21 ابريل 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ احتضنت العاصمة الصينية بكين يوم 19 ابريل الجاري، أول نصف ماراثون للروبوتات البشرية في العالم، والذي لقي جماهرية كبيرة بين مستخدمي الانترنت، وهتف البعض: الروبوت البشري رائع للغاية! وقال البعض الآخر: إن الروبوت البشري يتعثر ويسقط، وبالحاجة الى تبديل البطاريات من وقت لآخر، هذه ليست تقنية عالية! إذن، ماذا ينبغي أن نرى من هذا الحدث؟
تتميز هذه المسابقة بركضة الروبوتات والعدائين البشر جنبًا إلى جنب لمسافة 21.0975 كيلومترًا، وتسلق التلال، وعبور المسارات، والانعطاف 14 مرة على طول الطريق. وعندما تركض الروبوتات البشرية على المضمار، فإنها لم تعد مجرد آلات باردة، بل يتم حقنها بنظرات المتفرجين المتلهفة، والصيحات الصادقة، والتطلعات لتطور العلم والتكنولوجيا.
فاز الروبوت "تيانغونغ ألترا" بسباق نصف الماراثون لمدة ساعتين و40 دقيقة و42 ثانية، متجاوزا الروبوتات الـ20 الاخرى. لكن، هل تعلم؟ يستغرق الأمر ساعتين فقط حتى يتمكن أفضل عدائي الماراثون البشريين من إكمال ماراثون كامل بطول 42 كيلومترًا. ويبدو أن المواجهة بين الإنسان والآلة لها فائز واضح، لكنها في الواقع تحتوي على دلالة عميقة حول تطور الحياة ومستقبل التكنولوجيا.
إن صورة الروبوت وهو يتعثر عبر المسار بأكمله لها قيمة أكبر من النتيجة. وبدلاً من السرعة، يركز المهندسون على تنسيق المفاصل لدى الروبوت، وحساسية المستشعر، ونظام إدارة الطاقة. كما أن الطفل يسقط دائمًا عندما يتعلم المشي، وإن نصف الماراثون هذا يشكل خطوة حاسمة للروبوت للانتقال من "الحركة الميكانيكية" إلى "البقاء على قيد الحياة مثل الإنسان".
إذن ما هي الفائدة من تشغيل الروبوتات؟ تخيل مثل هذا المشهد: في المصنع، تحمل الروبوتات أشياء ثقيلة بلا كلل على مدار 24 ساعة في اليوم. وفي منطقة الكوارث، يقومون بجولة عبر الأنقاض لتنفيذ عمليات الإنقاذ الدقيقة. وحتى في المنزل، يمكن للروبوتات البشرية مرافقة كبار السن في المشي ومساعدة الأمهات في رعاية أطفالهن.
يتمثل جوهر هذه المنافسة في قدرة الذراع الروبوتية بتعلم إيقاع تأرجح الذراع قدرة الخوارزمية بفهم التغييرات في التضاريس ــــ وستتحول هذه الاختراقات التكنولوجية في نهاية المطاف إلى إنتاجية حقيقية.
إن القدرة على الركض التي طورها البشر على مدى ملايين السنين يتم إعادة تحليلها من خلال التكنولوجيا. وعندما تتعلم الروبوتات "التحرك مثل البشر"، فهذا لا يعني أنها ستتفوق علينا في السباق، بل ستتولى تلك الوظائف الرتيبة والخطيرة وعالية الكثافة بطريقة أقرب إلى البشر.
وربما في يوم من الأيام، سوف نكون ممتنين لهذا "السباق بين الإنسان والآلة" الذي يبدو مرتبكا بعض الشيء، فهو أوضح لنا برؤية أن التكنولوجيا لا تهدف إلى استبدال البشر، بل هي امتداد آخر للقدرات البشرية.
من الصعب للغاية على الروبوتات محاكاة شكل الإنسان وحركة المشي، ويتطلب الجري تقنية حركة روبوتية أعلى. لقد أتاحت لنا هذه المسابقة رؤية صعود العلوم والتكنولوجيا الصينية، وتقدم الابتكار الصيني، وتماسك القوة الصينية! وإن الماراثون هو اختبار للروبوتات، ولكن في نهاية المطاف فهو اختبار للذكاء البشري.
يبلغ طول المسار 21.0975 كيلومترًا، وهو بمثابة "أرض اختبار حقيقية"، مما يجبر الشركات على الخروج من بيئة المختبر واستكشاف حدود التكنولوجيا في ظروف الطرق المعقدة. ويعد الماراثون خطوة صغيرة بالنسبة للبشر أن يخطوا على مسار السباق، لكن بالنسبة للروبوتات الشبيهة بالبشر فإنها قفزة عملاقة للتكنولوجيا والصناعة.
أثناء المنافسة، سقط الروبوت على الأرض، ثم نهض واستمر في المنافسة! بعض الروبوتات تراجعت، لكنها اصرت على عبور خط النهاية! التكنولوجيا + الرياضة، قد يكون الطريق طويلاً، لكننا سنصل إلى وجهتنا إذا واصلنا المشي! هذا هو دلالة هذا الماراثون.