القصير ـ سوريا 10 يونيو 2013 / بدأ اهالي وسكان مدينة القصير وريفها التابعة لريف حمص(غربا) بالعودة بشكل تدريجي إلى منازلهم التي هجروا منها قسرا منذ عدة شهور، أما بقصد الاطمئنان عليها ، ومعرفة حجم الخسائر التي لحقت بها من جراء الاشتباكات التي جرت بين الجيشين السوري والحر ، أو بقصد التأكد من أن المنطقة اصبحت آمنة ويمكن لهم ان يعودوا اليها ، في حين بدأت الحكومة السورية بتأهيل البنية التحتية في المدينة التي دمرت بشكل كامل بفعل الاعمال العسكرية .
ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق اثناء زيارة فريق الوكالة اليوم (الاثنين) إلى مدينة القصير التي تبعد ( 15 ) كليومترا غربا عن حمص بعد احكام سيطرة الجيش عليها في 5 يونيو الجاري،آليات الحكومية وهي تقوم بإزالة أكوام التراب التي وضعت في الطرقات العامة ، وفتحها امام حركة السيارات لتسهيل عبور المواطنين إلى بيوتهم ، وترحيل الانقاض من الساحات العامة، كما لا تزال بعض كتائب الجيش السوري تقوم بتفكيك بعض العبوات الناسفة التي زرعها الجيش الحر قبل انسحابه من المدينة، وقد سمع دوي اكثر من انفجار قوي في وسط المدنية تبين انه ناجم عن عبوتين ناسفتين كانتا مزروعتين بأحد المنازل .
مدينة القصير التي كانت مركز اهتمام الاعلام العربي والاجنبي خلال الايام الماضية ، والتي كانت مسرحا لأعنف العمليات العسكرية ، باتت اليوم بقبضة الجيش السوري ، وخالية من الارهابيين ، ومنطقة آمنة مدينة وريف ، بحسب ما أكده ضابط سوري مشرف على مدينة القصير لوكالة (شينخوا) بدمشق .
واضاف الضابط السوري الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة للوكالة ان عدد المسلحين الذين كانوا موجودين في القصير بحدود 15 الف مسلحا، مشيرا إلى ان اغلبهم من جنسيات غير سورية ، مؤكدا في الوقت ذاته انه تم القاء القبض على كبير منهم والجهات المختصة تقوم بالتحقيق معهم .
واوضح الضابط السوري انه خلال يوم واحد تم انهاء العملية العسكرية في القصير المدينة ، مؤكدا ان العمليات استمرت ستة ايام تم خلالها اعلان منطقة القصير آمنة بالكامل ، مشيرا الى ان هناك مقاومة شرسة من قبل المسلحين،مبينا ان السبب يعود لكثرة الانفاق التي كان يستخدمونها الارهابيون للتنقل بين مكان وآخر .
واشار القائد الميداني في الجيش السوري إلى ان المسلحين تلقوا ضربات قاسية من قبل الجيش السوري ، معربا عن تمنياته بعدم تكرار ما جرى في القصير في مكان اخر بسوريا،مؤكدا ان الجاهزية القتالية العالية لدى المقاتلين في الجيش السوري كانت من أهم العوامل التي حققت الانجاز في القصير، لافتا إلى انه فكك اليوم اربع عبوات ناسفة كانت مزروعة في احد البيوت كانت معدة للتفجير تزن كل واحد 35 كليو جراما .
وأضاف ان الجيش السوري يقوم حاليا بعملية عسكرية في ريف حلب الشمالي لإعادة السيطرة على محافظة حلب وريفها وتطهيرها من الارهابيين .
وأكدت المواطنة السورية توفيقة واكيد ( موظفة في بلدية القصير) انها هجرت من القصير منذ عامين وسكنت في مدينة حمص ، واصفة وضع البيوت في المدينة بأنه " مرعب " وكافة البيوت مهدمة واشبه ما تكون بالخرابة .
وقالت المواطنة السورية واكيد لوكالة ( شينخوا ) خلال تفقدها لمنزلها المهدم " خرجنا من منازلنا بثيابنا ، واليوم نرى بيوت مسروقة ومهدمة وخالية من اي اثاث "، مشيرة إلى أن الارهابيين قاموا بتهجير مسيحي القصير .
واكدت واكيد ان الوضع الامني في القصير " ممتاز جدا " ، مبينة ان وضع المدينة حاليا يحتاج الى بعض الوقت من اجل اعادة ما تم تخربيه، مؤكدة ان الجهات المعنية في المحافظة تقوم حاليا بازالة الانقاض وفتح الطرقات ، وخاصة وان حجم الدمار كبير جدا ، موضحة ان المواطنين لا يمكنهم ان يعيشوا في ظل تردي الاوضاع الحياتية وغياب الكهرباء والماء والهواتف .
ومن جانبها ، قالت السيدة مها غانم 65 عاما وهي تتفقد منزلها مقابل الكنسية في وسط القصير " لقد سرقت محتويات المنزل بالكامل من قبل المسلحين ، وتم سرقت مستودع يحتوي على سجاد وموكيت تم استيرادها من حلب قبل ان نخرج من القصير قبل سنة وبضعة اشهر " .
وأضافت السيدة المسيحية وهي تبكي لوكالة ( شينخوا ) " لم اتوقع حجم الدمار بهذا الشكل "، مشيرة إلى أن خسائرها بلغت حوالي 22 مليون ليرة سورية ( الدولار الواحد يساوي 100 ليرة سورية ) ، داعيا الجهات المعنية الى تعويض المواطنين عن خسائرهم .
