" صنع في الصين" تتسلق سلسلة القيمة العالمية

عادة ما يركد التصنيع في أوائل الربيع ، لكن يستمر العمل في ورش عمل شركة هواقونغ للتكنولوجيا لتلبية عقد كبير لأحدث ليزر تنتجه الشركة.

وفازت الشركة صاحبة التقنيات العالية بوسط الصين ولديها ليزر لحام السيارات الرخيص والفعال على منافسين أجانب لتزويد مشروع مشترك بين فورد والعلامة التجارية المنزلية جي إم سي.

"عندما تأسست شركة هواقونغ للتكنولوجيا في عام 1999، اضطررنا لاستيراد المكونات الأساسية من الدول الغربية", قال ما شين تشيانغ، رئيس الشركة لشينخوا على هامش الدورة المختتمة للتو للهيئة التشريعية الوطنية .

وأضاف ما "بعد أن عززنا الاستثمار في الابتكار والموهبة ، كسرت أشعة الليزر التي نصنعها هيمنة الشركات الأجنبية . ونتباهى الآن بسمعة عالمية ".

وقد وقع الاختيار على الليزر فوق البنفسجي لشركة هواقونغ للتكنولوجيا من قبل أسماء عالمية مثل سامسونغ ومايكروسوفت. وتمارس الشركة الآن الأعمال التجارية في أكثر من 40 دولة ومنطقة .

وقال ليو تشى بياو ، رئيس أكاديمية جيانغسو للعلوم الاجتماعية في هذا الصدد أن "الشركات الصينية تنخرط في المزيد من الأعمال التجارية ذات القيمة المضافة، متحولة من بيع السلع الرخيصة إلى وضع مفاهيم وتقديم المنتجات الراقية "

وحققت الصين خطوات غير مسبوقة في مجال التنمية ، لكن الحكاية الأكثر إثارة للدهشة هي ما يسمى بـ " مصنع العالم. "

كانت الشركات الصينية ، وخاصة في قطاع الصناعات التحويلية تعيش بهوامش ضئيلة للغاية من دون امتلاك حقوق الملكية الفكرية الأساسية.

وأظهرت بحوث روبرت كوبمان وتشي وانغ من لجنة التجارة الدولية الأمريكية ، وشانغ جين وي من كلية الأعمال بجامعة كولومبيا، أن القيمة المضافة المحلية تمثل ما لا يقل عن نصف قيمة الصادرات الصينية في عام 2004

وتحتاج الصين إلى التحول في سلسلة القيمة العالمية "، قالت كارين فينكلستون، نائبة رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة التمويل الدولية، وهي عضوة في مجموعة البنك الدولي.

في الواقع ، قامت الحكومات الصينية والشركات بالأعمال .

ففي عام 1993، كانت صناعة النسيج ثاني أكبر صناعة في الصين من حيث الإنتاج بعد إنتاج الصلب ، ولكن الاتصالات ، وأجهزة الكمبيوتر والمعدات الكهربائية الأخرى احتلت المرتبة الثانية في عام 2011, وفقا لريان روتكوسكي ، وهو محلل مخصص في الصين مع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن.

أعجبت فينكلستون بمجموعة "فوياو"، وهو منتج زجاج صيني يبني الآن فرعا له لزجاج السيارات في روسيا ، وبعد 10 أعوام من بيع زجاج السيارات إلى السوق الروسية . ومع شهية روسيا المتنامية للسيارات ، قررت "فوياو" عدم الاكتفاء بالتجاوب مع السوق فقط ولكن أن يكون سباقا في السوق.

"الصين لديها فرصة للتحول من منتج إلى مبتكر من خلال الاستثمار في الأسواق الناشئة الأخرى "، قالت فينكلستون ، معلقة على استثمار "فوياو" في روسيا.

تتمتع العلامات التجارية الكبيرة في الصين بطموحات عالمية كبيرة، فقد بات تطبيق ويتشات, التطبيق الذكي لإرسال الرسائل الذي أنشأته تنسنت, عاشر أكبر شبكة اجتماعية شعبية في العالم من حيث عدد المستخدمين النشطين ، وفقا لمؤشر الإنترنت العالمي، حيث يتوفر بـ 18 لغة ، كما إنه اقتطع من قاعدة المستخدمين لـ"واتسآب ولاين" في أجزاء كثيرة من العالم .

واستحوذت لينوفو على وحدات هاتف موتورولا في يناير ، وبعد حوالي عقد من الزمان من شراء أعمال ثينك باد من شركة آى بي أم, من المتوقع أن تصبح المنتج الأكبر للكمبيوتر الشخصي وثالث أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم.

وضعت المجلة الأمريكية "فاست كومباني" صانع الهواتف الذكية "شياومي" ثالثا على قائمة الشركات الأكثر ابتكارا في العالم ، وذلك لـ " إعادة اختراع نموذج أعمال الهاتف الذكي في أكبر سوق للهاتف النقال في العالم. " ومن بين قائمة أول عشرة شركات في الصين, تأتي تسع شركات من مجال تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية وتصنيع المنتجات العالية التقنية. وقالت "فاست كومباني" إن الشركات الصينية تعد رائدة في مجالات مثل التكنولوجيا القابلة للارتداء ، والهواتف الذكية والإنترنت المحمول.

إن الصين قادرة على إعادة تعريف العالم بموقعها من خلال الابتكار ، ورفع سلسلة القيمة العالمية, حسب ليو .

وسوف تستمر الحكومة في التركيز على الصناعات الناشئة مثل مركبات الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الحيوية والمواد الجديدة، وتصنيع المنتجات الفاخرة والتكنولوجيا الموفرة للطاقة كقطاعات للنمو في المستقبل ، حسب توقعات روتكوسكي .

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مؤخرا ان الصين ستركز على الابتكار وترقي الصناعات للفوز بمكان أعلى في سلسلة القيمة العالمية .

وقالت فينكلستون انه لصعود سلسلة القيمة وتسليم المنتجات النهائية الأكثر تعقيدا، تحتاج الصين لتصبح مبتكرة وأن توجد سبلا جديدة لتقديم الخدمات .

وأضافت "إذا تم انجاز ذلك حقا، فإنه سيضمن النمو الشامل في الصين والخارج ".

/مصدر: شينخوا/