الرئيس الصيني يدعو إلى مد جسور السلام والنمو والاصلاح وتقدم الحضارة بين الصين والاتحاد الأوروبي

بروج، بلجيكا أول ابريل 2014 /قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) إن الصين وأوروبا بحاجة إلى بناء أربعة "جسور" للسلام والنمو والإصلاح وتقدم الحضارة لإقامة الصداقة والتعاون.

وخلال حديثه أمام كلية أوروبا في بروج ببلجيكا، قال شي إن تلك الجسور ستجعل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي لها أهمية أكبر عالميا.

وفيما يتعلق بجسر السلام والاستقرار الذي يربط بين الصين والاتحاد، قال شي إن الصين والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى السلام والتعددية والحوار وليس الحرب والمواجهة.

ودعا الصين وأوروبا إلى تعزيز الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا العالمية، ولعب دور رئيسي في حماية السلام والاستقرار العالميين.

وأعرب عن استعداد بلاده للعمل مع الاتحاد لجعل نور شمس السلام تزيح ظل الحرب وشعلة الازدهار تنشط الاقتصاد العالمي في أيام الربيع الباردة، وتمكن البشرية بأسرها من السير على طريق التنمية السلمية وتحقيق التعاون متبادل المنفعة.

وخلال حديثه عن جسر النمو والازدهار الذي يربط بين السوقين الكبيريين، قال شي إن الصين والاتحاد، اللذان تتكامل اقتصاديهما ليمثلان ثلث الاقتصاد العالمي يجب أن يتمسكا بالسوق المنفتحة ويسرعا المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار ويستكشفا بفاعلية إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة، ويسعيان لتحقيق الهدف الطموح للتجارة لتصل إلى تريليون دولار أمريكي بحلول 2020.

وقال شي إن تلك الجهود بحاجة إلى البحث عن كيفية دمج التعاون الصيني-الأورووبي بمبادرة تطوير الحزام الاقتصادي لطريق الحرير من أجل تكامل اقتصاد آسيا وأوروبا وتنشيط القوى العاملة والنشاط التجاري ورأس المال والتكنولوجيا في آسيا وأوروبا، وجعل الصين والاتحاد محركين في النمو الاقتصاد العالمي.

وخلال حديثه عن جسر الاصلاح والتقدم، قال الرئيس الصيني إن الصين والاتحاد يتبعان الاصلاحات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية وكلاهما يبحر في مياه مجهولة.

واضاف أن الصين والاتحاد قد يعززان الحوار والتعاون بشأن الاقتصاد الكلي والسياسة العامة والتنمية الاقليمية والتنمية الريفية والرفاهية الاجتماعية وغيرها من المجالات.

ودعا الجانبين إلى احترام طريق كل منهما في الاصلاح والتعلم من خبرات الاصلاح وتعزيز التنمية والتقدم العالمي عبر الجهود الإصلاحية.

وفيما يتعلق بجسر الازدهار الثقافي المشترك الذي يربط بين الحضارتين الكبيرتين في الصين وأوروبا، قال شي إن الصين تمثل الحضارة الشرقية الى حد كبير في حين تعد أوروبا مهد الحضارة الغربية.

وأضاف "الشعب الصيني مولع باحتساء الشاي في حين يحب الشعب البلجيكي البيرة. وبالنسبة لي فإن محتسي الشاي المعتدل والشره في حب البيرة يمثلان طريقين لفهم الحياة ومعرفة العالم وكلاهما يستحق المكافأة على قدم المساواة".

وأشار إلى أن الشعب الصيني يقيم فكرة المحافظة على "التناغم دون تماثل"، في الوقت الذي يؤكد فيه شعب أوروبا على الحاجة إلى "التوحد في ظل الاختلاف"، داعيا إلى تضافر الجهود "لكي تتفتح ورود الحضارة الانسانية معا".

وبرغم من التغييرات على الساحة الدولية، فإن الصين دعمت دوما التكامل الأوروبي ولعب دور أكبر في الشؤون الدولية من خلال إقامة اتحاد أوروبي موحد ومستقر ومزدهر، حسبما ذكر الرئيس الصيني.

وقال شي إن الصين ستكشف قريبا عن وثيقتها السياسية بشأن أوروبا لتؤكد على الأهمية العالية التي توليها للإتحاد وللعلاقات معه.

وأضاف "صاغت الصين والاتحاد العام الماضي جدول الأعمال الاستراتيجي لتحقيق التعاون لعام 2020 بين الصين والاتحاد، واضعين مجموعة من الأهداف الطموحة للتعاون الصيني-الأوروبي تتعلق بنحو 100 مجال."

وأوضح شي انه يتعين على الجانبين أن يعملا بجد لتحويل الخطة إلى حقيقة في أقرب وقت السعي لتحقيق تقدم أكبر في العلاقات الصينية- الأوروبية خلال العقد المقبل.

يذكر أن بلجيكا كانت آخر محطة في جولة شي الأوروبية التي زار خلال أيضا كل من هولندا وفرنسا وألمانيا.

/مصدر: شينخوا/