الجزائر 17 أبريل 2025 (شينخوا) سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم (الخميس) رسالة خطية إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأكد أهمية التشاور والتعاون المشترك بين الجزائر ومصر لصون الأمن القومي العربي في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه العالم العربي.
وقال عبد العاطي، في تصريحات أدلى بها بمقر الرئاسة الجزائرية عقب المباحثات التي أجراها مع الرئيس تبون، إنه سلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى الرئيس الجزائري من دون أن يكشف عن مضمونها,
وأعرب عن الاعتزاز والتقدير لزيارة الرئيس تبون إلى مصر في أكتوبر الماضي والمباحثات المهمة التي أجراها مع السيسي، والتي أكدت على الطابع الأخوي والمتميز للعلاقات المصرية الجزائرية والروابط التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد عبد العاطي أهمية التشاور والتعاون المشترك بين الجزائر ومصر حول القضايا العربية والإقليمية باعتبار أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ وبما يقتضي التظافر والتضامن العربي من أجل صونه وحمايته خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه العالم العربي.
كما شدد على ضرورة تعزيز مفهوم الدولة الوطنية في العالم العربي وتعزيز المؤسسات الوطنية لتلبية طموحات الشعوب العربية وتفعيل آليات العمل العربي والافريقي المشترك.
وأشار الوزير المصري إلى وجود توافق في الرؤى بين البلدين بشأن المزيد من بذل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة "أخذا بعين الاعتبار المتغيرات والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية والشرق أوسطية والقارة الافريقية بل والعالم بأسره".
وقال إن الجانبين أكدا على الارادة المشتركة والقوية لمزيد من دفع وتطوير العلاقات الجزائرية المصرية إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاستثمارية أو التجارية.
وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس الجزائري أيضا الترتيبات الراهنة للاستحقاقات الثنائية التي ستشهدها الفترة القادمة لتطوير علاقات التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة، والشراكات التنموية الرائدة بين البلدين.
ولفت إلى التحضيرات الجارية لعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، والتي من المزمع أن تستضيفها القاهرة خلال العام الجاري "بما يسهم في مزيد من تعزيز وتعظيم وتعميق علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين".
وبشأن تطورات الوضع في فلسطين، قال عبد العاطي إنه أحاط الرئيس تبون بكل الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قطر والتعاون مع الولايات المتحدة من أجل "وقف الحرب العدوانية والحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة".
وأكد على "العمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والعمل على العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي وبما يؤدي إلى تحصين أرواح ودماء الشعب الفلسطيني".
كما تطرق مع الرئيس الجزائري إلى الجهود العربية "الهادفة إلى التصدي لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وثمن عبد العاطي الموقف الجزائري المبدئي تجاه الأشقاء في فلسطين وتعزيز صموده على الأراضي الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء ومواجهة ومجابهة مخططات التهجير.
كما جرى بحث الخطة العربية الاسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة وتحقيق التعافي المبكر فور التوصل إلى اتفاق "وقف العداون" على قطاع غزة خاصة وأن هذ الخطة قد اعتمدتها القمة العربية بالقاهرة في 4 مارس واعتمدتها منظمة التعاون الاسلامي في جدة في 7 مارس الماضي.
وأشار الوزير المصري إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر القاهرة الدولي لاعادة الاعمار في غزة ووضع الخطة العربية والاسلامية موضع التنفيذ "خاصة وأنها اصبحت تحظى بدعم دولي واقليمي وبما يساعد الشعب الفلسطيني على التشبث بأرضه".
وأعرب عبد العاطي عن تقدير مصر الكامل للرئيس تبون والجزائر على الدور "المهم للغاية" الذي تطلع به الجزائر لدعم القضايا العربية والحقوق العربية بما في ذلك الحقوق الفلسطينية خاصة من خلال عضوية الجزائر الحالية في مجلس الأمن الدولي ودفاعها المستمر عن المصالحة العربية.
وأكد على استعداد مصر الكامل لتعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتسخير كل جهود الشركات المصرية للمساهمة في عملية التنمية والتحديث التي يقودها الرئيس تبون في ولايته الرئاسية الثانية.