وبدورها قالت شذا مراد رئيسة المجلس البلدي في القصير في تصريحات لوكالة (شينخوا) بدمشق ان اهم إجراء قامت به بلدية القصير هو إعادة تأهيل البنية التحتية من كهرباء وهاتف وماء، مبينة أن حجم الدمار" كبير جدا " ، مشيرة إلى ان اهم ما يعيق العمل هو وجود الكثير من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة في الطرقات العامة .
واضافت مراد انه خلال اسبوع من الان ستكون جميع الطرقات مفتوحة ونظيفة من الاتربة واكوام الانقاض ، مؤكدة ان العمل حاليا على إعادة تأهيل مدينة القصير بغية إعادة المواطنين الذين تم تهجيرهم منها ، مبينة ان الحكومة السورية ستقوم بتعويض الاهالي عن هدم البيوت وحرقها بمبالغ مناسبة،ويتم حاليا استقبال الطلبات من المواطنين. واكد احمد منير محمد محافظ حمص لوكالة ( شينخوا ) بدمشق خلال زيارته لمدينة القصير ان الآليات الحكومية بدأت بالدخول الى مدينة القصير فور توقف العمليات العسكرية يوم 5 يونيو الجاري وقامت بتنظيف الشوارع من السواتر الترابية التي كان يتمترس فيها الارهابيون .
وقال المسئول الاول في محافظة حمص انه " تم توجيه دعوة لاهالي القصير لكي يعودوا الى منازلهم ، مشيرا الى ورشات الكهرباء والماء والهاتف بدأت بالعمل في اليوم الثاني من توقف العمليات القتالية .
وبين محافظ حمص ان اعادة التأهيل تحتاج إلى ثلاثة اشهر فما فوق، والحياة ستعود إلى هذه المدينة، مشيرا إلى ان معظم المؤسسات بدأت بالدوام مباشرة في القصير في اماكن مؤقتة .
وأشار المحافظ منير إلى أن منطقة الرستن بريف حمص شمالا ما زال فيها ارهابيون ، كذلك منطقة الحولة ، مبينا انها مطوقة بالكامل ولا يخرج منها اي عمل ارهابي ، وان الامم المتحدة فتحت اربعة مكاتب لها في حمص وهذا مؤشر على استقرار الحالة الامنية فيها .
كما لاحظ مراسل وكالة (شينخوا ) ان كنيسة مار الياس بالقصير قد تعرضت لدمار كبير ، وكانت مقرا لعمليات الجيش الحر ، وتم العبث بمحتويات الكنيسة من الداخل وسرقة ما بداخلها من اثاث ، كما تعرضت المساجد الى القصف وقد بدت المآذن شبه مدمرة ، وكتب بداخلها عبارات مناوئة للنظام ، وتدل على كتائب الجيش الحر التي تقاتل هناك " كتائب الفاروق ، وكتائب الوليد " التابعة لجبهة النصرة ، وشوهدت عبارات " القصير ستكون مقبرة الغزاة " ، واخرى تنتقد اشراك مقاتلي حزب الله في القتال بالقصير ، مثل " جنود حزب اللات " ، وهناك عبارات كتبت تدل على مشاركة حزب الله في المعارك هناك مثل " من هنا مروا جنود حزب الله " .
يشار إلى ان مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية والتي تبعد حوالي 6 كيلو مترات عن اقرب قرية لبنانية ، يبلغ عدد سكانها 60 الف نسمة ،قبل اندلاع الاحتجاجات فيها ، وقد هجر منها حوالي 45 الف نسمة ، وبقي حوالي 15 الف ، تم تهجرهم بعد بدء العمليات العسكرية الى حمص وبعض المحافظات الاخرى ، وقسم منهم فر الى لبنان .
واعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، يوم الاربعاء الماضي ، أن النصر الذي حققته في القصير بريف حمص مؤخرا يعتبر "رسالة واضحة" إلى جميع المشاركين بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم اسرائيل وعملائها .
وأشارت إلى أنه حصلت على "وثائق" تثبت تورط جهات عربية وإقليمية وأجنبية في سوريا، مبينة أنها "قيد الفحص والتدقيق، وسيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب".
وأعلنت وسائل إعلام رسمية في يوم 5 يونيو الجاري أن الجيش السوري بسط سيطرته على كامل مدينة القصير بريف حمص ، بعد معارك مع مقاتلين معارضين ، في حين أعلن مقاتلو المعارضة انسحابهم من المدينة بعد "مذبحة" في المدينة أسفرت عن مقتل المئات.
وبدأت المعارك في القصير منذ نحو أسبوعين، حيث شن الجيش السوري، مدعوما بعناصر من "حزب الله"، حملة عسكرية لاستعادة المدينة من مقاتلين معارضين سيطروا عليها قبل عام، بالتزامن مع قصف طال العديد من المناطق في المدينة ما أدى إلى مقتل وجرح المئات، وسط مناشدات دولية بفتح ممر امن للمدنيين، وتحذير من انتهاكات لحقوق الانسان في المدينة.
وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن مقاتلين حاولوا مرارا دخول المدينة لدعم المقاتلين المعارضين المحاصرين في القصير، إلا أنهم تعثروا نتيجة الحصار "الخانق" الذي يفرضه الجيش على المدينة .
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn