تقرير اخباري: تصاعد حدة المواجهات في حلب والابراهيمي يؤكد انه لا يزال هناك امكانية لحل الازمة السورية "سياسيا"

دمشق 9 ديسمبر 2012 / تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش السوري ومسلحين معارضين في مختلف المناطق، لاسيما في محافظة حلب (شمال سوريا)، في حين اكد الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا أنه لا يزال هناك امكانية لحل الازمة السورية "سياسيا".

وفي السياق ذاته افاد ناشطون سوريون اليوم (الاحد) ان المعارك في محافظة حلب (شمال سوريا) تصاعدت بين الجيشين السوري والحر، وسط أنباء عن سيطرة الاخير على كتيبة للدفاع الجوي في حلب، في حين اكد الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا أن المباحثات مع الروس والامريكان في جنيف، والسعي لايجاد حل سياسي للازمة السورية مازال ممكنا.

وقال ناشط سوري في محافظة حلب لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن بلدتي "قبتان الجبل وعندان(غرب حلب) تعرضتا للقصف من قبل قوات الجيش السوري، مشيرا إلى انه تم سماع اصوات عدة انفجارات في بلدة بيانون، كما تعرض حي الصاخور شرق مدينة حلب للقصف العنيف وسط تحليق للطيران الحربي في قرى وبلدات حلب.

واشار الناشط السوري أن حلب تعيش منذ اكثر من اسبوع أزمة إنسانية خانقة، وتعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية، ونقص في مواد الوقود المازوت والبنزين، وانقطاع للتيار الكهربائي.

واكد ان المئات من المواطنين يقفون لعدة ساعات للحصول على ربطة خبز واحدة وباسعار السوق السوداء، بحيث وصل سعر الربطة الى 250 ليرة سورية اي ما يعادل 3 دولارات ونصف تقريبا، في حين ان سعرها النظامي 15 ليرة سورية.

وقالت وكالة ((سانا)) إن رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي اكد في اجتماع وزاري نوعي، على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات العاجلة والفورية لدعم صمود أبناء حلب وتأمين مستلزمات حياتهم اليومية جراء الإرهاب والاعتداءات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة.

وفي السياق ذاته ذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية في حلب أن الجيش الحر سيطر على ثلاث سرايا في كتيبة الشيخ سليمان الفوج 111 في حلب، وتمكن من اسقاط طائرة مروحية أثناء الاشتباكات، ومازالت الأشتباكات مستمرة من أجل السيطرة على البحوث العلمية في حلب التي لجأ إليها عناصر النظام السوري.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن "الجيش السوري تمكن من القضاء على 20 إرهابيا أمام مؤسسة الأعلاف في الليرمون بمدينة حلب".

واشتبكت عناصر قوى الأمن الداخلي المكلفة بحماية المشفى اليوناني بحلب، يوم السبت الماضي، مع مجموعة إرهابية تستقل سيارة نوع نيسان حاولت الاعتداء على المشفى، بحسب ((سانا)).

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة ((سانا)) ان "وحدات من القوات المسلحة قضت على 29 إرهابيا في عملية نوعية نفذتها ضد تجمع لإرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قرب مطعم في بستان الباشا بمدينة حلب".

وفي دمشق شاهد مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق سحب الدخان الاسود الكثيف تتصاعد من حي القدم بدمشق (جنوبا)، كما شاهد سحب من الدخان الاسود تتصاعد من بلدتي عقربا وبيت سحم بريف دمشق (شرقا) من جراء سقوط قذائف اطلقها الجيش السوري على تلك البلدتين من بلدة (جرمانا) المجاورة لهما.

واكد شاهد عيان لوكالة ((شينخوا)) ان طريق اتوستراد درعا (جنوبا) الذي يربط دمشق بالاردن انقطع امام حركة السيارات بسبب وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في بساتين داريا بريف دمشق مما ادى الى قطعه لعدة ساعات.

وعلى صعيد حل الازمة السورية قال الابراهيمي، اليوم الاحد، إنه "اجرى مباحثات بناءة مع مسؤولين روس وأمريكان حول الازمة السورية تم خلالها الاتفاق على ان السعي من أجل حل سياسي للازمة ما زال ممكنا".

وأضاف الابراهيمي، في بيان أصدره في اعقاب المباحثات التي دارت بجنيف، أن "الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون، وبحثنا سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية ".

ويعقد الإبراهيمي مع مسؤولين روسيين وأمريكيين في جنيف اليوم وغدا الاثنين، مباحثات حول سبل حل الأزمة السورية.

فيما قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم الاحد ان "المحادثات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي في جنيف تهدف الى البناء على ما جاء في البيان الختامي لاجتماع جنيف اي البحث في المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة سورية جديدة وإعداد قرار يصدر في مجلس الأمن بهذه النقاط يمكن البناء عليه"، في حين طالبت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية، المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة، الرئيس بشار الأسد بـ"التنحي".

وعلى المستوى الداخلي عقدت لجنة المتابعة للحوار الوطني المنبثقة عن مؤتمر طهران، في العاصمة دمشق اجتماعها الاول، بمشاركة ممثلي أحزاب وتيارات سياسية وشعبية.

ويهدف هذا الاجتماع، بحسب وكالة ((سانا))، إلى "مناقشة توسيع عمل اللجنة ودورها في إطلاق الحوار الوطني الشامل وإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا ".

واكد النائب في البرلمان السوري عمر اوسي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق اليوم إن المشاركين اتفقوا على تشكيل لجان مركزية وأخرى فرعية لإنجاز الأهداف المتعلقة بإطلاق الحوار الوطني الشامل ومتابعته وتحديد الأطراف الداخلية والخارجية السورية لتشجيعهم وإقناعهم بحضور الحوار، مبينا أن أهم الأهداف القريبة للجان المشكلة العمل على عقد مؤتمر حوار وطني جديد في مدينة دمشق وتحديد زمانه وجدول أعماله.

ودعا اوسي وهو رئيس المبادرة الوطنية للاكراد في سوريا إلى تشكيل مكتب سياسي للجنة المتابعة وأمانة سر لها تستوعب كل الأطياف السياسية والشعبية المشاركة فيها وتساعد على متابعة عمل اللجنة بشكل دائم.

وترفض اطياف من المعارضة السورية، وخاصة الخارجية منها، اجراء حوار مع الحكومة السورية ، في ظل تواصل اعمال العنف في البلاد، مشترطة تنحي الرئيس بشار الأسد كشرط أساسي لبدء الحوار، في حين تدعو الحكومة للحوار مع المعارضة التي ليس لها ارتباطات مع الخارج دون شروط وعلى أساس الإصلاح، فيما يدعو "المجلس الوطني" إلى حل الأزمة السورية عن طريق التدخل العسكري.

وتشهد مدن سورية منذ نحو 21 شهرا احتجاجات مناهضة للسلطة، ما لبثت ان تطورت الامور الى مواجهات عسكرية حادة بين الجيش ومعارضين مسلحين.

/مصدر: شينخوا/