ام الله 18 ديسمبر 2012 /اتهم دبلوماسي فلسطيني اليوم (الثلاثاء) الولايات المتحدة الأمريكية، بممارسة ضغوط كثيفة لعرقلة المساعي الفلسطينية عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث إدانة البناء الاستيطاني الإسرائيلي.
وقال السفير الفلسطيني لدي مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة من جنيف إبراهيم خريشة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المشاورات الفلسطينية والعربية لتوفير النصاب الكافي لعقد اجتماع مجلس الأمن تواجه ضغوطا أمريكية كبيرة لمنع ذلك.
وأضاف خريشة " في كل شيء تقف واشنطن أمام الخطوات الفلسطينية وتعتبر أن اللجوء لآليات الأمم المتحدة لا يساعد في إعادة المفاوضات وهي حجة تقليدية ومتكررة لا مبرر لها تضغط بها حاليا في أروقة مجلس الأمن".
وقررت القيادة الفلسطينية في الرابع من الشهر الجاري، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي باسم دولة فلسطين للمطالبة بإصدار قرار ملزم لإسرائيل من أجل وقف قراراتها الخاصة ببناء أكثر من 4 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس.
وأعلنت إسرائيل أمس الاثنين المصادقة على خطة لبناء 1500 وحدة سكنية جديدة في حي (رمات شلومو) في شمال القدس، ما أثار المزيد من الانتقادات الفلسطينية.
وهذه هي خطط الاستيطان الثالثة التي تقرها إسرائيل منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ترقية مكانة فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في 29 من الشهر الماضي بتأييد 138 دولة وامتناع 41 ورفض 9 دول بينهم واشنطن وإسرائيل.
واعتبر خريشة، أن إسرائيل "تتحرك بموجب الضوء الأخضر الذي تتلقاه من الإدارة الأمريكية بعرقلتها المساعي الفلسطينية والعربية لتحميل مجلس الأمن الدولي مسئولياته أمام تصرفات الدولة العبرية".
وقال خريشة "واضح إن إسرائيل في حالة عدم اتزان بسبب الاستحقاق الانتخابي القادم لها وتصعيدها في الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية أمرا بات معتادا منها لكننا سنبقي نقاوم ذلك بكل الأشكال الممكنة".
وأضاف "هم (الأمريكان) يتحدثون عن رفضهم للاستيطان واعتباره معضلة وعائقا أمام عملية السلام، لكن عندما نتوجه إلى آليات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه نجد الفيتو موجود".
لكن خريشة أكد على تواصل الجهود الدبلوماسية الفلسطينية والعربية بهذا الصدد، رغم إقراره بضيق الإطار الزمني الذي يحول عمليا دون عقد اجتماع لمجلس الأمن قبل نهاية العام الجاري بسبب حلول إجازة أعياد الميلاد بعد يومين.
وسبق أن استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير الماضي حق النقض الفيتو في وجه مشروع قرار فلسطيني يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه رغم تصويت الأعضاء الأربعة عشر الآخرين في المجلس لصالح مشروع القرار.
ويلوح الفلسطينيون منذ ترقية مكانتهم في الأمم المتحدة، باتخاذ خطوات دبلوماسية ضد إسرائيل منها تفعيل أنشطتهم في مجلس حقوق الإنسان الدولي وطلب الانضمام لمنظمات الأمم المتحدة المتخصصة وبينها محكمة العدل الدولية.
وبهذا الصدد قال خريشة، إن القيادة الفلسطينية تترقب انتهاء لجنة التحقيق المشكلة بموجب قرار من مجلس حقوق الإنسان من إعداد تقريرها بشأن تداعيات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذلك بعد انتهائها من البحث الميداني.
وذكر خريشة أنه أبلغ من لجنة التحقيق أنها جمعت كما كبيرا من المعلومات والحيثيات التي ترصد تداعيات الاستيطان، متوقعا أن يكون "تقريرا هاما وغنيا باتجاه إدانة إسرائيل وممارساتها الاستيطانية".
وكان مجلس حقوق الإنسان الدولي صادق في 22 من مارس الماضي، على قرار تشكيل لجنة للتحقيق بأغلبية 36 صوتا وامتناع 10 دول ومعارضة دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، للتحقيق في انعكاسات الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية على الحقوق الفلسطينية.
وتترأس لجنة التحقيق الخبيرة القانونية الفرنسية كريستين شانيه، وعضوية كل من: الخبيرة القانونية أسماء جاهانغير من الباكستان، والقاضية أونيم داو من بوتسوانا.
ومن المتوقع أن تقدم اللجنة نتائج تحقيقاتها في تقرير ترفعه للدورة 22 لمجلس حقوق الإنسان في مارس المقبل، علما أن إسرائيل منعتها من دخول الأراضي الفلسطينية خلال فترة عملها التي اقتصرت على الأردن.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات الاستيطان الذي يقول الفلسطينيون إنه يصادر نحو 46 في المائة من مساحة الضفة الغربية والقدس الشرقية ويهدد أي أفق لتطبيق حل الدولتين المتفق عليه دوليا.
يذكر أن آخر محادثات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت مطلع أكتوبر من العام 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn