مقابلة : معارض سوري: تشكيل اي حكومة انتقالية بالخارج هو محاولة لقطع الطريق على الابراهيمي

دمشق 11 ديسمبر 2012 / اعتبر أمين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة رجاء الناصر اليوم (الثلاثاء) ان تشكيل اية حكومة انتقالية في الخارج من قبل المعارضة السورية هو محاولة لقطع الطريق على اية تسوية يقودها المبعوث الدولي العربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي، لافتا الى ان سوريا ذاهبة باتجاه "الصوملة" اذا استمر تصاعد وتيرة العنف.

وقال الناصر المنسق العام للمؤتمر الوطني لانقاذ سوريا في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن "إقامة اي حكومة انتقالية في الخارج هي محاولة لقطع الطريق على اي تسوية سياسية يقودها الابراهيمي، ومحاولة لضرب العملية السياسية وليس الهدف منها الوصول الى حل سياسي".

واعتبر ان هذه الحكومة في حال شكلت ستكون "حكومة حرب هدفها استمرار الصراع".

وشدد الناصر على ان هيئة التنسيق الوطنية "تتفق مع اي حل سياسي ضمن خطة الابراهيمي التي تنص على تشكيل حكومة وطنية في الداخل تقوم على نتيجة عملية سياسية".

وتأتي تصريحات الناصر عشية اجتماع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري بالرباط، يحضره اعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

ومن المقرر ان يبحث هذا الاجتماع آخر تطورات الازمة السورية والسبل الكفيلة بتعزيز الانتقال السياسي وتوفير المساعدات الانسانية اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب السوري، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية المغربية.

وكان الائتلاف السوري المعارض الجديد قد عقد بالقاهرة‏ ‏مقره الرسمي مؤخرا اجتماعات تأسيسية لبحث بنائه التنظيمي، دون التطرق الى تشكيل حكومة انتقالية في الخارج، حسب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السابق عبدالباسط سيدا.

وقال سيدا لوكالة أنباء ((شينخوا)) اواخر نوفمبر إن مسألة تشكيل حكومة في المنفى "سيتم بحثها في اجتماعات لاحقة"، معتبرا انها "خطوة بالغة الاهمية (..) تحتاج الى المزيد من النضج في البناء".

وشكل الائتلاف الوطني بموجب اتفاق بين قوى المعارضة السورية خلال اجتماعات بالعاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر الماضي.

وينص الاتفاق على ان يقوم الائتلاف الجديد بعد الحصول على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة تتألف من عدد محدود من الوزراء، والعمل على انشاء قيادة عسكرية عليا ينضوي تحتها كل المجالس وكافة الكيانات العسكرية.

واعتبر الناصر ان "عمليات توحيد المعارضة المسلحة وضبطها امر ضروري من حيث المبدأ".

وقال إن "الواقع الفعلي يشير الى ان المعارضة المسلحة هي معارضات مسلحة وليست معارضة واحدة، لكن الدعاية الاعلامية هي وحدها التي تقول انها توحدت، اما على الارض فالمسألة عكس ذلك".

وتابع ان المعارضة السورية في الداخل تؤيد فكرة ضبط تسليح المعارضة وتوحيد عملياتها القتالية "كي لا تبقى منفلتة".

وكان المتحدث باسم الجيش الحر بسام الدادا، اكد السبت انه تم في تركيا انتخاب العميد سليم ادريس رئيسا "للقيادة الموحدة للجيش الحر" والمكونة من 30 عضوا، في وقت غاب عن القيادة الجديدة قيادات سابقة، من ابرزهم العميد مصطفى الشيخ، والعقيد رياض الأسعد الذي استبعد ومنح "مكانة تكريمية".

لكن السلطات السورية تقول انها تواجه "مجموعات ارهابية مسلحة" تنفذ مؤامرة ضد الاستقرار في البلاد منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا منتصف مارس العام 2011.

وتصاعدت في الآونة الاخيرة تحذيرات ومخاوف غربية من استخدام السلطات السورية للسلاح الكيماوي في النزاع الدائر حاليا في سوريا أو وصوله الى ايدي جماعات المعارضة.

وقلل الناصر من تلك المخاوف، قائلا ان "السلاح الكيماوي سلاح ردعي، وليس سلاحا استعماليا، وبالتالي هو بروباجندا اعلامية كما السلاح الذري يهدف الى ممارسة ضغط سياسي على سوريا".

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد اعتبر في حديث لقناة ((المنار)) اللبنانية ان الحديث عن ان سوريا تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها "مسرحية" للتمهيد للتدخل في البلاد رغم إعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها.

وقال الناصر من جهة اخرى، "نشعر الان ان سوريا تدمر وتصومل وتعرقن وتلبين كلها سوية، اذا خففنا من الدمار او اذا اوقفنا الدمار فهذا مكسب للشعب السوري".

واعرب عن مخاوفه من مرحلة ما بعد سقوط النظام، مؤكدا ان "الخطر ليس فقط في سقوط النظام وان القضية لن تنتهي بسقوطه".

وقال الناصر إن البلاد اذا دخلت في موضوع العنف فأن "سوريا سوف تشهد صوملة، حيث سيكون هناك حرب بين التنظيمات الاصولية (..) وسيكون هناك صراع عربي كردي "، داعيا الى ضرورة البحث عن تسوية سياسية سلمية للازمة السورية.

وكان الابراهيمي حذر في وقت سابق من انه اذا استمر العنف في سوريا بهذه الوتيرة المتصاعدة من العنف فأن البلاد ذاهبة الى الحالة الصومالية.

/مصدر: شينخوا/