب الماليزي يشيد بدور الصين الإيجابي في القضايا الدولية والإقليمية.

وأضاف أن ماليزيا، بصفتها رئيس الآسيان ومنسق علاقات الحوار بين الآسيان والصين، ستعمل على تعزيز التعاون بين الآسيان والصين، وتدعيم السلام والاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي.

وعقب المحادثات، شهد زعيما البلدين تبادل أكثر من 30 وثيقة للتعاون الثنائي، شملت التعاون في المبادرات العالمية الرئيسية الثلاث، والحوار الحضاري الكونفوشيوسي-الإسلامي، والاقتصاد الرقمي، وتجارة الخدمات، وتحديث برنامج "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمان"، والمختبرات المشتركة، والذكاء الاصطناعي، والسكك الحديد، والملكية الفكرية، وتصدير المنتجات الزراعية إلى الصين، والإعفاء المتبادل من التأشيرات، وحماية الباندا، من بين مجالات أخرى.

وفي المساء، أقام أنور مأدبة ترحيب للرئيس شي.

صور ساخنة