بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 10/0 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق إخباري: العمليات العسكرية الإسرائيلية تبيد عائلة بأكملها في غزة

2012:11:19.11:00    حجم الخط:    اطبع

غزة 18 نوفمبر 2012 /أمضت فرق إنقاذ وطواقم طبية نهار اليوم (الأحد)، في انتشال جثث عائلة بأكملها طمر أفرادها تحت الأنقاض التي انهالت عليهم جراء غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي.

ويقع المنزل في حي النصر شمال مدينة غزة بينما دمرت المنازل المجاورة بشكل شبه كلي.

وبدأ السكان والمنقذون في الحركة وسط أنقاض منزل عائلة الدلو ودمار المنازل المجاورة بحثا عن قريب لهم أو صديق لايزال تحت الأنقاض.

وقال شهود عيان، إن طائرة حربية من نوع أف 16 أطلقت صاروخا على المنزل وهو مكون من طابقين وكان بداخله عائلة كاملة.

وقال بشير (55 عاما) الذي يسكن في منزل قريب من منزل عائلة الدلو وهو يبكي مشيرا إلى كومة من الكتل الخراسانية والحجارة المتدلية من أسياخ الحديد المسلح، "تحطم المنزل فوق رؤوس أصحابه لقد عشت لسنوات طويلة لم أرى ولم أشاهد مثل هذه الإعمال الإجرامية".

وبعد خمسة أيام من العمليات العسكرية الإسرائيلية والهجمات التي يشنها نشطاء الفصائل المسلحة وعلى رأسهم حماس والجهاد الإسلامي على إسرائيل حل دمار كبير في الأحياء والمنازل والمتاجر والطرق لكن حادثة قصف منزل عائلة الدلو كانت الأبشع على الإطلاق.

وقال بشير وهو يحاول مساعدة طواقم الإنقاذ :"نحن نتعرض لحرب إبادة".

وبعد جهد كبير تمكن عمال الإنقاذ من انتشال جثة رضيع لم يتجاوز 11 شهرا من تحت الأنقاض لم تكن معالمها واضحة وقد تدلت أطرافها أمام أنظار الناس الذين بدت على وجوههم الصدمة من هول ما يشاهدون.

وبعد دقائق أخرى تعالت صيحات (الله اكبر ...الله اكبر) وهرع المنقذون خلف البلدوزر الضخم الذي كان يزيل الأنقاض ليجدوا جثة أخرى لطفل من ذات العائلة وقد تلطخ جسده وملابسه المتسخة من الركام بالدماء.

وسرعان ما توالت عمليات انتشال باقي أفراد العائلة.

وأعلن مسؤولون طبيون، أن عشرة أشخاص من نفس العائلة قتلوا في هذه الغارة من بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات ورجل، إلى جانب شخص من المارة.

وانتشرت حول المنزل شظايا الزجاج والحجارة في حين انهارت أجزاء من المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف وحفرة عميقة.

وقال زهير العشي صاحب منزل مقابل منزل عائلة الدلو، كنت في الحمام عندما قصف المنزل وعائلتي تحملق في التلفزيون لمتابعة الأحداث، وفجأة انهال علينا الزجاج فخرجت مفزوعا حتى أنني لم أرتدي ملابسي لأشاهد الدخان والغبار يملأن المنزل من خلال النوافذ المهشمة والمتطايرة.

وقال شقيقه محمد الذي أصيب بجروح جراء شظايا الزجاج، إن شظايا الزجاج والحجارة حطمت جميع محتويات منزله، مشيرا إلى أنه أصيب وزوجته وأفراد من عائلته بجروح.

وفي صالون منزل العشي تناثرت قطع من الأثاث في أرجاء المكان، بينما انهار جزء من واجهة بيته والبيوت المجاورة استغلها العشرات من الصحفيين لتصوير منزل عائلة الدلو.

وفي الأثناء كان أبو حسن (44 عاما) يحاول أن يفيق من الصدمة، بينما آخرون يلتفون حول شاب يداوي جرحا في وجهه بسبب شظايا أصابته وهو في منزله الملاصق لمنزل عائلة الدلو.

وقال ابو حسن، لقد قفزت من السرير هلعا وفزعا على وقع الغارة، شعرت أن زلزالا ضرب المكان بينما أفراد عائلتي يصرخون (...) لقد صبنا بالرعب، هذا عمل جبان !! لا يمكن أن يقوم به أي إنسان عاقل".

وأضاف أطفالي مصدومون لا اعرف كيف سأتعامل معهم، لقد بقيت طول الوقت أحاول التخفيف عنهم من أصوات القذائف السابقة التي نسمعها في الأحياء الأخرى، الآن علي أن أجد شيئا آخر لأطمئنهم ورفع ابو حسن يديه إلى السماء متضرعا "حسبي الله ونعم الوكيل".

