رام الله 21 نوفمبر 2012 /أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) أن واشنطن تبذل كل جهد ممكن لإنهاء التوتر الحاصل منذ ثمانية أيام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
واجتمعت كلينتون وعباس في رام الله بالضفة الغربية، المحطة الثانية في زيارتها للمنطقة التي بدأت في إسرائيل بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء في تكثيف للمساعي الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية بعد اللقاء، إن كلينتون أكدت على استمرار الجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار، وأن عباس حثها على وجوب الإسراع في ذلك.
وذكر عريقات أن عباس أكد لكلينتون أن كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي تسعى لتثبيت تهدئة شاملة ومتبادلة تضمن أن تكف إسرائيل عن الاغتيالات في غزة.
وشدد عباس، وفق عريقات، على أن الجهد الكبير الذي يبذل حاليا يرتكز على سبل الوصول إلى التهدئة على أن تكون مصر بوابة تحقيق ذلك، مشيرا إلى أن الوزيرة الأمريكية ستتوجه للقاء الرئيس المصري محمد مرسى للغرض ذاته.
وأضاف عريقات أن عباس حذر الإدارة الأمريكية من مخاطر "كارثة ومجزرة إنسانية" في غزة في ظل التصاعد اليومي لأعداد القتلى والجرحى، وشدد على الحاجة الفورية إلى تهدئة شاملة ومتبادلة.
وحمل عريقات الحكومة الإسرائيلية، المسئولية عن عدم التوصل لاتفاق التهدئة حتى الآن، متهما إياها بممارسة الابتزاز من خلال التلويح بالهجوم البري.
ولم تدل كلينتون بتصريحات للصحفيين عقب لقائها عباس، فيما قالت في بيان صدر قبيل بدء اجتماعها مع نتنياهو في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إن واشنطن تعتزم بذل جهود كبرى لمساعدة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على إيجاد حل بعيد الأمد للصراع المستمر منذ زمن بعيد بينهما.
وتشن إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي تخللها شن أكثر من ألف غارة جوية وأسفرت عن حتى الآن عن مقتل 138 فلسطينيا وجرح أكثر من ألف آخرين، مقابل 5 قتلى و 60 جريحا إسرائيليين جراء سقوط قذيفة صاروخية باتجاه الدولة العبرية.
وتدخلت مصر ودول إقليمية بارزة مثل تركيا وقطر إلى جانب دول أوروبية للتوصل سريعا لوقف إطلاق النار يكفل وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة إلا أنها لم تكلل بالنجاح حتى الآن رغم الحديث المتواتر عن إحراز تقدم كبير.
من جهة أخرى، قال عريقات إن كلينتون كررت خلال لقائها عباس رفض بلادها لتقديم طلب العضوية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة وفق ما أعلن الرئيس الفلسطيني في 29 من الشهر الجاري.
وذكر عريقات أن كلينتون طلبت تأجيل التوجه للأمم المتحدة على الأقل "غير أن عباس أبلغها أن القرار بهذا الصدد اتخذ لممارسة الحق الفلسطيني في وضع فلسطين على الحدود المحتلة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في مكانها بين الدول والخارطة الجغرافية ".
وكرر عباس، بحسب عريقات، أنه لا يسعى لصدام مع الإدارة الأمريكية، وأن الموقف الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة موحدا.
وآخر مبادرة لمحادثات سلام مباشرة أطلقتها واشنطن بين الفلسطينيين وإسرائيل تعود إلى سبتمبر 2010، لكنها سرعان ما انهارت بعد أربعة أسابيع من ذلك على خلفية رفض تل أبيب وقف أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس.
ودفع الجمود المتواصل بعملية السلام السلطة الفلسطينية العام المنصرم إلى طلب عضوية كاملة من مجلس الأمن الدولي الأمر الذي قوبل بمعارضة صارمة من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هددت خلالها باستخدام حق النقض (فيتو) ونجحت في منع نيل الطلب الفلسطيني الأصوات اللازمة لعرضه على التصويت.
وهذا الشهر سيكرر الفلسطينيون مسعاهم وهذه المرة من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل مكانة دولة غير عضو حيث لا تملك واشنطن حق النقض لكنها تهدد بفرض عقوبات صارمة في حال نجاحهم في ذلك.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn