بكين   24/15   غائم

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

إجتماع تونس، فرصة لتعزيز التعاون والنظر بعيدا إلى العلاقات العربية الصينية

2012:05:28.12:51    حجم الخط:    اطبع

بقلم/ وليد عبدالله – باحث تونسي مقيم ببكين

تحتضن مدينة الحمامات التونسية من الـ29 إلى الـ31 من مايو الحالي الدورة الخامسة من الإجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني. وقد صرح الجانبان العربي والصيني بأن هذا الإجتماع يكتسي أهمية كبرى في مسيرة منتدى التعاون العربي الصيني، حيث من المتوقع أن يعزز إجتماع تونس العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين ويرتقي بمستوى التعاون في العديد من المجالات إلى مستوى أعلى، خاصة في ظل النمو السريع للمبادلات التجارية بينهما التي إخترقت حاجز 200 مليار دولار خلال العام الحالي محققة نسبة نمو سنوية بلغت 30%، وبعد قرار وزارة التجارة الصينية خلال العام الحالي بتعميق العلاقات التجارية مع عدة دول عربية، إلى جانب ذلك يأتي إجتماع تونس بعد سنة كانت حافلة بالتغيرات التي عاشها العالم العربي أسهمت في زيادة وتيرة الزيارات الرسمية بين الجانبين وإعطاء مزيدا من الأهمية لآلية المنتدى العربي الصيني كقناة للتعاون والتشاور والتنسيق في القضايا ذات الإهتمام المشترك حيث شهد العام الحالي حركية دبلوماسية نشطة بين العالم العربي والصين، كانت من جهة في إطار تنفيذ توصيات الدورة السابقة من المنتدى التي نصت على تكثيف الزيارات المتبادلة للمسؤولين السامين من الجانبين، ومن جهة أخرى نتيجة للتطورات التي شهدتها المنطقة العربية منذ بداية العام الماضي وتداعياتها على الصين، إلى جانب تنامي أهمية التعاون بين العالم العربي والصين بالنسبة لإقتصاد الجانبين، وتزايد أهمية التنسيق والتشاور السياسي في المسائل ذات الإهتمام المشترك.

وقد كانت جولة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياياو إلى كل من السعودية والإمارات وقطر في يناير من العام الحالي ذات أهمية كبرى في دفع التعاون الصيني مع دول الخليج العربي إلى مرتبة الشراكة الإستراتيجية، وقد تدعمت هذه الشراكة خاصة مع دولة الإمارات على إثر الزيارة التي أداها ولي عهد إمارة أبوظبي في شهر مارس من العام الحالي. وبالنسبة إلى دول الربيع العربي أدى وزيرا خارجية مصر وتونس زيارة إلى بكين خلال شهر مارس كانتا الأولى لكليهما منذ التغيرات التي شهدها البلدان. كما شهد العام الحالي عدة زيارات متبادلة بين الجامعة العربية والصين كانت أهمها الزيارة التي أداها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى بكين بداية الشهر الحالي، هذا إلى جانب الزيارات المكثفة والشاملة التي قام بها كل من نائب وزير الخارجية الصيني والمبعوث الصيني للشرق الأوسط للعديد من الدول العربية.

كما شهد العام الحالي مشاركة صينية حثيثة في معالجة القضايا الساخنة في المنطقة العربية، عبر بذل جهود للوساطة بين الحكومة السورية والمعارضة، والوساطة بين السودان وجنوب السودان، ومشاركتها في إجتماع أصدقاء اليمن وتقديمها مساعدات مالية. ويمكن القول أن عام 2012 قد شهد نقلة نوعية في العلاقات العربية الصينية، خاصة في المجال السياسي ومشاركة الصين في معالجة القضايا العربية الشائكة، ولعل الشيء الأهم الذي يمكن أن يستنتجه الجانبان هذا العام هو ادراكهما لأهمية كل طرف للآخر، فالعالم العربي بأهميته الإستراتيجية وضخامة ثرواته، فإن أي تغير يشهده قد يؤثر سلبا أو إيجابا على الصين، كذلك الأمر بالنسبة للصين بصفتها ثاني إقتصاد عالمي وإحدى القوى العالمية المؤثرة فإن دورها أصبح محوريا في المعالجة الدولية للقضايا العربية، وهذا سيزيد من أهمية منتدى التعاون العربي الصيني كآلية للتنسيق والتشاور وتعزيز العلاقات الثنائية.