وحاول عناصر من حماس حضروا إلى المكان للتضامن مع عائلة الدلو منع الفضوليين من الاقتراب من الركام خشية أن يصابوا بأذى ومنعا من حدوث فوضى.

ورفض أفراد من عائلة الدلو المكلومة التعقيب على الهجوم والتصريح لوسائل الإعلام في الوقت الذي انشغل الكثير منهم في المساعدة بانتشال جثث أطفالهم، وقد انتشل البعض الآخر أوراقا وكتبا دينية دفنت تحت الأنقاض.

وفي وقت لاحق جمع احد أفراد العائلة بقايا أثاث وصورا شخصية لإفرادها كانت تحمل على ما يبدو ذكريات أصبحت أثرا بعد هذا.

وقال أحد جيران عائلة الدلو لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا))، "كما ترى لا يوجد سلاح ولا متفجرات في المكان ممكن تسألوا الإسرائيليين لماذا قصفوا المنزل!!".ورفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على أسباب استهداف المنزل الذي يأوي مدنيين وأطفال.

وقالت متحدثة باسم الجيش في اتصال هاتفي مع ((شينخوا))، إنها "لا تمتلك معلومات عن هذه الغارة وهي ستفحص هذه التقارير".

في المقابل وصف رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية في بيان مقتضب الحادثة بأنها "مجزرة وحشية"، ودعا " العالم لتحمل مسؤولياته أمام هذه الدماء البريئة".

وعلى الرغم من أن هذه ليست التجربة الأولى للغزين مع الغارات الجوية الإسرائيلية ولن تكون الأخيرة، توقع مراقبون فلسطينيون أن لا تنتهي هذه الجولة من إراقة الدماء عما قريب.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات على المزيد من المنازل السكينة في جنوب القطاع وشماله أدت إلى سقوط مزيد من الضحايا، فيما واصل النشطاء الفلسطينيون إطلاق صواريخ محلية على البلدات الإسرائيلية الجنوبية ووصلت بعضها إلى مدينتي القدس وتل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه أغار منذ الأربعاء الماضي على أكثر من ألف هدف في قطاع غزة، بينها 70 هدفا منذ ساعات صباح اليوم.

وذكر الجيش في بيان بثته الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن الأراضي الإسرائيلية تعرضت منذ بدء التوتر مع غزة لإطلاق 872 صاروخا وقذيفة صاروخية.

وأكد الجيش، أنه مازالت هناك أهدافا يسعى إلى استهدافها في قطاع غزة، فيما تم تحديد أهداف جديدة خلال العملية.

من جهتها ، توعدت كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة حماس، بالانتقام للغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على منزل عائلة الدلو.

وأعلنت الكتائب في وقت لاحق عن إطلاق صاروخ تجاه تل أبيب انتقادا لعائلة الدلو بحسب ما ذكرت في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه.

وقال بيان صادر عن حركة حماس، إن "هذه المجزرة البشعة لن تمر دون عقاب".واعتبر البيان أن "الإمعان في قصف الآمنين وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، دليل واضح على فشله وإفلاسه".

وقتل 8 أشخاص في النصف الأول من نهار اليوم هم 4 أطفال وسيدتين ورجل جراء غارات إسرائيلية.

ومساء اليوم، قتل ثلاثة أشخاص، في مخيم جباليا شمال القطاع، وآخر وسط مدينة غزة.

كما قتل فلسطيني وأصيب عشرة آخرين في غارات استهدفت مخيمي المغازي والنصيرات وسط القطاع.

وسبق تلك التطورات امتداد دامي لمقرات مكاتب ومؤسسات إعلامية في غزة أسفرت عن جرح ستة صحفيين محليين، ادعى الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت "هوائيات البث" لبعض القنوات التلفزيونية.

رغم ذلك تبادلت إسرائيل وحماس تهديدات بمزيد من الهجمات.

وتوعدت كتائب القسام بتكثيف هجماتها ردا على"حرب الإبادة" ضد سكان غزة التي أودت بحياة 69 منهم إلى حد الآن وجرح ما لا يقل عن 650 آخرين.

في المقابل أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس أوامره، بتوسيع الضربات الجوية في قطاع غزة عقب جلسة تشاور عقدها مع كبار ضباطه.

وتدحرجت كرة اللهب في غزة عقب اغتيال إسرائيل بضربة جوية قائد حركة حماس العسكري أحمد الجعبري ومرافق له داخل سيارة الأربعاء الماضي.

وتهدد إسرائيل التي تصنف حماس على أنها كيان معادي بشن حرب تتضمن عملية برية أشد من تلك التي شنتها نهاية العام 2008 وبداية العام2009 وخلفت مقتل 1400 فلسطيني مقابل 13 إسرائيليا بينهم عشرة جنود.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات