القاهرة 17 أبريل 2025 (شينخوا) ناقش أكثر من 100 خبير وباحث ودبلوماسي من الصين ودول أفريقية، الحضارات الصينية والأفريقية القديمة ودورها في بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد، ومواجهة التحديات العالمية المعاصرة.
ونظم معهد الصين-أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وجامعة قناة السويس المصرية بمحافظة الإسماعيلية، شمال شرق مصر، أمس (الأربعاء)، المؤتمر الرابع للحوار بين الحضارتين الصينية والأفريقية، بمشاركة أكثر من 100 مشارك.
وتضمن المؤتمر ثلاثة منتديات فرعية تناولت مواضيع التعلم المتبادل لتجربة الحوكمة في الحضارات الصينية والأفريقية القديمة، والحوكمة الحضرية والريفية في عملية التحديث والتعاون الأثري، وحماية الآثار الثقافية.
وقال غاو شيانغ رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، في الجلسة الافتتاحية، إن هذا المؤتمر الذي يعقد بعنوان "القيمة الحديثة للحكمة الكلاسيكية - رؤى وتأملات من الحضارات الصينية والأفريقية القديمة حول التحديات العالمية المعاصرة"، لا يُمثل فقط ممارسةً مهمةً لتنفيذ نتائج قمة بكين 2024 لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) فحسب، بل هو أيضًا اطار قيم لتعميق مبادرة الحضارة العالمية بتوجيهٍ من فكر شي جين بينغ الثقافي، ومساهمةً فكريةً في بناء مجتمع صيني - أفريقي أوثق متعدد الجوانب بمصير مشترك في العصر الجديد.
وأضاف غاو أن الصين وأفريقيا لم تصبحا نموذجًا للتعاون بين بلدان الجنوب وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية فقط، بل أكدتا للعالم أيضًا أن الدول النامية قادرةٌ تمامًا على بناء شكل جديد من الحضارة الإنسانية بشكل مستقل، والشروع في مسار التحديث المختلف عن النموذج الغربي.
وطرح رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية، ثلاثة مقترحات لتعميق التبادل الحضاري بين الصين وأفريقيا، تشمل تتبع جذور الحضارة لإلهام الحوكمة الحديثة بالحكمة الكلاسيكية، وتوظيف قوة الابتكار لتعزيز التنمية من خلال الحوار بين الحضارات، وتحمل مسؤولية العصر لإعادة صياغة سردية الحضارات بجهود مشتركة من الصين وأفريقيا.
من جانبه، قال السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ، إن هذا المؤتمر يلتزم باستجابة مشتركة للتحديات العالمية الراهنة من خلال التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات الصينية والأفريقية القديمة، مما يُظهر مرة أخرى الدرجة العالية من التآزر بين قيم الحضارتين الصينية والأفريقية، وعزم الصين وأفريقيا ومسؤوليتهما في تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية.
وأضاف لياو أنه في المرحلة الجديدة من البناء المشترك لمجتمع صيني أفريقي متعدد الأحوال بمصير مشترك في العصر الجديد، فإن الصين مستعدة لمواصلة العمل مع الدول الأفريقية لتعزيز الشعور بمجتمع ذي مصير مشترك، وتعميق التعلم المتبادل بين حضاراتنا، والاستجابة المشتركة للتحديات الإقليمية، والعمل معًا لحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وذلك لتحقيق المزيد من اليقين من أجل السلام والاستقرار والتنمية في الصين وأفريقيا والعالم.
بدوره، قال السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ في عام 2023 أضافت أبعادًا ثقافية وإنسانية للتعاون الصيني الأفريقي وعززت الثقة المتبادلة والتعاون بشكل أعمق بين الجانبين.
وأضاف سعد أنه من خلال منصات مثل مؤتمر الحوار بين الحضارات الصينية والأفريقية، عزز الجانبان الروابط الثقافية والاجتماعية وعززا إقامة شراكة طويلة الأمد قائمة على المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل.
في غضون ذلك، أكد سعد زغلول نائب رئيس جامعة قناة السويس أن انعقاد هذا المؤتمر في مصر يؤكد مكانة مصر الإقليمية والدولية كجسر حيوي بين الشرق والغرب، ودورها المتميز في تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب المختلفة.
وقال زغلول إن جامعة قناة السويس ومعهد كونفوشيوس التابع لها، كنموذج عملي، قد بنتا منصة لتنمية المواهب والتبادل الثقافي بين الصين ومصر من خلال آليات مثل التبادل الأكاديمي والتدريب المهني ومنتديات التوظيف في الشركات، مضيفًا أنهم ارتبطوا أيضًا بمعاهد كونفوشيوس الأخرى في إفريقيا لتبادل الخبرات، وكسر حواجز التعاون، والترويج المشترك لبناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.