رام الله 26 نوفمبر 2012/ يسود ترقب بالشارع الفلسطيني قبل ساعات من عملية نبش قبر الزعيم الراحل ياسر عرفات واخذ عينات من رفاته لمعرفة أسباب وفاته.
ووضعت السلطة الفلسطينية مؤخرا اللمسات الأخيرة لفتح قبر عرفات بسرية كاملة غدا الثلاثاء وبعيدا عن أي تغطية لوسائل الاعلام.
ويرى الشاب الفلسطيني ادهم مناصرة من رام الله بالضفة الغربية حيث ضريح عرفات، أن فتح القبر وأخذ العينات هي الطريقة الوحيدة لقطع الشك باليقين في قضية وفاته، لكنه يتخوف من نشوب خلافات داخلية تبعد الأنظار عن إسرائيل كمتهم في اغتياله.
ويعرب مناصرة عن اعتقاده بأن هذه القضية "لن تخلو من تورط أيدي فلسطينية، وقد تكون مقربة جدا من عرفات، لذلك ستستغل إسرائيل هذه النقطة وتروج بأن الفلسطينيين قد قتلوا رئيسهم".
بدوره، يقول ابو محمد سليمان لوكالة أنباء (شينخوا) "لا يهم معرفة نوع السم الذي قتل به الرئيس الراحل، الأهم معرفة من اليد التي تمكنت من ايصاله، ويجب أن نعرف متى تم ذلك".
ويرى سليمان أنه "في حال أفضت التحقيقات عن وجود خيانة وراء اغتيال عرفات، يجب إعلان هذا للجميع لمعرفة ذلك".
ويبدي الشاب معين ريان تخوفه من الخطوات التي ستلي هذه الخطوة، معربا عن اعتقاده بأن فتح القبر "لن يفيد بشيء إذا لم يستكمل التحقيق، خاصة أنني متأكد أن إسرائيل متورطة باغتياله".
وتوفي عرفات في 11 من نوفمبر من عام 2004 في ظروف غامضة، أثناء تلقيه علاجه في مستشفى (بيرسي) العسكري بباريس وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل باغتياله بواسطة مادة سامة.
وتجدد الجدل بشأن وفاة عرفات في الثالث من يوليو الماضي إثر معلومات نقلتها قناة (الجزيرة) القطرية في فيلم وثائقي أورد أن معهد الإشعاع الفيزيائي في لوزان اكتشف "كمية غير طبيعية من البولونيوم" في أمتعة عرفات.
وستؤخذ عينات من رفات عرفات لفحصها غدا الثلاثاء، حسب ما أعلن السبت اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ملف وفاة الزعيم الراحل.
ويرى الطيراوي في نبش قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته "ضرورة مؤلمة" من أجل الوصول إلى حقيقة الوفاة.
وينتقد المحاضر في جامعة (النجاح) في نابلس بالضفة الغربية فريد ابو ظهير، تأخر التحقيقات في ملف وفاة عرفات، معتبرا أنه"سيعطي الدليل القاطع على إثبات الشكوك بأن إسرائيل هي الجهة المتورطة باغتياله".
ويطالب ابو ظهير السلطة الفلسطينية "بالمضي في المحاولات القانونية على المستوى الدولي لأخذ حق الرئيس الراحل والشعب الفلسطيني جميعه، وعدم التخاذل بمحاكمة المجرمين".
وكان أكثر من 150 ألف فلسطيني شيعوا جثمان الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل أن يوارى الثرى عند وصوله إلى مقر المقاطعة في رام الله على متن مروحية عسكرية مصرية ترافقها ثلاثة مروحيات أخرى في 15 نوفمبر 2004 بعد إجراء مراسم استقبال رسمية له في مطار القاهرة الدولي حيث وصل من العاصمة الفرنسية باريس بعد إجراء مراسم مماثلة.
وعلى الرغم من محبة الشابة اماني ابو شمسية للرئيس الراحل واهتمامها بكشف حقيقة وفاته إلا أنها تعارض فتح قبره، معربة عن اقتناعها بمسؤولية اسرائيل عن تسميم ياسر عرفات.
واضافت ان "إعادة فتح الملف الآن جاء لأسباب سياسية تهدف إلى القضاء على بعض القادة الفلسطينيين، والتخلص منهم".
وتتساءل ابو شمسية في حال الانتهاء من التحقيق "ما هو الضمان الأكيد على عدم إخفاء نتيجته؟".
وتعتبر أن "دولا كبيرة مثل إسرائيل وأمريكا تتحكم بكل شيء وسيكون هناك ضغوطات منهم لعدم كشف الحقيقة للشعب الفلسطيني".
ويرفض الناشط الشبابي منير الجاغوب، كذلك فتح قبر عرفات، لكن رفضه جاء لأسباب دينية تتعلق "بحرمة الميت" في الإسلام.
ويتساءل "لماذا لم تأخذ عينات من جثمان الرئيس عند وفاته، وقبل دفنه والاحتفاظ بها للفحوصات المستقبلية؟!!".
ويعتبر الجاغوب أن حقيقة الوفاة "لن تغير من محبتنا لعرفات، فهو موجود في قلوبنا وداخلنا بغض النظر عن طريقة وفاته، فهو مفجر الثورة الفلسطينية وحامي المشروع الفلسطيني".
ويشاطره الرأي الكاهن السامري حسني السامري، قائلا "يجب احترام شخصية الرئيس الراحل، وحرمة لجثمان الميت وقدسيته".
ورغم مرور سنوات على وفاته لم تتراجع شعبية عرفات، رمز الوحدة الفلسطينية الضائعة.
وتعلق الصحفية خلود عفيفي، على هذه القضية، قائلة إن "فتح قبر عرفات سيبعث ذكراه من جديد (...) عرفات الذي أبى إلا أن يكون مماته يليق بصموده وجسارته البطولية".
وفي حين تطلب العفيفي ممن سيرون رفات عرفات ويلامسوها عند أخد العينات بأن "لا يخبروه عن مرارة الانقسام الفلسطيني" ترجوهم ان يبلغوه "اننا نفتقد اليه في هذا الوقت".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn