21 ابريل 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ من الشقلبات والركض السريع، إلى العمل في المصانع ومساعدة البشر على تسلق الجبال، باتت العروض المذهلة التي تقدّمها روبوتات الذكاء المتجسد محطّ أنظار العالم خلال السنوات الأخيرة. وإلى غاية نهاية عام 2024، وصل عدد الشركات المتخصصة في هذا المجال بمدينة شنتشن إلى 210 شركات. كما أطلقت المدينة مؤخرا خطة طموحة لدفع هذه الصناعة الواعدة.
يد آلية تتعامل مع الفراولة برقة فائقة
في مشهد يبدو أقرب إلى الخيال العلمي، مدّ روبوت ذراعه ليلتقط حبة فراولة بحذر ونعومة شديدين دون أن يسحقها أو يلحق بها ضررا. وقد التقط هذا المشهد في مختبر شركة "باسيني برسبشن بشنتشن المحدودة". وقال شو جينتشنغ، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، "في السابق، كانت الروبوتات قادرة على الرؤية والسمع، لكنها لم تستطع الشعور أو التحكم في القوة عبر اللمس. وفي المستقبل، سنجعل الروبوتات قادرة على التمييز بين ملمس الزجاج وملمس القطن، تماما كالإنسان."
تم تزويد هذه اليد الآلية بأكثر من ألف جهاز استشعار حسّي عالي الدقة، مما يسمح لها بالتعرف على معلومات متعددة مثل الضغط والانزلاق والملمس عبر 15 بُعدا مختلفا عند ملامستها للأجسام. وبفضل ما تملكه شنتشن من نظام صناعي متكامل لتوريد قطع الروبوتات — من المستشعرات إلى الأذرع الذكية —تضاعف حجم إنتاج هذه الروبوتات في عام 2024، واتجهت عملية الإنتاج بشكل أساسي إلى تطبيقات الأتمتة والروبوتات المتجسدة.
روبوت ذكي يطوي الملابس
"دماغ ذكي" يطوي الملابس بدقة متناهية
يعتبر طيّ الملابس مهمة أصعب من رفع الأوزان الثقيلة بالنسبة للروبوت؟ والسبب يكمن في أن الأقمشة الطرية تتغير أشكالها بشكل غير متوقع، مما يزيد من تعقيد عملية التحكم. لكن شركة "إكس سكوير لتكنولوجيا الروبوتات بشنتشن المحدودة"، تمكنت من تطوير نموذج عام ضخم للذكاء المتجسد لتزويد الروبوت بما يشبه "الدماغ الذكي"، وهو ما مكّنه من طي الملابس بدقة مذهلة.
"الروبوتات التقليدية لا تستطيع سوى تنفيذ حركات مبرمجة مسبقًا، لكنها عاجزة أمام المهام المعقدة"، يقول وانغ تشيان المدير التنفيذي للشركة، ويضيف "أما روبوتاتنا، فبفضل النموذج المتجسد، أصبحت قادرة على الإدراك والحكم واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام الحساسة بشكل مستقل. ونطمح في المستقبل أن تتعلم الروبوتات من المرة الأولى، بل وتفهم التعليمات الشفهية مباشرة وتنفذها دون تدخل بشري".
كلب روبوتي يجري دورية تفتيش
كلاب روبوتية تقوم بالدوريات وتتعلم التضاريس تلقائيا
في تمام الساعة الواحدة صباحًا، نهض كلب روبوتي ذو أربعة أرجل من غرفة الأمن في مجمّع سكني بمنطقة باوان في شنتشن، وانطلق في إجراء دوريات روتينية. ورغم أن التضاريس غير مستوية، فقد استطاع الروبوت السير بثبات، وتجاوز أحواض الزهور، وصعود السلالم، والقيام بتفقد دقيق للنقاط العمياء في المجمّع، بما في ذلك المناطق التي يصعب على المركبات دخولها.
قال يانغ يانغ، نائب المدير العام لـ"شركة ديشنغ لإدارة الممتلكات بشنتشن المحدودة" أن استخدام الكلب الآلي قد قلّص من وقت الدوريات الليلية بأربع ساعات. مضيفا بأن قدرات الكلاب الآلية على تسلق المباني تساعد في مراقبة الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها عادة.
وقال تساو وييجينغ، مؤسس شركة "هووقو للإلكترونيات الذكية بشنتشن"، الطرف المصنّع للكلاب الروبوتية، إن الكلاب الروبوتية لا تحتاج إلى مسح التضاريس مسبقًا، بل تستطيع أن تتكيف تلقائيًا مع البيئة والمحافظة على توزانها وسط التضاريس المعقدة.