تقرير اخبارى: التفاؤل الحذر ، عنوان الزيارة المرتقبة للبشير الى جنوب السودان

الخرطوم 11 ابريل 2013/تكتسب زيارة الرئيس السودانى عمر البشير إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان والمقررة غدا (الجمعة) أهمية كبرى من ناحية توقيتها ومغذاها عقب التطورات الايجابية فى العلاقة بين شطرى السودان.

وتسود حالة من التفاؤل الحذر الاوساط السودانية لما يمكن ان تسفر عنه الزيارة ، وهى الاولى منذ مشاركة الرئيس البشير فى مراسم الاحتفال بميلاد دولة جنوب السودان فى يوليو من عام 2011.

وقال عبدالرحمن الامين رئيس تحرير صحيفة القرار السودانية فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الخميس) " إن زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا ،تأتي تتويجا سياسيا للاتفاقيات التى وقعت بين السودان وجنوب السودان،وانزالها إلى ارض الواقع ".

واضاف " بالضرورة فان الزيارة لن تكن زيارة علاقات عامة ، وانما تشكل علامة فارقة فى مسار العلاقات بين البلدين وتأسيس واقع جديد ، ومن المؤكد ان الزيارة سيكون لها مردود ايجابى للدولتين".

وشدد الامين على ان القمة المنتظرة بين رئيسى البلدين من شأنها حسم كثير من القضايا العالقة وابرزها فك ارتباط الحركة الشعبية قطاع الشمال بالجيش الشعبى لدولة جنوب السودان ، وقضية ابيى .

وقال " اتوقع ان الرئيسين سيتباحثان حول قضية ابيى بصورة مستفيضة حول مستقبل المنطقة وطريقة تشكيل ادارة مشتركة لها".

ولكن الصادق الرزيقى رئيس تحرير صحيفة ((الانتباهة)) ، التى تتبنى مواقف معادية لجنوب السودان ، بدا اكثر حذرا تجاه مخرجات زيارة البشير الى جوبا، وما يمكن ان يتمخض عن الاجتماعات الرئاسية المنتظرة.

وقال الرزيقى فى تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) " تهدف الزيارة بالاساس إلى تعزيز الاتفاقية الموقعة بين السودان وجنوب السودان ، ولكن المؤكد ان هذا يستلزم ارادة قوية من الجانبين".

وأضاف " اعتقد ان الوقت ما يزال مبكرا للحكم على الزيارة او توقع ما ستسفر عنه ، ولم يتغير الواقع كثيرا فى مسار العلاقة بين السودان وجنوب السودان ، ووفقا لتقرير قدمه وزير الدفاع السودانى امام البرلمان امس فان الحركة الشعبية قطاع الشمال مازالت تتلقى الدعم من جوبا".

وعبر الرزيقى عن مخاوف تجاه زيارة الرئيس البشير الى جوبا ، وقال " هناك مخاوف على خلفية موقف جوبا من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس البشير ، خاصة وان سلفاكير قد أكد فى تصريحات سابقة ان ضغوطا مورست على جوبا بشأن موقفهم من المحكمة الجنائية".ومن المقرر ان يبدأ الرئيس السوداني عمر البشير غدا الجمعة زيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان هي الأولى له بعد الانفصال في يوليو 2011 .وكد عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي للرئيس السوداني عمر البشير، أن زيارة الرئيس السوداني لمدينة جوبا قائمة في مواعيدها المعلنة غدا (الجمعة) .

ونفى سيد احمد في تصريحات صحيفة اليوم (الخميس)، إي تأجيل للزيارة، مشيرا إلى أن اجتماعات رفيعة المستوى تمت بين الدولتين بشأن التنسيق للزيارة حتى تتم بنجاح. ومن جانبه، أعلن سفير دولة جنوب السودان لدى الخرطوم ميان دوت أن دولة جنوب السودان حكومة وشعبا ترحب بزيارة البشير لجوبا، مؤكدا أن الزيارة ستتناول العلاقات الثنائية وتسريع تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين الدولتين، والانتقال إلى مراحل التطبيع الواقعي.

كما رحب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بالزيارة ، مشيرا الى انها تدعم اتفاق التعاون، وحشد الآليات الداعمة لإنفاذه لمصلحة البلدين وعلاقاتهما المستقبلية.

وجدد المؤتمر الوطنى التزامه بتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية لاسيما ما يتصل بايقاف الدعم والايواء للمجموعات المسلحة فى البلدين.

ووقع وفدا التفاوض بين الخرطوم وجوبا، في الثامن من مارس الماضى، بأديس أبابا اتفاقا لتنفيذ الترتيبات الأمنية بين البلدين ، ثم بدآ أخيرا، سحب قواتهما من المناطق الحدودية المشتركة لانشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح.

كما اتفقا على استئناف تصدير نفط جنوب السودان عبر خطوط الانابيب في السودان في غضون اسبوعين، وفق ما اعلن اخيرا ثابو امبيكي رئيس آلية الوساطة الافريقية.

ويتضمن اتفاق التعاون المشترك حزمة اتفاقات تتعلق بالأمن وأوضاع المواطنين وقضايا الحدود وقضايا اقتصادية وأخرى تتصل بالنفط والتجارة، لكنه لم يشمل قضية أبيي وترسيم الحدود.

/مصدر: شينخوا/