بقلم: رجب دوان
السليمانية، العراق 20 إبريل 2025 (شينخوا) ملأ حفيف الأداء الإيقاعي لمراوح الحرير الصينية الأجواء مع صعود طلاب جامعة صلاح الدين العراقية على المسرح، مع حركات رشيقة للمؤدين وألحان صينية تقليدية تعزف كموسيقى خلفية، أحيا الشباب العراقيون فنا صينيا قديما يعود أصله على بُعد آلاف الكيلومترات بعيدا، هنا في السليمانية، بإقليم كردستان شمالي العراق.
كانت هذه الرقصة النابضة جزءا من فعالية يوم اللغة الصينية التي جرت اليوم (الأحد) في جامعة السليمانية، حيث حضر نحو 400 ضيف من الحكومة والأوساط الأكاديمية والجمهور، مما أظهر الحماس المتزايد لتعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية في العراق.
استمتع الجمهور بسلسلة من العروض الثقافية الصينية التي شملت إلقاء قصائد وأداء أغنية صينية شهيرة وتجربة المكياج لأوبرا بكين، كما جذب مقطع فيديو قصير حول تطور الحروف الصينية اهتمام الحضور، وألهب عرض فنون القتال الصينية (كونغ فو) القاعة بالتصفيق الحار.
وقال تسو ده مين، قنصل من القنصلية العامة الصينية في أربيل: "اللغة الصينية واحدة من أكثر اللغات توارثا، هي أكثر أناقة من الناحية الهيكلية اللغوية، وأكثر توفرا من الناحية الأيديولوجية اللغوية، إنها كنز ثقافي تقدمه الصين للبشرية".
وفي كلمته، أشار تسو إلى تعمق التعاون بين الصين والعراق في إطار مبادرة الحزام والطريق، مؤكدا تزايد الاهتمام المحلي بتعلم اللغة الصينية.
في قلب هذا الزخم تقع جامعة صلاح الدين في العراق، والتي أصبحت أول جامعة عراقية تقدم برنامجاً أكاديمياً في اللغة الصينية في عام 2019.
وقال سامان حسين عمر، عميد كلية اللغات في جامعة صلاح الدين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قسم اللغة الصينية يضم حالياً 85 طالباً، من بينهم خمسة طلاب يدرسون في الصين الأن ضمن برنامج تبادل لمدة ستة أشهر.
وأشار العميد إلى أن "حمى اللغة الصينية أصبحت توجهاً عالمياً مع استمرار نمو دور الصين في الشؤون العالمية، ويرى الطلاب أن اللغة الصينية بوابة لفرص أوسع".
وقالت لانا برداوود، طالبة في السنة الثانية لقسم اللغة الصينية بجامعة صلاح الدين، باللغة الصينية: "أنا أحب اللغة الصينية، والثقافة الصينية، والطعام الصيني. أحب كل شيء عن الصين".
في العام الماضي، شاركت لانا في برنامج تبادل لمدة شهر في شانغهاي، وتابعت قولها: "أريد أن أصبح معلمة لغة صينية بعد التخرج، حلمي هو بناء جسور تبادل وتفاهم بين العراق والصين في المستقبل"، وكانت عيناها تتلألآن بالعزيمة.
ولا يقتصر "حمى تعلم الصينية" على طلاب قسم اللغة الصينية، هيرو، خريجة قسم الأدب الإنجليزي من جامعة السليمانية، تدرس اللغة الصينية بشكل ذاتي منذ العام والنصف، وقد اجتازت اختبار الكفاءة على المستوى الثاني للغة الصينية (HSK) .
وقالت هيرو: "دراسة اللغة الصينية بشكل ذاتي ليست سهلة، بينما أعمل في نفس الوقت لإعالة نفسي، لكنني مصممة على الاستمرار، لأنها تفتح ذهني وتمنحني آفاقا جديدة للمستقبل".
وقد زارت هيرو عدة مدن صينية، مثل بكين وشانغهاي، لكن مدينتها المفضلة هي هانغتشو في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، قائلة "إن مدينة هانغتشو تُعرف بـ "'الجنة على الأرض، وقد وقعت في حبها"، مضيفة أن "هوت بوت"هو طعامها الصيني المفضل.
ومن جانبها، قالت قوه يان هونغ، معلمة اللغة الصينية في جامعة صلاح الدين، إن رؤية طلابها ينمون حباً وشغفاً باللغة الصينية أمر يبعث في نفسها الرضا العميق.
وأضافت: "نشهد المزيد والمزيد من الشباب العراقيين يختارون اللغة الصينية كتخصص دراسي، مع ازدهار حمى اللغة الصينية المستمر، لقد أصبح تعلم اللغة الصينية حلما بالنسبة لكثير من الشباب العراقيين.