صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية- الصادرة يوم 24 مايو عام 2013- الصفحة رقم:01
"إن بعض قطع السحاب التي في السماء، لن تحجب ضوء الشمس عن الصداقة الصينية الهندية". هذه الجملة قالها رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ لوصف العلاقات بين البلدين في آخر يوم من جولته في الهند.
عشية زيارة لي كه تشيانغ إلى الهند، أطنب الرأي العام الدولي في تأويل "مواجهات الخيام " على الحدود الصينية الهندية، حيث أثيرت الخلافات والتناقضات بين البلدين، وبدت العلاقات الصينية الهندية في إتجاهها إلى التوتر.
لكن ما فاجأ الرأي العام الدولي، هو نجاح البلدين في القيام بمعالجة مناسبة لـ "مواجة الخيام". حيث أجرى الجانبين خلال زيارة لي كه تشيانغ إلى الهند محادثات معمقة وتوصلا إلى سلسلة من الإجماع الإستراتيجي ونتائج جديدة من التعاون العملي. ويمكن القول أن مسيرة ونتائج العلاقات الصينية الهندية قد تحولت إلى معجزة.
إذا قلبنا تاريخ ووضع العلاقات الصينية الهندية فسنجد الكثير من الإختلافات والنزاعات، وهذه الأخيرة تعد بالنسبة لبعض الدول "مداخل" و"ثغور" لإفساد العلاقات الصينية الهندية.
حيث قال نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الياباني تارو آسو خلال زيارته إلى الهند في بداية شهر مايو "على مدى الـ 1500 سنة الماضية، لم تشهد علاقات اليابان والهند بالصين فترة جيدة "، وكشف بذلك عن طموحاته في التقرب من الهند وإبعاد الصين من خلال العزف على وتر "تشابه المصائب ".
قبل ذلك، طالب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي علنا من الهند، أستراليا، وأمريكا تكوين "ماسة أمن الديمقراطية"، لتشكيل توازن مع الصين التي تشهد قوتها صعودا مستمرا. كما قال شينزو آبي أن اليابان ستقوم بدفع"الدبلوماسية الإستراتيجية" و"دبلوماسية القيم"،كما أجهد شينزو آبي نفسه لإجراء "الزيارة الأولى" التي تهدف إلى "تطويق الصين"، ماعكس دور "المهرج الغوغائي" الذي يقوم به بعض الساسة اليابانيين.
"ماسة أمن الديمقراطية"، "دبلوماسية القيم"، "الدبلوماسية الإستراتيجية"، هي مصطلحات جديدة تبدو بالأحرى "إستراتيجية"، وتكشف في الحقيقة المستوى المتدني لعقلية وأسلوب الدبلوماسية اليابانية، وضيق صدرها. لكن "المهرج الغوغائي" لم ينجح في مسعاه إلى الآن، ويبدو أنه لن ينجح نهائيا. حيث ان ظهور ووجود المعجزة "الصينية الهندية" قد أحرج هذا "المهرج".
وهناك 3 عوامل رئيسية وراء ذلك:
أولا، ان الصين والهند تحرصان جيدا على الوضع الشامل، ولديهما حكمة كبيرة. فالصين والهند هما حضارتان قديمتان، ودولتان ناميتان، وسوقان ناشئتان، لذا فإن وضعهما اليد في اليد يكتسي معاني إستراتيجية كبيرة بالنسبة للبلدين والعالم. والآن هناك المزيد والمزيد من الشخصيات داخل الشعب الهندي والطبقة الحاكمة أصبحوا يرون في علاقات البلدين شراكة بدل العداء، وفرصا بدل التحدي. اذ أن الحكمة الكبيرة التي أظهرتها الهند تمكنت من النظر بروية إلى علاقاتها مع الصين بعيدا عن تأثيرا الغوغائيين في الداخل والمفتنين في الخارج.وقد كشفت، وسائل إعلام في وقت سابق بأن إنسحاب الهند من المناورات المشتركة مع أمريكا واليابان، يعود أيضا للنظر إلى الوضع الشامل.
ثانيا، صدق الصينيين، ومن يتعاون مع الصين لايخسر. حيث يؤمن الصينيون بمبدأ "مالاترضاه لنفسك، لاتفرضه على الآخرين" ويولون تقديرا كبيرا لمبادئ حسن الجوار. والصين لاتفرض إرادتها على الآخرين، ولاتمارس "التعاون الثنائي، والربح الأحادي". كما تحرص الصين على أن تنفع بنموها جميع الدول المجاورة والعالم بأسره، وكل هذه المبادئ بطبيعة الحال تلائم الهند. أما بالنسبة لمشكلة عدم التوازن التجاري مع الصين التي تثير مشاغل الهند، فإن الصين تأمل التوصل مع الهند إلى حل يضمن الفوز المشترك. كما أن تعزيز التعاون البراغماتي مع الصين يرفع من مكانة الهند في الشؤون الإقليمية والدولية.
ثالثا، تجاوز الفوارق، وتحقيق الإجماع يلائم تيار العصر. حيث بمجرد ان يكون هناك حدود بين الدولة القومية والدولة، يكون هناك نزاع على المصالح بين مختلف الدول. وخاصة بين الدول الكبرى، التي تعد علاقاتها إستثنائية ومعقدة، لأنه لايمكن إزالة اللعب الإستراتيجية بين الدول الكبرى. لكن الأهم هو أن غالبية الدول على وعي بأهمية الحوار، التبادل، السلام والثقة المتبادلة، وتأمل في التحكم جيدا في قواعد اللعبة، أما الأكثرية فتختار الفوز المشترك، وليس الخسارة المشتركة، لذلك نشهد في الوقت الحالي نشوء مختلف أشكال الإندماج الذي أصبح يجسد تيار العصر. ولاشك بأن إقتراح الصين والهند إنشاء حزام اقتصادي يجمع الصين، الهند، ميانمار وبنغلاديش يجسد هذا التيار. أما العقلية والسلوك المعاكس لمجرى العصر فكيف يمكن أن تنجح؟
مع النمو الذي يشهده وزن الصين الشامل، لاشك بأن الوسائل والطرق والفاعلية التي ستقدمها الصين لمحيطها والعالم ستشهد زيادة. على غرار "لقاء المنتجع" الذي سيجمع الرئيسين الصيني والأمريكي خلال الشهر القادم، وستتمكن الدبلوماسية الصينية من صنع المزيد من المعجزات، على غرار "المعجزة الصينية الأمريكية"، "المعجزة الصينية الأوروبية"، "المعجزة الصينية الإفريقية"....وأمام هذه "المعجزات" سيكون التهريج الذي يقوم به بعض الساسة اليابانيين وصمة عار على جبينهم.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn