مقالة: أسواق الشرق الأوسط تفتح افاقا جديدة للتجارة الخارجية الصينية

بقلم داليا يانغ يوان يوان

قوانغتشو أول مايو 2013/ تلقت شركة جيه شينغ المحدودة للصناعات الحرفية من مقاطعة شاندونغ شرقي الصين طلبا كبيرا من قبل عميل سعودي خلال المرحلة الثانية للدورة الـ113 لمعرض كانتون(المعرض الصيني للواردات والصادرات السلعية) ويعد أكبر معرض لإجراء صفقات الاستيراد والتصدير في الصين.

وقال وى رونغ, أحد المسؤولين بالشرك, إن طلبات دول الشرق الأوسط مثل السعودية وتركيا كافية لتحقيق الشركة أهدافها من المبيعات لنصف سنة .

ويعتبر معرض كانتون المنعقد في مدينة قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين بارومترا ومحددا لاتجاه التجارة الخارجية الصينية. وقد شهدت هذه الدورة ارتفاعا في عدد التجار المشاركين من منطقة الشرق الأوسط وزيادة رغباتهم في الشراء. حيث ذكرت الكثير من المؤسسات المشاركة إن الأسواق الناشئة, ومن ضمنها أسواق الشرق الأوسط, تجلب قوة دافعة تساعد على زيادة ثقة المؤسسات في التجارة الخارجية وتشكيل نقطة نمو جديدة للتجارة الخارجية.

ويمكن مشاهدة التجار من الشرق الأوسط في مختلف أجنحة المعرض . وخاصة في منطقة عرض المنتجات الحرفية والبساتين, حيث تظهر القوة الشرائية الكبيرة للتجار القادمين من مصر والإمارات وغيرها من دول الشرق الأوسط .

وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن المعرض أن عدد التجار المشاركين في هذه الدورة من دول الشرق الأوسط مثل مصر والإمارات وتركيا ازداد بشكل كبير عن الدورة السابقة, مثلا، بلغ عدد التجار المشاركين من مصر وحدها 2589 شخصا حتى يوم 24 ابريل, اليوم الثاني للمرحلة الثانية للدورة الجارية, بزيادة 35 بالمائة عن الفترة المماثلة من الدورة السابقة.

وقال تشو وي في، مسؤول قسم المبيعات لمجموعة تشنغ ته المحدودة في مقاطعة تشجيانغ، إن حصة البيع للمجموعة في أسواق الشرق الأوسط ازدادت في السنوات الأخيرة , مشيرا إلى أن هذه الأسواق أصبحت أسواقا ناشئة تهتم بها المجموعة ، في الوقت الذي تحافظ فيه المجموعة على اهتمامها بالأسواق التقليدية وهى الأسواق الأمريكية والأوروبية.

وذكر تشو إن أسواق الشرق الأوسط تتمتع بقدرة شرائية كبيرة, حيث حصدت المجموعة أرباحا طائلة في أسواق الشرق الأوسط وخاصة في أسواق دول الخليج.

ومثل مجموعة تشنغ ته, حولت الكثير من المؤسسات اهتماماتها إلى أسواق الشرق الأوسط الناهضة في الوقت الذي تحافظ على أدائها في الأسواق الأمريكية والأوروبية المستقرة.

وقال وو مينغ هونغ، مدير قسم المبيعات لشركة مجموعة أوبين للمنتجات المنزلية في قوانغدونغ، إن الشركة دخلت أسواق الشرق الأوسط في عام 2010 تقريبا وفي خلال ثلاث سنوات ارتفع نصيب الأسواق الناشئة ومنها أسواق الشرق الأوسط إلى خمس إجمالي مبيعات الشركة.

وبذكر العبارة الأكثر شهرة "صنع في الصين", قال أحمد وهو تاجر كويتي إن المنتجات الصينية في الأسواق العربية دائما ما صاحبتها سمعة من قبل بأنها منتجات منخفضة الأسعار ومنخفضة الجودة أيضا, بيد أن جودة المنتجات الالكترونية والملابس وغيرها من المنتجات صينية الصنع تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الأخيرة, حتى أن بعض المنتجات الصينية تستطيع منافسة المنتجات اليابانية والكورية الجنوبية الراقية.

وقال صابر , وهو تاجر من الإمارات يشارك في المعرض للمرة الخامسة , إن المنتجات صينية الصنع تقدم اختيارات متنوعة للأسواق ,تماشيا مع التحول من تفوقها في الأسعار فقط إلى الارتقاء بالجودة مع الحفاظ على مستوى الأسعار المنخفض نسبيا.

وأضاف أن بعض المؤسسات في دبي حولت اهتمامها إلى السوق التركي في ظل ارتفاع سعر صرف اليوان الصيني ولكنها رجعت إلى سوق الصين لاحقا ،حيث أن المنتجات صينية الصنع لديها سمعة جيدة بسبب وفرتها.

وبدورها, قالت هند, وهى تاجرة مصرية تعمل في تجارة الهدايا, إن المستهلكين المصريين يهتمون بالإبداع في المنتجات , وان معرض كانتون يجمع بين التصميم الرائد والتنوع الشامل للمنتجات في الصين.

ولكن من جهة أخرى, أشارت بعض المؤسسات المشاركة إلى أنها لم تضع إستراتيجية لفتح أسواق لها في الشرق الأوسط إذ أن هذه الأسواق لم تستول على حصة كبيرة من مبيعات المؤسسات، رغم أنها تتمتع بطاقة كامنة كبيرة.

يذكر أن الصين مصدرا رئيسيا لمعظم الدول العربية لاستيراد المنتجات , في حين أصبحت الدول العربية سابع أكبر شريك تجارى للصين, حيث تجاوزت قيمة التجارة الثنائية بين الجانبين 200 مليار دولار أمريكي في عام 2012.

/مصدر: شينخوا/