من جهة أخرى يأتي إجتماع تونس بعد أن تخطت العلاقات العربية الصينية الصعوبات التي خلفتها التغيرات التي شهدتها المنطقة العربية منذ يناير 2011، حيث لم يكن التفجر المفاجئ للثورات العربية حدثا مفاجئا للصين فحسب بل كان إختبارا قاسيا لقوة صمود العلاقات العربية الصينية. إذ فرضت التغيرات التي شهدها العالم العربي جملة من التحديات على الصين.

اولا؛ أن الصين التي ترى في الإستقرار العالمي بيئة سليمة لإضطراد نموها وقطف ثمار عملها الدؤوب، وجدت نفسها أمام أكبر عملية إجلاء لرعاياها في تاريخها من ليبيا، وواجهت مشاريعها هناك حالة شلل تام، إلى جانب التحديات الأمنية التي واجهتها شركاتها في المنطقة.

ثانيا؛ أن الصين تسعى إلى تعددية قطبية عالمية، في حين أثار التدخل الغربي في ليبيا ومحاولات التدخل في الدول العربية الأخرى خشية الصينيين من أن يبسط الغربيون هيمنتم من جديد على المنطقة.

ثالثا؛ الصينيون الذين ظلوا يتحاشون إستعمال الفيتو إلا في الضرورة، وجدوا أنفسهم مجبرين على إستعماله تجاه الوضع السوري، وفي حين كانوا مقتنعين بمبدأ إستعماله كانت هناك خشية من تأثيرات ذلك على العلاقات مع العالم العربي، وبالفعل فقد أثار الفيتو الروسي الصيني بشأن سوريا ردود فعل قوية داخل الرأي العام العربي. لكن مع مرور الوقت بدأت الصورة تتضح بالنسبة للجانبين، فمن جهة أصبح العرب أكثر تفهما للموقف الصيني تجاه القضية السورية كونه غير منحاز للنظام الحاكم وإنما نابع من الرؤية الصينية التي تدعو إلى التسوية السياسية للأزمة السورية، وضرورة تقيد الأطراف الخارجية بميثاق الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية، وتجسد ذلك من خلال سعي الصين للوساطة والتحاور مع المعارضة والحكومة السورية، وتصويتها لصالح إبتعاث مراقبين أميين لسوريا. ومن جهة ثانية، أصبحت الصين أكثر هضما للتغيرات التي شهدتها العديد من الدول العربية، وأصبحت ترى بأن التغيرات بإستطاعتها أن تجلب لها المزيد من الفرص وتسهم في تأسيس علاقات أقوى مع الدول المعنية. وعلى ضوء ذلك، يمكن القول أن العلاقات العربية الصينية قد تجاوزت المرحلة الحرجة ودخلت منعرجا جديدا من النمو، حيث سيكون إجتماع تونس محطة هامة في دفع التعاون العربي الصيني وتعزيز الثقة المتبادلة.

[1] [2] [3] [4]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات

abdennebi abdallah 2012-05-30
بداية اهنؤك أخ وليد على هذا االاسلوب المتميز في الكتابة واشد على يديك في ما فيه خير للبلاد والعباد نظرا لأهمية هذا الموضوع باعتبار ان العلاقات العربية الصينية رغم قدمها الا انها لا تعبر عن تاريخها كما ينبغي، خاصة منذ الحرب العالمية الثانية باعتبار استحواذ المعسكر الغربي والشرقي على الخارطة العربية ومنها تونس. لهذا أرى ان مقالك جد قيم من الناحية المنهجية وخاصة من الناحية التحليلية للواقع والأفاق التي يمكن ان يفتحها تمتين العلاقات العربية الصينية وخاصة مع تونس لأنها سوق استهلاكية صغيرة (11م س) وتحتاج الى سوق كبير تشجعها على الإنتاج. لهذا أشجعك وارجو لك لك التوفيق.