الحسناوات في الدعاية للقبول الجامعي، إبتكار أم ردائة؟

صور "إلهة جامعة الشعب الصينية" تكسب إقبالا شديدا على الانترنت

مع إعلان سقف مجموع النقاط للإتحاق بالجامعات، بدأ التنافس بين الجامعات على قبول الطلبة في الصين. وإلى جانب سعي فريق القبول الجامعي إلى اجتذاب الطلبة المتميزين، شهدنا هذا العام بعض "الطرق الغريبة في القبول الجامعي" لدى بعض الجامعات الصينية لفتت إنتباه مستخدمي الإنترنت. حيث قامت جامعة الشعب الصيني يوم 23 يونيو الجاري بنشر صورة فردية لخريجة جامعية جميلة على صفحتها الرئيسية، أثارت إهتماما قويا على الإنترنت. وشهد موقع جامعة الشعب إكتظاظا كبيرا ، ما أدى إلى تعطله عدة ساعات في ليل اليوم التالية.

لاحقا أثار ما أسماه مستخدمو الإنترنت خطة " إستخدام الحسناوات في الدعاية للقبول الجامعي " نقاشا ساخنا على الإنترنت، حيث رأى بعض المستخدمين أن هذا النوع من إعلانات القبول قد عوض صور المناظر الطبيعية والأساتذة المشهورين، ما يعد إختراقا جريئا. في المقابل إعتبر جزء آخر من المستخدمين أن إستخدام "الحسناوات" للدعاية للقبول الجامعي قد دخل حدود الردائة والإغراء الجنسي، ولا تتطابق مع البيئة الحازمة والمحافظة التي تميز الحرم الجامعي.

وفي هذا السياق، يرى كاتب هذا المقال أن إستعمال صور الحسناوات في إعلانات القبول الجامعي تعكس التنافس المحتدم بين الجامعات على قبول الطلبة المتميزين، وهذا يعد ظاهرة عادية، لذلك فإن من العادي أن يتم تنويع وسائل وأنماط وقنوات التنافس لتكون أكثر مرونة وتنوعا. في الماضية كانت الدعاية الجامعية تركز أساسا على المناظر الطبيعية للجامعة والأساتذة القياديين، وقد أصبح هذا النمط الدعائي قديما وتقليديا، ولم يعد يناسب الخصائص النفسية للشباب ومزاجهم الجمالي. والآن يعد إستعمال صور الفتيات الحسناوات والشبان الوسيمين إختراقا وإبتكارا في مجال الدعاية الجامعية.

من جهة أخرى، تقوم مختلف الجامعات الكبرى خلال مواسم القبول الجامعي بإبتعاث فريق مكلف بالقبول الجامعي إلى مختلف مناطق الصين للدعاية إلى الجامعة، لكن هذا النوع من الدعاية يعد من جهة عالي التكلفة ومن جهة ثانية نتائجه ليست مضمونة. أما إستعمال صور الحسناوات والوسيمين فيجتذب الممتحنين، ويعطيهم معرفة بالجامعة التي يود الإلتحاق بها، وفي ذات الوقت في صالح أعمال القبول الجامعي التي تقوم بها الجامعة، وفي صالح رفع كفاءة أعمال القبول الجامعي.

ورغم أن بعض مستخدمي الإنترنت ينتقدون الجامعات ذات الصلة بإستعمال "الإغراء الجنسي"، لكن في حقيقة الأمر ليس هناك من يقرر الإلتحاق بجامعة ما بمجر رؤيته لصورة حسناء جميلة، فالأكيد أنهم سيفكرون في إمكانيات الأساتذة، وبيئة التدريس والتخصصات وغيرها من العوامل. أما الدول الحقيقي لصور الحسناوات والوسيمين، فيكمن في جذب إهتمام الممتحنين إلى الجامعات المعنية، والتعرف على مختلف أوضاع الجامعة، وهذا يساعدهم على الإختيار. ومن هنا يمكن القول أن صور الحسناوات والوسيمين لاتساعد الجامعات فحسب، بل كذلك تقدم خدمة للممتحنين.

كما أن النوع من الدعاية يدل على أن الجامعة تتمتع بأكثر مبادرة، أكثر مرونة، أكثر حكمة وأكثر فاعلية أثناء مرحلة القبول الجامعي، وهذا شيء يستحق التأكيد. وطبعا يعد قبول أكبر عدد من الطلبة المتتميزين خطوة أولى على درب النجاح بالنسبة للجامعات، والأهم من ذلك هو توفير بيئة التعليم والنمو المناسبة للطالب، لإعداد الكفاءات ومساعدتهم على إنهاء دراستهم الجامعية في أفضل الظروف، ويصبحوا كفاءات نافعة للدولة والمجتمع، ومواطنين ذوي مستويات علمية وأخلاقية عالية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/