دمشق 3 فبراير2013 / لاقت دعوة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض ترحيبا واسعا لدى اطياف المعارضة السورية في الداخل، إلى جانب بعض القوى السياسية الموالية للنظام ، مؤكدين ان الحوار او التفاوض مع ممثلين عن النظام السوري تشكل الحل والمخرج الوحيد للازمة السورية سياسيا،بعيدا عن اي شكل من اشكال التدخل العسكري .
ويرى المراقبون والمحللون السياسيون في سوريا ان دعوة الخطيب لم تكن بالون اختبار لنوايا السلطات السورية ، تجاه جديتها للحوار الوطني لحل الازمة، بقدر ما كانت خطوة ايجابية باتجاه حل الازمة السورية سياسيا ، والبحث عن مخرج حقيقي للازمة السورية التي شارفت على السنتين من انطلاقها.
وكان الخطيب أعلن ، يوم الأربعاء الماضي ، قبوله الجلوس مع "ممثلين عن النظام السوري حقنا لدماء السوريين"، لكنه حدد القاهرة أو تونس أو اسطنبول كمكان للقاء ، إضافة إلى أنه اشترط إطلاق سراح معتقلين 160 ألف معتقل ، وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج من خلال السفارات السورية .
وشكل اعلان الخطيب قنبلة مدوية في اوساط المعارضة السورية الخارجية الرافضة للحوار مع النظام ، والتي تطالب بتنحيه كشرط للدخول في مفاوضات مع اشخاص سوريين محسوبين على النظام ،الامر الذي شكل مفاجأة من العيار الثقيل بين اعضاء الائتلاف المعارض ومجلس الوطني السوري المعارض الذي يرأسه جورج صبرا ، معتبرين ان ما قاله الخطيب رأي شخصي لا يمثل الائتلاف .
كما جدد الخطيب، امس السبت، استعداده للاجتماع مع "هذا النظام حول طاولة مفاوضات"، رافضا في الوقت نفسه أن يكون من "سيمثل النظام السوري في هذه المفاوضات أشخاص لطخت أيديهم بالدماء"، مضيفا أن "علينا أن نستخدم كل الوسائل السلمية".
وفي حين لم يصدر تعليق من الحكومة السورية على دعوة الخطيب، رحبت الأمم المتحدة ودول بالمقترح الذي أعلن الخطيب لاحقا .
وعبر الناطق الاعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا منذر خدام عن تأييده لدعوة معاذ الخطيب التي اعتبرها انها تنسجم مع موقف الهيئة الرافضة لاي حل عسكري .
وقال خدام في تصريح لوكالة ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الاحد) إن "التفاوض مع النظام يعزز فرص وجود الحل السياسي ، وبالتالي ينهي الحالة العنيفة الموجودة في البلاد " ، منتقدا في الوقت ذاته الدعوات التي صدرت من اعضاء الائتلاف التي تخطأ دعوة الخطيب للحوار مع شخصيات من النظام حقنا للدماء .
واعتبر المعارض السوري ان الشروط التي وضعها الخطيب لقبول التفاوض مع النظام هي " بمثابة خلق بيئة ملائمة للحوار " ، داعيا النظام لتوفير تلك البيئة عبر إطلاقه سراح المعتقلين السياسيين في السجون السورية ، ووقف الحل العسكري تمهيدا للدخول في حل سياسي .
ووصف خدام اللقاءات التي جمعت الخطيب مع وزيري خارجية ايران وروسيا في المانيا بانها " مهمة " وتصب في خانة البحث عن مخرج سياسي قريب للازمة السورية .
وبدوره رحب لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض بإعلان الخطيب قبوله الجلوس مع ممثلين عن النظام ، مبينا انه الخطوة الاولى باتجاه ايجاد حل سياسي للازمة السورية المعقدة .
وقال حسين لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان "الشروط التي طرحها الخطيب تشكل البيئة الحاضنة لأي حوار " ، داعيا كافة اطياف المعارضة السورية في الخارج للانخراط في التفاوض مع شخصيات من النظام ، مؤكدا ان " النظام قد لا يقبل بتلك الشروط المسبقة للتفاوض ، لكنها تشكل الخطوة الاولى نحو الحوار " .
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد طرح في خطابه الذي القاه في 6 يناير الماضي في دار الاوبرا بدمشق "حلا" يقوم على وقف "العمليات الإرهابية" والتزام الدول بعدم تمويل المسلحين، يتلوه وقف للعمليات العسكرية من الجيش، ثم حوار وميثاق وطني ودستور وقوانين انتخابات وأحزاب وإدارة محلية جديدة، وإجراء انتخابات برلمانية ثم تشكيل حكومة جديدة وعقد مؤتمر للمصالحة وإصدار عفو.
وجاء مضمون الخطاب بعيدا عن التوقعات التي بنيت على أساس مبادرات جرى تداولها مؤخرا، وخاصة ما طرحه المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ، ولم يشر الأسد إلى أي انتخابات رئاسية، كما لم يربط هذه الرؤية للحل بخطة زمنية، وقصرها على من يقبل من المعارضة بالدخول في الحوار.
ومن جانبه ، اكد المحلل السياسي السوري شريف شحادة إن بلاده ترحب باي شخص يريد الحوار الوطني بعيدا عن أي اجندات خارجية ، مشيرا الى ان بلاده جاده في مسألة الحوار وهي سائرة باتجاهه .
وقال شحاده وهي نائب في البرلمان السوري ، ومقرب من النظام السوري لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " سوريا ترحب بالحوار الوطني باعتباره الحل الوحيد للحل الازمة السورية " ، مؤكدا انه اذا كانت دعوة رئيس الائتلاف الوطني المعارض صادقة ام كاذبة فأن سوريا سائرة باتجاه الحوار الوطني ، مشيرا الى أنه من يريد ان يتحاور مع الحكومة السورية " اهلا وسهلا به دون شروط مسبقة ".
واضاف شحاذه إن " الازمة السورية لا تحل الا بالسياسية وعبر الحوار السياسي ، وان مقولة اسقاط النظام اصبحت وهما " .
وكشف رئيس " الائتلاف الوطني" المعارض الخطيب ، امس السبت ، أنه تلقى دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو ، مشيرا إلى أن لدى روسيا رؤية معينة لحل الأزمة في سوريا.
وتعاني المعارضة السورية من انقسامات داخل مكوناتها،الأمر الذي يؤدي إلى فشل في توحيد الرؤى تجاه الأوضاع في سوريا ، ما ينعكس سلبا على وضعها كمكون ممثل لجزء من السوريين ، وسط احتدام الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المناطق ، ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف الضحايا ، ونزوح مئات الآلاف خارج البلاد.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn